|
عساف لـ معا: إسرائيل أمام خيارين إما الانحياز للسلام أو إبقاء الصراع
نشر بتاريخ: 20/08/2013 ( آخر تحديث: 20/08/2013 الساعة: 21:23 )
رام الله - معا - أكد المتحدث باسم حركة "فتح" أحمد عساف، اليوم، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام خيارين، إما أن يسعى إلى السلام ويحققه، ويكون حقق الفائدة لشعبه قبل شعوب المنطقة على المستوى الإستراتيجي أو أن يكون هدفه هو الحفاظ على ائتلافه الحاكم وبالتالي قد يضيع فرصة تحقيق السلام، فإما ينحاز للسلام أو إبقاء الصراع.
وأضاف عساف في حديث لوكالة " معا ": نحن نعلم بان هنالك أحزاباً في هذه الحكومة، لا تؤمن بالسلام ولا تريده ويتزعم هذه الأحزاب مستوطنون يعيشون في المستوطنات المقامة على الأراضي التي احتلت عام 67، وهذه جريمة حرب، فمجرد إقامتهم على أراض محتلة تعتبر جريمة حرب، وفي مقدمتهم بنيت رئيس حزب البيت اليهودي وهو ثالث شريك في حكومة نتنياهو ووزراء آخرين، ولكن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقه، أما بالنسبة لنا فنحن نتعامل مع حكومة إسرائيلية وبالتالي لا يهمنا طبيعة هذه الأحزاب. وشدد عساف على أن القيادة الفلسطينية كان لها موقف صلب وواضح حول المفاوضات، وهو عدم قبول العودة إليها وفق قواعد اللعبة السابقة، بعد أن حلت فلسطين على عضوية الأمم المتحدة، كدولة عضو تحت الاحتلال العام 1967. وأضاف عساف: نريد أن تنطلق المفاوضات من هذه الحدود والمرجعية لعملية السلام، وهي حدود العام 67 ونريد سقفاً زمنياً، ولن نسمح بأن تكون هذه المفاوضات إلى ما لا نهاية حتى تستغل إسرائيل هذه المفاوضات لتكمل مشاريعها بما يتعلق بالاستيطان وتهويد القدس، فضلاً عن كون الشعب الفلسطيني يعاني من غصة، وهو موضوع الأسرى الفلسطينيين، خصوصاً الذين اعتقلوا قبل اتفاقية أوسلو، وأمضى بعض هؤلاء الأسرى أكثر من 20 عاماً، وبعضهم يصل إلى 30 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما تم الاتفاق عليه ، وأذعنت إسرائيل للشروط، وسيتم الإفراج عن هؤلاء الأسرى في الفترة القادمة وهم 104، وأفرجت عن 26 أسيراً. وشدد عساف على أن السقف الزمني للمفاوضات هو 9 أشهر، وإذا لم تحقق هذه المفاوضات أهدافها بالنسبة لموضوع الحدود وقضايا الوضع النهائي، فان الشعب الفلسطيني والقيادة لها خيارتها وبدائلها التي ستستخدمها في الوقت الذي تراه مناسباً، وهذا أهم ما تم انجازه في هذا الملف، ولكن الفلسطينيون بحاجة إلى دعم عربي حقيقي ليكون ضاغطا على إسرائيل وعلى من يدعمها لتلبي متطلبات عملية السلام وتنهي احتلالها لفلسطين. وأكد عساف على أن للشعب خيارات عديدة، كاستخدام كل أنواع النضال السياسي، والمقاومة الشعبية، وأصبحت الحكومة الإسرائيلية على قناعة مطلقة أن الأمن الإسرائيلي لن يتحقق إلا بتحقق الأمن للشعب الفلسطيني، وهذا الأمن لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. وتابع عساف: نحن نجحنا خلال الفترة الماضية بعزل الاحتلال الإسرائيلي من خلال الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس أبو مازن، وأكبر مثال على ذلك تصويت العالم لنا في الأمم المتحدة 138 دولة صوتت لصالح فلسطين، فهذه الدول أعلنت أنها ترفض الاحتلال الإسرائيلي، وترفض ممارساته، ووصلت الأمور خلال الفترة الماضية أن وزير الخارجية الإسرائيلي لم يجد بلداً يستقبله، وبادر إلى الاتصال مع وزراء خارجية دول عديدة رفضوا استقبال مكالماته وهذا نتيجة للجهود الكبيرة ونتيجة للموقف الفلسطيني، والتي نجحنا من خلالها بإيصال قضيتنا إلى كل العالم