وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عضَّ الرجلُ الكلبَ

نشر بتاريخ: 23/08/2013 ( آخر تحديث: 26/08/2013 الساعة: 12:07 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
في بعض دول الغرب، يصفون الصحافة انها كلب حراسة، لانها تنبح وتُـ "هوهو" على كل من يقترب من سياج الشبهات ، والمفروض ان هذه صفة مديح لا ذم لان الكلب يشم اكثر بعشر مرات من الانسان وهو وفيٌّ ومخلص في عمله، لذلك يحرس المؤسسات ويكشف المخدرات واللصوص.

منذ أيام ظهرت حركة شبابية على الفيسبوك تطلق على نفسها اسم "تمرد على الظلم في غزة" ولم يظهر بعد مدى جديتها او من يقف وراءها، ولا يعرف الجمهور اذا كانت حركة شبابية فعلا او حركة حركية تؤازر فتح او مجموعة من الهواة الغاضبين الذين يرون العالم بطريقتهم الخاصة. ولكن اللافت للانتباه في هذا الامر هو ردة فعل حماس والحكومة المقالة على الظاهرة، فقد بدت الحكومة المقالة خائفة ومرتعدة من الظاهرة حتى ان الردود على تمرد غزة كان اقوى من التمرد نفسه، ما شجّعني على السؤال بطريقة أخرى: هل الحكومة المقالة خائفة لهذه الدرجة من اي تحرك شعبي ؟ وهل التحرك الشعبي ممنوع؟ أوليس من حق الشبان في غزة التظاهر والتعبير عن ارائهم؟ ولماذا التهديد والوعيد ضد نشطاء تمرد؟

اهمية السؤال تكمن في طريقة التفكير، في العقلية الحاكمة، واذا كان هناك حكم رشيد في هذا البلد ام لا. لانه وفي حال كان الكلام ممنوعا والانتقاد ممنوعا والتظاهر ممنوعا، فهذا يعني ان المعارضة تضطر حينها للتفكير بوسائل اخرى أكثر ضررا واقل اخلاقا وأشدّ وطأة.

وللتذكير فقط فان زعيم المعارضة في اسرائيل يأخذ راتبا من الحكومة يشابه راتب رئيس الوزراء ويحظى بحارسين وسيارة حكومية ويشارك في كل اجتماعات القيادة المصيرية في الحروب والسلام واستقبال الزعماء والضيوف الكبار، بل ان وزير الخارجية الفرنسي فابيوس والذي يزور تل ابيب هذه الايام طلب لقاء زعيمة المعارضة شيلي ايخوموفيتش بعد لقائه نتانياهو مباشرة !!!

وفي حال واصل الفلسطينيون المكابرة والتعامل مع المعارضة بعنف وتهديد، فان مصير الزعماء والقادة الحاليين السجن مثلما حدث في البلدان العربية، فترى المرء يصبح رئيسا ويمسي سجينا مهانا وذليلا... وعلى كل حكومة ان تدرك وعلى رأسها حكومة حماس ان منسوب القوة المفرطة في التعامل مع المعارضة سيرتد اجلا ام عاجلا على الحكام الحاليين .. وكم كنت اتمنى ان نستلهم العبر من تجارب الدول المحيطة وان يكف الحكام والمسؤولين عن نبرة التهديد الفارغة التي تعبّر عن رعبهم وارتعاد فرائصهم من المستقبل، وتدلل على عدم ثقتهم بأنفسهم أو بانباء شعبهم.

اما موضوع قرصنة صفحة الفيسبوك التابعة لوكالة معا ونشر بيانات حماس عليها وشتم الرئيس وشتم الاخرين عبرها، وتولي جانب وزارة الداخلية في الحكومة المقالة لادارتها فهو امر لافت للانتباه وحتى الساعات الماضية واصلت ادارة معا الاتصال بقيادات في حركة حماس ومكتب الاستاذ اسماعيل هنية لاعادة الصفحة، وقد أبدى العديد من قادة حماس تضامنهم معنا وحاولوا كل جهدهم لحل الموضوع لكن "حفنة المتعصبين في وزارة الداخلية رفضت تلك الجهود"، وهذا يثبت ان وزارة الداخلية في غزة تدير نفسها وتدير قطاع غزة على طريقة العصابات والمهربين ولا تريد ان ترتقي الى مستوى الحكومات المسؤولة، فما معنى ان تقوم حكومة بتهكير وسيلة اعلام ؟؟؟؟؟ يمكن تماما ان نستوعب ان كلبا عض رجلا؟ ولكن لا يمكن ان نستوعب ان رجلا عض كلبا؟؟

ومن الطبيعي ان يقوم مواطن او شخص او صاحب سوابق بتهكير صفحة وزارة او حكومة، ولكنني لم اسمع ابدا ان حكومة تقرصن على وسيلة اعلام وتبث بيانات الداخلية من خلالها، ام انهم هناك لا يثقون بوسائل اعلامهم وفضائياتهم وموظفيهم والنطّاق باسمهم وهم كثر، ويحتاجون الى صفحة معا على الفيس بوك لنشر بياناتهم وأفكارهم !!! خذوها حلال عليكم وسنصنع لكم واحدة اخرى اذا كان هذا يحل مشاكل غزة.

وتالله.. لو طلبت وزارة الداخلية في غزة من رئاسة تحرير معا ان تبث بياناتها مجانا، لوافقنا فورا دون تردد بكل ادب واحترام، ولكن الطبع غلب التطبع والضبّ تفضحه عيونه.

والانكى من ذلك ادارة فيسبوك "النذلة" التي لا تزال تماطل في اعادة الصفحة، واذا كنا غير مصدقين خدعة ادارة فيسبوك مع الشاب الفلسطيني خليل شريتح فاننا الان تأكدنا ان هذه الادارة جوفاء وعديمة المسؤولية والاخلاق. وهو ما يثبت ان هذه الادارة مجرد بريق لامع من بعيد ولكنك حين تقترب منه تكتشف انه مجرد شِسع حذاء.