وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

توقيع اتفاقية تنفيذ المرحلة الأولى لترميم سقف كنيسة المهد

نشر بتاريخ: 26/08/2013 ( آخر تحديث: 26/08/2013 الساعة: 22:17 )
بيت لحم - معا - جرى اليوم الاثنين، التوقيع على اتفاقية تنفيذ المرحلة الأولى من ترميم سقف كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، برعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله.

ووقع الاتفاقية، رئيس اللجنة الرئاسية لترميم سقف كنيسة المهد الوزير زياد البندك، وممثل شركة 'بياتشينتي' الإيطالية المتخصصة بترميم المباني الأثرية.

وشهد على توقيع الاتفاقية، رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ورؤساء الكنائس الثلاث، وحارس الأراضي المقدسة.

واستعرض البندك الجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة الرئاسية لبدء عملية ترميم الوضع الإنشائي غير المرضي لكنيسة المهد، وعقدت بهذا الخصوص اجتماعين بمقر الرئاسة في شهري تموز وآب من العام 2008 مع رؤساء الكنائس الثلاث التي لديها حقوق الملكية والتصرف حسب الوضع القائم في الكنيسة وهي بطريركية الروم الأرثوذكس وحراسة الأراضي المقدسة وبطريركية الأرمن الأرثوذكس، ولكن الكنائس لم تنجح بالاتفاق.

وقال: أوصت اللجنة الرئاسية للشؤون المسيحية الرئيس بأن تتخذ السلطة الوطنية المبادرة وتقوم بعملية الترميم، وفعلا صدر المرسوم بتاريخ 15-12-2008 وبالتوافق مع الكنائس الثلاث وسلم لهم في احتفال مهيب من قبل الرئيس هنا في هذا المقر الرئاسي وباركت الكنائس المرسوم.

وأضاف: لقد تشكلت بموجب المرسوم اللجنة الرئاسية لترميم سقف الكنيسة، حيث نشرت عطاء دوليا أحيل في نهايته إلى شركة بياتشينتي الايطالية المتخصصة بترميم المباني الأثرية المماثلة في إيطاليا والعالم، والتي حازت على أعلى العلامات في عرضها الفني والمالي البالغ 1925707 يورو (2600000 دولار).

وتوجه البندك بالشكر لكل الداعمين الدوليين والمحليين، معلنا أن نصف ما هو في صندوق الترميم هو فلسطيني المصدر، حيث أن خزينة الدولة دفعت مليون دولار منذ عام 2009، مقدما الشكر الموصول لرئيس مجلس إدارة شركة اتحاد المقاولين الذي تبرع بنصف مليون دولار، ولصندوق الاستثمار وبنوك فلسطين والاستثمار الفلسطيني والعقاري الفلسطيني.

كما شكر الدول الصديقة التي كانت سبّاقة في المساهمة بدعم صندوق الترميم وهي حسب تاريخ الدفع المجر وفرنسا وروسيا والفاتيكان واليونان، داعيا جميع دول العالم للمساهمة في الصندوق لإنجاز كافة مراحل ترميم كنيسة المهد المتبقية.

واختتم بالقول: إن هذا الجهد ما كان ليصل إلى يومنا هذا لولا الدعم والثقة اللامحدودين من الرئيس محمود عباس راعي هذا الحفل ومتابعته الشخصية، وكذلك الدعم الفعال من رئيس الوزراء رامي الحمد الله ورئيس الوزراء السابق سلام فياض والحكومة التي لم تتوان للحظة بإصدار القرارات الداعمة للمشروع.

وقال رئيس الوزراء رامي الحمد الله في بداية كلمته بالمناسبة: أدين بأشد العبارات المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة وسقط خلالها ثلاثة شبان وعشرات الجرحى، وأقول من هذا المنبر من بيت لحم كفى لهذا الاحتلال، وأناشد العالم وكافة المؤسسات الدولية العمل على إنهاء هذا الاحتلال والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وأضاف: يشرفني أن أكون بينكم اليوم ممثلا عن سيادة الرئيس محمود عباس، في هذا الحفل لتوقيع اتفاقية تنفيذ المرحلة الأولى من ترميم كنيسة المهد، الذي يشكل مناسبة هامة لكل أبناء شعبنا بمسلميه ومسيحييه في الوطن والشتات، فهذه الكنيسة التي شهدت ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام منذ ما يزيد عن ألفي عام، تحتل موقعا هاما في التراث الإنساني، بما تحمله من أهمية ليس لنا كفلسطينيين فحسب بل للعالم بأسره.

وقال: اسمحوا لي أن أنقل لكم تحيات الرئيس محمود عباس وتقديره الكبير للجهود التي تبذلونها لتنفيذ هذا المشروع المهم، والذي يعني الكثير للبشرية جمعاء.

وأضاف: تكتسب هذه الاتفاقية، أهمية استثنائية حيث تساهم في الحفاظ على القيمة التاريخية والدينية والأثرية لكنيسة المهد، التي انطلقت منها رسالة المحبة والسلام والتعايش التي حملها السيد المسيح، وقد حملنا جميعا مسؤولية إنجاز هذا المشروع الهام رغم كافة المعيقات والعراقيل، انطلاقا من اهتمام أبناء شعبنا وقيادته بحماية ممتلكاتنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية وصون حضارتنا وتراثنا، معلنا عن التزام الحكومة المطلق بدعم جهود الترميم بالتعاون والتنسيق الكامل مع الكنائس.

وقال: نحتفل في كنف بيت لحم، التي طالما احتضنت قيم السلام والعدالة والتعايش التي ميزت أبناء شعبنا، لنؤكد للعالم أجمع التزامنا بالحفاظ على النسيج الفريد والمميز في التآخي والتعايش على هذه الأرض المباركة مهد الديانات والحضارات.

وأشاد الحمد الله بالدور الوطني الهام الذي تلعبه الكنائس ومؤسساتها المختلفة في تقديم الخدمات للمواطنين ودعم صمودهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، مشيرا إلى أن ترميم كنيسة المهد يشكل حلقة مهمة في الجهد الذي يبذل لتطوير واقع السياحة في بلادنا والذي يساهم في نقل رسالة شعبنا ومعاناته إلى العالم.

وجدد رئيس الوزراء دعوته للمجتمع الدولي بضرورة تحمل كامل مسؤولياته في حماية شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته، وإلزام إسرائيل بوقف كافة ممارساتها الهادفة إلى مصادرة وطمس تراثنا الثقافي الحضاري وإرثنا الإنساني.

وألقى حارس الأراضي المقدسة بييرباتيستا بيتسابالا، كلمة نيابة عن الكنائس الثلاث، معتبرا هذا التوقيع باللحظة التاريخية، مقدما الشكر للرئيس محمود عباس، وللجنة الرئاسية والحكومة الفلسطينية والممولين على دعمهم لهذا المشروع الهام.

وحضر حفل التوقيع محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ووزيرا المالية والسياحة، وممثلو وقناصل الدول الداعمة لمشروع الترميم، والقنصلان العامان لايطاليا واسبانيا، والقنصل الفخري لأرمينيا، وعدد من نواب المجلس التشريعي ورؤساء البلديات والقاصد الرسولي، ورجال الدين المسيحيين.