|
ندوة - خبراء يرسمون صورة سوداء للبيئة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 25/08/2013 ( آخر تحديث: 25/08/2013 الساعة: 18:15 )
جنين - معا - رسم أربعة خبراء صورة سوداء لأحول البيئة في فلسطين، وناقشوا الواقع الزراعي- الغذائي الكيميائي: ما له وما عليه، وسبل تبني الزراعة العضوية فعلاً. وتتبعوا النفايات الصلبة والسائلة والمياه العادمة بين الحلول الممكنة والعواقب الوخيمة.
وتحدث الخبراء عن التلوث الهوائي والإشعاعي، عبر صورة لما تسببه ممارسات الاحتلال وبخاصة من مفاعلها النووي (ديمونا)، وما ينجم عن الممارسات المحلية أيضاَ. ووضعوا قائمة من أبرز عشرة تهديدات تواجه البيئة بفعل انتهاكات الاحتلال من جهة، والممارسات المجتمعية الخاطئة من جهة أخرى. وشارك في ندوة مجلة آفاق البيئة والتنمية التي يصدرها مركز العمل التنموي( معاً) والتي حملت عنوان (المشهد البيئي في فلسطين: أولويات وحلول) الخبير في قضايا الزراعة والأمن الغذائي والمهندس في جمعية المهندسين الزراعيين العرب، سعد داغر، والمدير التنفيذي لمجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة في محافظة أريحا والأغوار، عبد الجبار أبو حلاوة، وعميد كلية العلوم في جامعة بيرزيت د. وائل قراعين، فيما قدم د.محمود سعادة رئيس هيئة الأطباء الدوليين للحماية من الحرب النووية فرع فلسطين، مداخلة مكتوبة. ورأى داغر أن أبرز التحديات التي تواجه قطاع الزراعة تتلخص في المياه المخصصة للري، وتقنياتها التي ترتبط باستخدامات كميات كبيرة منها، فبالإمكان استخدام تقنيات موجودة في الطبيعة كالأعشاب والقش والمخلفات الزراعية والكرتون بدلا من حرقها، لتغطية المناطق حول النباتات، ولتقليل عمليات التبخر. عدا عن إهمال الأراضي الزراعية، وخاصة في المناطق الجبلية، وما تعانيه من انجراف للتربة وتعريتها، وما يؤثر على نظام تخزين المياه في باطن الأرض. بجوار تحدي استعمال المواد الكيماوية، عدا عن تدمير الأراضي الزراعية بالزحف الأسمنتي. وقال أبو حلاوة إن التحديات الأبرز في قطاع النفايات الصلبة تتمثل في انعدام الوعي وغياب الثقافة، والقدرة على شمولية جمع النفايات من كافة المناطق التي لا تتوفر فيها هيئات ومجالس محلية غير قادرة على إدارة شؤونها، فنرى أوضاعاً مأساوية وانتشاراً عشوائيا للنفايات، إضافة إلى تحدي الفصل والتدوير، وبخاصة أن أكثر من 60% من نفايات فلسطين عضوية ويمكن إنتاج السماد الطبيعي منها، ولكن هذا يحتاج إلى وعي المواطن بفرزها، وتقبل المزارعين ووعيهم باستعمال'الكمبوست'. وعدد د. قراعين التحديات التي تواجه بيئة فلسطين متمثلة بزيادة عدد السيارات الموجودة داخل المدن، وخلال خمس إلى عشر سنوات ستبرز هذه المعضلة، وسنسأل أنفسنا أين سنذهب بكل هذا العدد من المركبات؟ إضافة إلى ارتفاع عدد الأجهزة الخليوية التي يستخدمها الأطفال كونهم أكثر عرضة للأثيرات السلبية للإشعاعات الصادرة عنها وعن الأبراج، حتى لو كانت قدرتها ضعيفة، ولكن لطول فترة الإشعاع فإنهم سيكونون عرضة للإصابة-لا قدر الله- بالأمراض السرطانية. عدا عن اختفاء المساحات الخضراء، وقطع أشجار الزيتون وارتفاع وتيرة الزحف الإسمنتي وهو ما يُحل بالموازنة بين متطلبات التكنولوجيا والحفاظ على البيئة. ووجه داغر رسالة موجزة لوزراء الصحة والبيئة والزراعة، دعاهم فيها إلى اعتماد وتبني الزراعة البيئية، فيما أطلق أبو حلاوة رسالة إلى وزراء الحكم المحلي والبيئة والتخطيط والصحة، بأن يهتموا أكثر بقطاع النفايات الصلبة، وأن يوجهوا له الدعم؛ من أجل الوصول إلى فلسطين نظيفة وخضراء، ووجه رسالة إلى المواطنين لإبداء قدر أكبر من التعاون لنظافة فلسطين. واختزل د. قراعين رسالته بدعوة الأفراد والمواطنين إلى المسؤولية والوعي؛ لأنهم مصدر الثقل والتغير على السياسات والمسؤولين. فيما أكد أبو حلاوة، أن مؤسسات السلطة الوطنية وبالأخص وزارتي الحكم المحلي وشؤون البيئة وضعت إستراتيجية للنفايات الصلبة، وهي نقطة الانطلاق في قضية صعبة ومشهد سوداوي، ونجد الآن مسافة تم قطعها في السنوات السابقة، فلدينا مكب 'زهرة الفنجان' المركزي الذي يخدم المحافظات الشمالية في الضفة الغربية، وهناك مكب ثانٍ في الجنوب لخدمة محافظتي الخليل وبيت لحم، ومن