وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القيادة الفلسطينية مستهدفة

نشر بتاريخ: 15/08/2013 ( آخر تحديث: 15/08/2013 الساعة: 12:47 )
تخوض القيادة الفلسطينية اشرس المعارك مع المحتل، وليست القيادة بحاجة للبرهنة على انها تضع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني في سلم اولوياتها، فلقد استشهد الرئيس الرمز الخالد فينا ياسر عرفات لتموضعه في خندق الثوابت الفلسطينية، وخلفه الرئيس ابو مازن يسير على نفس الخطى، ولا احد يستطيع ان ينكر او يغمض عينيه عن الانجازات التي حققتها الدبلوماسية الفلسطينية في المحافل الدولية، وكل ذلك يعود الى الحكمة والحنكة التي تتمتع بها القيادة الفلسطينية، واليكم بعض العبارات والتصريحات الاسرائيلية بحق القيادة الفلسطينية،"ابو مازن الاخطر على دولة اسرائيل" وان "ابو مازن اسوء من عرفات"، وكذلك ان "ابو مازن يسعى الى عزل اسرائيل"، وهنا يجب علينا الوقوف والتأمل في هذه العبارات، والتي يتم ترديدها على لسان قادة اسرائيل وكذلك في وسائل اعلامها، ان الهجوم الاسرائيلي على قيادتنا الفلسطينية ليس له الا تفسير واحد، ان قيادتنا مستهدفة لانها تشكل الخطر الاكبر على حلم اسرائيل الكبرى.

ان القيادة الفلسطينية عندما اتخذت قرار استئناف المفاوضات، كان من اجل فلسطين اولا، وخاصة في ظل التراجع والجمود التي تعانيه القضية الفلسطينية اقليميا ودوليا، وقد تم تحديد سقف زمني لهذه المفاوضات لا تتجاوز 9 اشهر، ونجح كيري وزير خارجية امريكا بعد ست جولات مكوكية باخذ الموافقة من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على استئناف المفاوضات، هناك من يقول بان الطرف الفلسطيني قد تعرض لضغوط، ويتناسى البعض عن قصد ذكر تعرض الطرف الاسرائيلي لضغوط ايضا، حيث ترافقت مع القرار الاوروبي بمقاطعة المستوطنات، وكذلك تجاهلت الشروط الاسرائيلية لاستنئاف المفاوضات، غير ان وسائل الاعلام تحدثت عن ضمانات امريكية للطرفين، واشادت التقارير والتصريحات بان الادارة الامريكية جادة في سعيها للسلام، على اساس حل الدولتين وضمان امن اسرائيل، لان ذلك يصب في المصلحة الامريكية، مع التذكير بان الموقف الامريكي الى الان لم يستخدم ادوات الضغط الكافية على اسرائيل، بغية فرض رؤيته لحل الدولتين.

والمؤكد ان حكومة نتياهو اليمينية لا تريد السلام، وكانت تامل بعدم عودة الطرف الفلسطيني لاستئناف المفاوضات، لتحميل الفشل للطرف الفلسطيني.

فلقد اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوم الأحد الماضي قرارات حكومة الاحتلال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية أنها جميعها تهدف "لإفشال المفاوضات"، وأضافت "لا تفسير آخر كل تلك القرارات، فحكومة إسرائيل ستفعل كل شيء كي تفشل المفاوضات، وتثبت حقائق على الأرض من طرف واحد في حالة بدء المفاوضات، وإدراج 91 مستوطنة في خريطة مناطق الأولوية الوطنية يشهد على ذلك".

اختلفنا او اتفقنا مع الخطوة التي اقدمت عليها القيادة الفلسطينية بخصوص استئناف المفاوضات، يجب علينا تقوية الموقف الفلسطيني بفضح وتعرية المحتل الاسرائيلي، وتصعيد المقاومة الشعبية والقيام بمظاهرات سلمية تعبر عن تطلعاتنا في الحرية والاستقلال بشرط عدم تهديدها للسلم الاهلي، والعمل على تثبيت صمود اهلنا على ارضهم.

ويجب ان نكون على ثقة بان الموقف الفلسطيني سيظل ثابت ولن يحيد قيد انملة عن الثوابت الفلسطينية، اما العنتريات والمزايدات والمهاترات السياسية، التي لاتغني ولا تسمن من جوع، والتي اضرت وما زالت تضر بقضيتنا العادلة، وتصب في مصلحة المحتل الاسرائيلي فنحن بالغنى عنها، اليس غريبا ان يترافق الهجوم الاسرائيلي بهجوم مماثل من حماس على القيادة الفلسطينية، وللتذكير فان البند السابع من اتفاق القاهرة آذار 2005 " وثيقة الاسرى" فوض الرئيس محمود عباس وبتوقيع من حركتي حماس والجهاد الإسلامي على التفاوض أو وقفها حسب رؤيته.

وذلك يدعو الى الاستغراب حول حديث حماس عن عدم تفويض الرئيس عباس!!!، وهذا يضع اكثر من علامة استفهام حول دور "حماس" على الساحة الفلسطينية؟؟؟؟

واخيرا نقول الى العقلاء، لنتكاتف جميعا من اجل فرض عزلة دولية على اسرائيل، ولنبدء من هذه اللحظة بالتفكير ووضع البرامج والخطط التي تلبي طموحات وتطلعات شعبنا الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، والذي يريد المنفعة لفلسطين فليقل خيرا او ليصمت.

*رئيس تحرير المكتب الصحفي الفلسطيني – الدنمارك "فلسطيننا"