وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون

نشر بتاريخ: 16/08/2013 ( آخر تحديث: 16/08/2013 الساعة: 18:50 )
الحديث ذو شجون
بقلم :فايز نصار

لتشهر البطاقة الحمراء !

في المؤتمر الصحفي الحاشد ، الذي تحث فيه رئيس اتحاد الكرة اللواء جبريل الرجوب ، بعد عرقلة الدولة العبرية لبطولة غرب آسيا الرابعة للناشئين ، التي كان من المقرر ان تنطلق الخميس ، طرح الإعلاميون الرياضيون جملة من الأسئلة ، التي تعبر عن نبض الشارع الرياضي في فلسطين والعالم ، حيث يجمع الخيرون على ظهر هذه البسيطة على إدانة جملة العراقيل الإسرائيلية .. وآخرها منع الوفود المشاركة في بطولة الناشئين من الوصول إلى البلاد .

وخلال المؤتمر سأل مراسل الجزيرة الرياضية ، الزميل وائل الشيوخي عن إمكانية إنذار دولة الاحتلال بالبطاقة الصفراء ، بعد هذا السلوك غير الرياضي ، فسارع لواء الرياضة الفلسطينية الاخ أبو رامي الى القول : لقد أشهرت المؤسسات العربية والدولية الكرت الأصفر من زمان ، والآن يجب ان يشهر الكرت الأحمر في وجه المؤسسات الرياضية في الدولة المحتلة .

وتنص المادة "12" من القانون الدولي لكرة القدم ، بند الأخطاء وسوء السلوك على انه يطرد اللاعب ، وتشهر له البطاقة الحمراء إذا ارتكب أياً من الأخطاء السبعة التالية :
- مذنباً بارتكاب اللعب العنيف.
- مذنباً بارتكاب السلوك المشين.
- يبصق على الخصم أو أي شخص آخر.
- يـحـرم الـفـريـق الـخصم من هدف أو فرصة محققة لتسجيل هدف بلمس الكرة عن عمد .
- حـرمان اللاعب الخصم الذي يتحرك باتجاه مرمي خصمه من فرصة محققة لتسجيل هدف بارتكابه أحد الأخطاء التي تستوجب احتساب ركلة حرة أو ركلة جزاء.
- يستخدم ألفاظاً أو أشارات عدوانية بذيئة أو مهينة.
- يتلقى الإنذار الثاني في نفس المباراة.
- الـلاعـب الـذي يـتـم طـرده يـجـب عـلـيـه مغادرة ميدان اللعب والمنطقة الفنية .

وبنظرة تحليلية في مفردات هذه المادة ، يستخلص فقهاء القانون ان الدولة العبرية يجب ان تطرد من سلك المنظومة الرياضية الدولية ، لانها ارتكبت الأخطاء السبعة الماضية .

فالدولة العبرية يا جماعة الخير ارتكبت كل أشكال اللعب العنيف بحق الرياضيين الفلسطينيين ، ممن عذبوا في السجون ، وقتلوا دون ذنب ، وارتكبت ايضا شكلا غير مسبوق من اللعب العنيف ، الذي مس الحالة النفسية لأطفال فلسطين ، ممن يعشقون كرة القدم ، فداهمهم العسكر في ملعبهم كما حصل في جبل الزيتون بالقدس، وباغتتهم الطائرات بصواريخها ، كما حصل في ملعب فلسطين بغزة .

والدولة العبرية المحتلة ارتكبت كل أشكال السلوك المشين بحق الرياضيين الفلسطينيين ، عندما تعاملت بشكل سادي مع مفردات الرياضة الفلسطينية ، فحرمت اللاعبين والمدربين والحكام والاداريين من حقهم في التنقل بين محافظات الوطن ، ومنعت وصول العتاد الرياضي ، وعرقلت بناء المنشات الرياضية ، وحرمت الفلسطينيين من حقهم في استضافة البطولات الدولية ، ناهيك عن تعسفها في محاولة زج انفها بشكل سافر بين نقاط وفواصل الملف الرياضي الفلسطيني .

والدولة العبرية المحتلة أدارت ظهرها لكل الأعراف والمواثيق الرياضية ، وبصقت على مقترحات الخيريين ، ممن حاولوا طرح تسوية رياضية عادلة ، تعطي ما لفلسطين لفلسطين ، وما لاسرائيل لاسرائيل ، وبصقت في وجه الاصدقاء ، الذين تساءلوا عن جدوى وجود جدار فصل عنصري على بعد امتار من الملاعب ، الأمر الذين لم تشهده البشرية ، حتى في ايام النازية كما قال اللواء الرجوب ، ولم تعرفه جنوب افريقيا في جذوة الابارتيد البائد !

أضف الى ذلك ان دولة الاحتلال تستحق الطرد لانها حرمت المنافس "الخصم " من فرصة تحقيق هدف محقق ، وكم هي الأهداف الرياضية ، التي منعت اسرائيل الفلسطينيين من تحقيقها ، وخاصة على جبهة تنظيم الفعاليات الرياضية الدولية ، واقامة منشآت البنى التحتية ، ووصول المساعدات الرياضية العاجلة ، ناهيك عن منع أكابر الرياضة الدولية من الوصول الى البلاد ؟

ويجب طرد رياضة الدولة العبرية من العائلة الرياضية الدولية ، لان دولة الاحتلال بفلاسفة وقادة وإعلام رياضتها يستخدمون ألفاظاً أو أشارات عدوانية بذيئة أو مهينة بحق الرياضيين الفلسطينيين ، ولكم ان تتابعوا الاعلام الاسرائيلي السافل ، لتقفوا على سادية غير مسبوقة في التعامل مع ملفات الرياضة الفلسطينية .

ويحق للحكم طرد اللاعب من المباراة اذا تلقى الإنذار الثاني في نفس المباراة ، ولعمري ان هذا يشكل سببا كافيا لطرد اسرائيل، لان الأسرة الدولية انذرت اسرائيل اكثر من مرة ، على تصرفاتها السابقة ، ولكنها لم ترتدع .

وأخيرا .. فان الـلاعـب الـذي يـتـم طـرده يـجـب عـلـيـه مغادرة ميدان اللعب والمنطقة الفنية ، بما يقتضي ان تسارع المؤسسات الدولية الى طرد اسرائيل على خلفية لائحة الادانة السابقة ، وإبعادها عن ميدان اللهب ، وعن المنطقة الفنية ، والكرة في ملعب الاتحاد الدولي ، الذي يتبنى رئيسه السيد بلاتر العذابات الفلسطينية ، ثم في ملعب الاتحاد الأوروبي ، الذي احتضن دولة الاحتلال بعد طردها من منظومة الاتحاد الآسيوي ، بما يتطلب من السيد ميشيل بلاتني ، المتفهم لهموم فلسطين الرياضية اخذ الامور على محمل الجد هذه المرة .

الأكيد ان الدولة المحتلة تستخف بكل الأعراف الرياضية .. والأكيد انها انتهكت بشكل فاضح كل المواثيق الدولية ، وارتكبت كل الأخطاء.. التي تقتضي فرضت عقوبة الطرد بالبطاقة الحمراء على رياضتها ، لعل قادة هذه الاسرائيل يفكرون للمستقبل ، ويعرفون ان لا سلام في هذه المنطقة الا بإحقاق الحقوق للفلسطينيين ، ومنها الحقوق الرياضية ، التي كفلتها كل التشريعات الرياضية لمختلف المؤسسات التي تقود الرياضة في هذا العالم .

والحديث ذو شجون