الاحتلال يهدم منزلين وبركسات وبناية قيد الانشاء في القدس

القدس- تقرير معا - هدمت جرافات الاحتلال ظهر اليوم الاثنين منزلين وبناية قيد الانشاء في قرية الطور شرق القدس القديمة، بحجة البناء دون ترخيص، كما قامت بهدم بركسات وجرف مساحات واسعة من الأراضي في قرية العيسوية.

وعلمت مراسلة معا ان قوات اسرائيلية كبيرة من الوحدات الخاصة، والخيالة، والكلاب البوليسية، والشرطة وحرس الحدود حاصرت منطقة خلة العين بالطور، ومنعت المواطنين والصحفيين الاقتراب من المنطقة المراد تنفيذ الهدم فيها، ثم باشرت طواقم الاحتلال بإخلاء المنزلين من بعض الاثاث والقاطنين فيها.

وأوضح صاحب المنزل زكريا الداية لوكالة معا ان قوات الاحتلال داهمت منزلين للعائلة بشكل مفاجئ ودون سابق انذار، مؤكدا ان بحوزته قرارا من المحكمة يقضي بتأجيل هدم المنزل حتى شهر تشرين أول القادم، وحاول ابراز القرار للقوات الا انها تصدت له ومنعته وقامت برشه غاز الفلفل، مما أدى الى اصابته بجروح وحروق.

وتعود ملكية المنزلين للمواطن زكريا الداية وشقيقه عبد العزيز، وتبلغ مساحتهما 120 مترا مربعا، وعملية الهدم أدت الى تشريد 12 نفرا.

وأشار الداية انه تم بناء المنزلين قبل 6 سنوات على أرض العائلة، وفرضت بلدية الاحتلال على العائلة مخالفة بناء أولى قيمتها 20 الف شيكل، أما المخالفة الثانية والتي لا يزال يدفعها شهريا تبلغ قميتها 60 الف شيكل.

كما هدمت الجرافات الاسرائيلية بعد ظهر اليوم بناية سكنية قيد الانشاء في خلة العين بالطور تعود للمواطن ماهر ابواسبيتان.

وأوضح عضو لجنة المتابعة مفيد ابو غنام لـ معا أن الجرافات قامت بهدم البناية البالغة مساحتها الاجمالية 250 مترا مربعا، مؤلفة من طابقين (4 شقق سكنية).

وقال ابو غنام:" ان سلطات الاحتلال تمنع المواطنين المقدسيين من البناء بأراضيهم، ولا تمنحهم التراخيص اللازمة، وتتجاهل التزايد السكاني الطبيعي في المدينة، في وقت تبني فيه المستوطنات وتقوم بتوسيعها لصالح المستوطنين."

وأضاف:" ان سلطات الاحتلال تمنع الاهالي بالبناء في الطور لعدة حجج واهية، حيث تدعي احيانا انها اراضٍ خضراء، أو مصادرة "للمنفعة العامة"، مؤكدا انها ذرائع لبناء المستوطنات ولفرض السيطرة حول القدس القديمة."

وقال ان قبل بناء مستوطنة "جبل ابو غنيم" و"معالي أدوميم" أدعت سلطات الاحتلال بأنها تريد انشاء حدائق وطنية، ثم تم تحويلها الى مستوطنات كبرى.

وفي قرية العيسوية قامت الجرافات صباح اليوم بهدم بركسين للأغنام تعود ملكيتهما لعائلة النتشة، اضافة الى هدم بركس للخردة ومكتب لعائلة غيث، كما تم تجريف مساحة قطعة أرض مساحتها 2 دونم، وخلال ذلك تم تخليع الاشجار المثمرة.

واستنكر محمد أبو الحمص عضو لجنة المتابعة الهجمة الاسرائيلية في القدس لهذا اليوم، ووصفها "بالكارثة الانسانية"، حيث تنفيذ حملة هدم وتجريف واسعة في الطور والعيسوية، وتهجير عائلات الكعابنة من الاراضي التي عاشوا فيها 50 عاما.

وأشار ان عمليات الهدم والتجريف التي جرت اليوم تمت في الاراضي المهددة بالمصادرة لصالح “الحديقة القومية 11092 أ:” في منطقة الطور والعيسوية، عبر مصادرة 740 دونما من أراضي المواطنين، علما أن البلدية وما يسمى بـ سلطة الطبيعة وتطوير القدس قد قدمتا مشروع الحديقة القومية في يوليو 2009م، وفي ديسمبر من ذات العام تمت المصادقة على المشروع بعد استيفائه للشروط الأولية، وفي يناير 2010م، قررت اللجنة المحلية توسيع المشروع الى الشمال والشمال الغربي، وفي إبريل 2010م، قامت اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتنظيم والبناء بالمصادقة على إيداع المشروع للاعتراضات، علما انها لم ترد على الاعتراضات التي قدمت من قبل المواطنين وسكان المنطقة.