وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 17/08/2013 ( آخر تحديث: 17/08/2013 الساعة: 17:24 )
بقلم : صادق الخضور

بطولة غرب آسيا للناشئين.. ستنطلق بعد انتظار طال... وبعد تعطيل الفرق الشقيقة لتأخّر تصاريح الدخول إلى فلسطين، وكان للمواقف الثابنة والراسخة للواء الرجوب والأمير علي، والتفهّم الكبير للقائمين على منتخبات الأردن والإمارات والعراق أكبر الأثر في إتمام القدوم وبانتظار البطولة.
البطولة عظيمة الدلالات، وتنظيمها في فلسطين مؤشر على قدرة فلسطين على استقبال الأشقاء في قادم المواعيد والبطولات..فأهلا بالوافدين من إمارات زايد، وأردّن الخير، وعراق الرافدين إلى فلسطين.

لقد كتب على فلسطين خوض المنافسة حتى قبل بدء البطولة، وفعلا نجح اللواء الرجوب في تسجيل هدف بنكهة تغلفّها إرادة عازمة على وضع فلسطين على خريطة الإبداع، صحيح أن البطولة كانت قبل إعاقة الوفود حدثا رياضيا إلا أنها وبعد ما حدث باتت حدثا سياسيا ورياضيا.
فلسطين ترحّب بالوافدين الذين انتظروا في عمّان أياما عدّة... وفعلا تحقق الوصول... ونجح اتحاد كرة القدم الفلسطيني مع اتحاد غرب آسيا في كسب الجولة..لكنّ التأخير يضع الاتحاد الدولي أمام مسئولياته تجاه الرياضة الفلسطينية.

بطولة.. نتمناها فلسطينية اللقب..ولن نتحسّر أنى كانت وجهة اللقب في حال لم يتحقق المطمح، فالأردن والإمارات والعراق ثالوث بارز في معادلة العلاقة.
وربّ ضارة نافعة، فقد كان تأخير البطولة سببا في تسليط مزيد من الضوء الإعلامي عليها... وبعد ما اعترى قدوم المنتخبات من تعطيل، فالرهان الآن على الجماهير .. لتؤازر ولترحّب....

قبل أيام خلت .. كتبت على موقع اتحاد كرة القدم مقالة بعنوان"هلا بيكم ..ومرحبا" وكنت أظنّ حينها أن المقالة ستتزامن مع قدوم المنتخبات.. نزلت المقالة وتأخّر قدوم المنتخبات .. وبقيت نبرة الترحيب حاضرة، فأهلا وسهلا بكل المنتخبات التي تساند طموحنا الرياضي.
من جديد: تبرز قضية حقّ رياضيي فلسطين في التنقل، وحقّ كل المنتخبات العربية في القدوم، وحقّ الرياضة الفلسطينية في تسليط الضوء عليها إعلاميا.


الأندية المحترفة: وواقع الحال
تعاني الأندية المحترفة كثيرا جرّاء المتطلبات الكبيرة للاحتراف، والخلل في النهاية ليس في نظام الاحتراف بل في وجود فارق كبير بين متطلباته وبين قدرات الأندية على الإيفاء بما يلزم.
في الغالب: تتكون كل إدارة من تسعة أفراد، الفاعلون في الحدّ الأعلى غالبا لا يتجاوزن ثلاثة...ولا تسأل عن البقيّة... فهم يعتبرونها تشريفا لا من باب التكليف، وبطبيعة الحال توجد استثناءات.

فترة عمل مجالس الإدارة تتراوح من سنتين إلى أربع سنوات... وفي كلتا الحالتين فاعلية معظم مجالس الإدارة .. من شهر إلى 3 شهور، وتنقضي بقية المدة أي 90% منها والأندية تعرج .
في الإنجازات يظهر الجميع... بل وفي الإخفاقات يتوارى المعظم... وبما أن حجم الإخفاقات يفوق غالبا حجم الإنجازات على اعتبار أن أي إنجاز ستقابله إخفاقات، فالواقع الأعم التواري المستمر.

توجد مشكلة في التسويق وفي محدودية الرعاية... والتساؤل المطروح: لماذا لا يتم البحث عن رعاية خارجية؟ الخيار صعب لكنه ليس مستحيلا، ففي ظل رعاية الشركات العربية العملاقة لأندية أوروبية بمئات الملايين يمكن البحث عن رعاية ب2 مليون، ليس أكثر.
التوجّه لرئيس الوزراء خيار آخر.. لكنه غير مطروح أو مطروق من رؤساء الأندية ... والاتحاد من جهته قدّم الكثير، لكن حجم العمل الكبير وتعدّد النشاطات تجعل من الموضوعية القول إن عمل الاتحاد لا يقتصر على دوري المحترفين، فهموم الاتحاد كثيرة جدا.

مؤسسات القطاع الخاص، تتعهّد لكن تعهداتها غير ملزمة وتتعاطى مع الموضوع من زاوية الربح والخسارة والإعلام.
لماذا لا تكون هناك مبادرة لجولة عربية من مجموعة من رؤساء الأندية لتجنيد الدعم بالتنسيق مع اتحاد كرة القدم؟
ولماذا لا تبادر الحكومة لدعم الأندية دون انتظار توجّه الأندية لها؟ فقد أسمعت حال الأندية كل من به صمم.
الحال لم يعد خافيا على أحد.. والأندية بحاجة إلى دعم وإسناد، وكذا الاتحاد والمنتخبات الوطنية، فما يتواصل إنجازه على أرض الواقع كبير وطموح .. لكن واقع الحال يهدّد كل طموح.

كثيرون يطالبون المنتخب الوطني بتحقيق النتائج ..متناسين أن اللاعبين يعانون من عدم الاستقرار نتيجة الأوضاع غير المستقرّة في الأندية، وأن أي برنامج إعدادي طويل الأمد تترتب عليه تكاليف باهظة.
معظم الأندية تتعاطى مع الموضوع من زاوية ترحيل الأزمات لا حلّها ... وهذا يعني أن الأزمات ستظهر على فترات ... وكان الله في عون القائمين على الأندية.


النقص في بعض المراكز ...
بعض الأندية تعاني من نقص واضح في اللاعبين المجيدين للعب في موقع لاعب الارتكاز، وفي غياب الظهير الأيسر الذي يجيد اللعب في المنطقة الخلفية.
المشكلة قائمة منذ المواسم السابقة، وهناك محدودية في بروز هدافين جدد، فالأسماء التي تنافست على لقب الهداف في المواسم الثلاثة المنقضية هي ذاتها.

الموضوع مرتبط في جزء منه بإعداد الناشئين، وبعدم قدرة الكثير من الأندية على توفير البدائل وتجهيزها، وللموضوع علاقة أحيانا بإتمام التعاقدات دون وجود رأي للجهاز الفني ما يتسسب في تكدّس لاعبين مراكز بعينها مع غياب لاعبين في مراز أخرى.

هذا الموضوع وأعني به قلّة المجيدين للعب في بعض المراكز تترك أثرها على المنتخب الوطني، وما دمنا في معرض الحديث عن المنتخب الوطني فما أخبار المنتخب الأولمبي؟ ولماذا لا يعاد تجميعه وعقد مباريات ودية له؟
كان لدينا منتخب وطني مبشّر بالخير ... وفجأة انقطع الاهتمام ... والمطلوب إعادة الاهتمام.