المتوقع تشغيله خلال الشهرين القادمين، وثمة محاولات لتشغيل مكب ثالث وسط الضفة لخدمة رام الله والبيرة وأريحا( مكب رمون)، الذي من المتوقع تشغيله منتصف عام 2015، ولكن يبقى التحدي الأكبر كيف نصل إلى جمع النفايات في كل المناطق، وكيف نصل إلى وعي يبدأ خلاله المواطن بالتعامل مع النفايات وفق طريقة منهجية وصحيحة. واستعرض د. قراعين، عن مسببات التلوث الهوائي في فلسطين، ممثلة بالمحاجر والمقالع الموجودة في مختلف المحافظات ، وأبراج الاتصالات الخليوية التي يحيطها الجدل الكبير حول ضررها ومدى انتشارها وهل هو أقل أو أكثر من المطلوب، والتغير في الجو وما قد يتسبب به من وصول الإشعاعات الضارة التي يمكن أن تصل إلى الإنسان، وانتشار الأجهزة الخليوية والشبكات اللاسلكية (Wireless) الموجودة في غالبية البيوت، وهي هوائيات منتشرة في معظم البيوت وتبث طوال الوقت، عدا الأجهزة الخليوية التالفة التي يجري التخلص منها وتأثيرها على المياه الجوفية. ووصف التكنولوجيا بحلقة لها تأثيراتها السلبية والإيجابية. وقال: تم إجراء بحوث في منطقة الخليل لقياس نسبة الإشعاع النووي من مفاعل ديمونا، ولكن لم ترد احصاءات دقيقة عن نسبة التلوث الضار للهواء، بسببها. وقال د.سعادة في مداخلة مكتوبة، إن الدراسات الأخيرة والتي أجرتها الجمعية الفنلندية (DHF) في منطقة النقب، أن 95% من أيام السنة تحمل هواءً ملوثًا في المنطقة الجنوبية؛ ما يسبب ويبعث على الأمراض المختلفة، والقلق الدائم على الحياة البشرية. وتابع: إلا أن الذي يبعث على القلق بحق أيضا، كيف استطاعت القيادة الإسرائيلية والمسؤولون الصهاينة إقناع بعض السكان اليهود القاطنين في المنطقة وبعض المصابين بالأمراض الخبيثة، أن هذه السموم المنبعثة والتي تسببت لهم بكل الأمراض وما يصابون به، هي من الأغنام والمواشي، التي يربيها السكان البدو القاطنين في المنطقة برمتها. مع العلم أن جميع الأنبياء كانوا رعاة أغنام، ولقد غدت المصلحة أعلى من المبادئ والقيم والأخلاق! وأضاف: الذي أعطى أيضا إشارات واضحة عند فحص التربة والنبات والمياه الجوفية، ما استدعى اختصاصيين لإعادة البحث والتقصي، والذي أفاد في عام( 2007) زيادة واتساع رقعة المناطق المتأثرة والملوثة بالإشعاعات والمخلفات النووية في منطقة الخليل. وصولا إلى شمال المحافظة، إذ تبين أن نسبة الإشعاع وصلت إلى ثلاثة أضعاف النسب المسموح بها دوليا, كما تبين في السنوات الأخيرة تلوث التربة والنبات في منطقتي طولكرم وقلقيلية شمال فلسطين المحتلة. وأكد المهندس داغر ان استخدام الكيماويات بحد ذاته له الكثير من التداعيات الخطيرة، التي تكرس التبعية في الاعتماد على الغير، لأننا لا ننتج أي مادة كيماوية على الإطلاق، ونستوردها كلها، ويرتبط ذلك باستخدام البذور المعُدلة جينًا ووراثًيا، والتي لا ننتجها أيضاً، بل ينتج بعض المزارعين بذورًا بلدية بكميات قليلة، ويربطنا هذا بالاستيراد بدءاً من البذور التي لا يمكن إعادة زراعة بذورها( حيث يجري تعطيل بعض الجينات فيها لضمان عدم إعادة زراعة، ما تنتجه من بذور)، كما نستورد الكيماويات والأسمدة لإنتاج الغذاء. وقال: هناك بعد اجتماعي، لأن الذي يستطيع التعامل مع البذور المهجنة وابتياعها هم كبار المزارعين، أما الصغار منهم فلن يستطيعوا ذلك، ويتسبب هذا بإخراجهم من دائرة الإنتاج، ويضعهم في دائرة الفقر. وتابع: هناك تداعيات صحية لاستخدام الكيماويات، فحين تم حظر أحد المبيدات الكلورية العضوية من قبل الاحتلال، وبعد سنوات تبين أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تراجعت بنسبة 35 %، وهذا يؤكد أن الكثير من المبيدات تؤدي إلى السرطان، وسبق أن جرى حظر مبيدات'البردوكس تمرون' و'التوينكس' و'دي دي تي'، أما 'الجاوتشو' و'الكونفدور'( وهما مادة واحدة بشكلين مختلفين) فجرى إنتاجهما لتعقيم البذور، ولكن يتم عندنا استعمالهما في الري، وأحيانا لرش النباتات ما يشكل خطورة! وأضاف: نتحدث عن أضرار بيئية للكيماويات، التي قتلت الكائنات الحية الموجودة في التربة، ما يؤدي إلى تراجع كبير في موادها العضوية، ويزيد من اعتمادها على الأسمدة الكيماوية، كما تضعف المناعة لدى التربة والنبات نفسه، مثلما يجري القضاء على الأعداء الطبيعية للآفات. |