حتى كان آخر استطلاع للرأي يؤكد أن نصف المجتمع الإسرائيلي يخجل من الإعلان عن جنسيته بأنه إسرائيلي لأن العالم يتعامل إسرائيل على أنها دولة احتلال ودولة إجرام وإرهاب. وأكد عساف على أن الرئيس أبو مازن اطلع الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أن مصر سيبقى لها دور رئيسي في عملية السلام ، وتمنى أبو مازن أن تعود مصر لتأخذ مكانتها الدولية، الأمر الذي سيكون فيه خير مصر وفلسطين ، من خلال أخذ زمام المبادرة في عملية السلام. وقال عساف: كما أكد الرئيس أبو مازن على رعاية مصر لملف المصالحة الفلسطينية على أن تقوم بهذا الدور سواء على الصعيد الفلسطيني أو على الصعيد الدولي بالإضافة إلى قضايا أخرى، وهذا تدعيم وتعزيز لدور مصر على الصعيد الإقليمي والدولي، ونحن حريصون على امن مصر واستقرارها ولا نقبل التدخل في شئونها، والشعب الفلسطيني يقف بجوار الشعب المصري، ونحن مع أي إجراءات تقوم بها مصر من اجل حماية حدودها، وأمنها من محاربة الإرهاب في شمال سيناء، والشعب الفلسطيني سيتصدى لأية تشويهات من قبل أشخاص أو منظمات فلسطينية، ونؤكد أنهم لا يمثلون الشعب الفلسطيني، ونحن مع أي إجراءات تقوم بها مصر كدولة وكشعب. وشدد عساف على أن القيادة الفلسطينية حريصة كل الحرص على أن لا يتأثر الأهل في قطاع غزة بأي شيء يحدث في مصر أو غيرها، مشيراً إلى أن الرئيس أبو مازن تحدث في هذا الموضوع مع نظيره المصري، وحثه على التسهيل على حياة المواطنين وتخفيق معاناتهم في قطاع غزة. وتابع عساف: أهلنا هناك يعانون من مشكلتين الأولى الاحتلال والحصار الإسرائيلي والمشكلة الأخرى القمع الحمساوي، ونحن في حركة فتح حملنا المسؤولية الأولى في إغلاق معبر رفح لحركة حماس، لأن من يدعي أنه يمثل قطاع غزة، ويحكمهم بقوة السلاح وبحكم الأمر الواقع عليه أن يراعي وقبل أن يقوم بأي فعل أو أن يأخذ أي موقف تداعيات هذا الموقف على أهلنا في قطاع غزة، وحماس تدخلت في الشؤون الداخلية المصرية وبشكل سافر ومدان، وهذا التدخل خروج عن الإجماع الوطني الفلسطيني، ونتيجة لهذا التدخل المرفوض وطنيا، كان هناك إجراءات مصرية طالت أهلنا في قطاع غزة، الذين يدفعون الثمن، رغم أنهم ليسوا مذنبين، بل المذنب هي حركة حماس. وأردف عساف: "ناشدنا السلطات المصرية ألا يكون هناك أية إجراءات بحق أهلنا في القطاع، وألا يدفع أهلنا في القطاع ثمن أخطاء حماس لان حماس لا تمثل إلا نفسها وجماعاتها الأم هي جماعة الإخوان المسلمين، وهذه الحركة تريد أن تقوم بانقلاب كما جرى في عام 2007 وتريد أن تفرض على العالم أن يتعامل معها كأنها جهة شرعية وهذا لن يحدث، حماس تريد أن تتدخل في الشأن المصري، وتريد أن تفرض على مصر هذه الدولة الكبيرة وهذا الشعب العظيم أن يستمر في فتح المعبر، وأن تستمر الانفاق وأن تستنفذ الموارد المصرية لمصالح قيادات حماس، هذا الموضوع لا احد يقبله ونحن نرفضه، وأخطاء حماس سيحاسبها الشعب الفلسطيني على كل ما ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني وبحق الشعوب العربية." كما قال وشدد عساف على أن الشعب الفلسطيني متفائل بثورة 30 يونيو، وكل إنجاز يحققه الشعب المصري، الذي ينعكس إيجاباً على الشعب الفلسطيني، ولكن موضوع الانقسام الفلسطيني، الذي نسعى إلى الانتهاء منه ، وقدمت القيادة الفلسطينية وفتح كل التنازلات، ولكن حركة حماس لها حسابات خاصة خارجية ومصالح شخصية تغلبها على حساب المصلحة الوطنية، ولذلك طلب أبو مازن من الرئيس المصري بذل مزيد من الجهود لإنهاء الانقسام للتفرغ لانجاز المشروع الوطني. |