|
رسالة أحمد سعدات في ذكرى استشهاد ابو علي مصطفى
نشر بتاريخ: 28/08/2013 ( آخر تحديث: 28/08/2013 الساعة: 15:33 )
رام الله- معا- بعث الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات رسالة من سجنه في ذكرى استشهاد القائد ابو علي مصطفى.
وفيما يلي نص الرسالة كما وصلت معا الرفيقات والرفاق ،،،، على درب الكفاح والثورة وفي السابع والعشرين من أغسطس عام 2001 استشهد الرفيق القائد أبو علي مصطفى, تعلقت روح الشهيد القائد في سماء الوطن، مع أرواح الشهداء: " جورج حبش.. ياسر عرفات ..أحمد ياسين... فتحي الشقاقي... سليمان النجاب .. ومن مدرسة الثورة رواد الفعل الثوري الذي بدأه الرفيق خالد أبو عيشة... ووديع حداد... وغسان كنفاني ...وجيفارا غزة ...وربحي حداد ...وخالد دلايشة... ووليد الغول... وشادية أبو غزالة.. وتغريد البطمة... وإبراهيم الراعي والعكاوي... والخواجة... ورواد الانتفاضتين يامن فرج... ونضال سلامة... وأبو ماهر اليماني ... ورائد نزال وأيمن الرزة... والاستشهاديين الذين رووا بدماءهم أرض فلسطين الطاهرة. في هذه اللحظات الهامة في تاريخ حزبنا... نتذكر هؤلاء الشهداء جميعاً.. ونعاهدهم أولاً على مواصلة النضال حتى تحقيق أهدافنا الوطنية التي ضحوا من أجلها.... وثانياً لنجعل من هذه المناسبات وقفة لاستخلاص العبر والدروس وتصويب مسيرتنا وتخليصها من الشوائب. الرفيقات والرفاق... الحضور الكريم... لقد كان الشهيد القائد أبو علي مصطفى نموذجاً من طراز استثنائي وثوري كامل، مجسداً بالقول والممارسة أسس ومنطلقات القائد الفعلي، فقد كان يحترم خصومه قبل رفاقه... كان الفلاح والعامل والكادح والمحرض، والذي يتجاوب مع أسس النظرية العلمية... فهو المناضل القائد الذي جمع القول والعمل بكل جوانبه... واصل حياته بكل عزم وصلابة.. فكان نعم المنظر والقائد ... الرجل الشعبي... المطارد.. المقاتل في جهاز الجبهة الشعبية العسكري.... الذي اقتحم كل مجالات العمل الثوري... مقتنعاً بأن النضال مذهب وعقيدة ... عاش فقيراً ومات فقيراً.. ولكنه كان دوماً متسلحاً بغنى الثوابت. إن حاجتنا في مثل هذه المرحلة العصيبة، من تاريخ كفاحنا ونضالنا الديمقراطي والتقدمي إلى مثل هذه النماذج الثورية التي تجّسدت في القائد أبو علي مصطفى... صاحب المواقف الأكثر وضوحاً وصراحة ورؤية لواقعنا وتناقضاته... تُلزم علينا إقصاء كافة مظاهر الفرقة والانقسام مهما كانت . إننا نعتقد جازمين بأن إنهاء هذه الحالة ومسبباتها واجب ثوري ووطني، نؤكد من خلاله وفائنا لشهدائنا وثباتنا على العهود التي قطعناها لهم بأن نصون وحدتنا الوطنية وأن تبقى بنادقنا موجهة إلى صدور ورؤوس أعداؤنا. الرفيقات والرفاق .. أبناء شعبنا المرابط على ثغور الوطن وساحات المقاومة في كل مكان إن انحيازنا لخيار المقاومة يجب أن نعبر عنه بفهمنا العميق لمجريات النضال، وتجسيد عقيدة وطنية تُظهر الالتزام الثوري بكل القيم والمبادئ، التي تعلمناها من الشهداء ومن جبهتنا التي نعتز بانتمائنا إليها ومنهجها الوطني والثوري، الذي انحاز له الشهيد القائد أبو علي مصطفى، وكل قادة الجبهة الشهداء على امتداد تجربة الكفاح والثورة... رغم اختلاف قناعاتهم الشخصية أو وجهات نظرهم في هذه المحطة أو تلك. إلا أنهم كانوا عنواناً للعطاء في سبيل الوصول للأفضل.. أو على صعيد مواصلة الكفاح ضد الاحتلال الصهيوني النازي. أيها الأحرار إن قراءتنا المتفحصة لشهيدنا القائد الأممي والقومي والوطني أبو علي مصطفى، ووقوفنا أمام معاني مناقبه في مختلف الساحات.. تجعلنا أكثر قدرةً على فهم ماذا تعني لنا هذه القيم.. فأبا علي كان المحرض والثوري الذي جمع النظرية والممارسة.., والمقاتل والقائد.. والعسكري الفذ المخلص.. الذي اقتحم في بدايات عمله الثوري حدود وطننا المحتل، معلناً انطلاق الثورة والمقاومة ضد هذا العدو المجرم.,. أبا علي كان صاحب البندقية والطلقة النارية الصادقة... وهو صاحب شعار "عدنا لنقاوم على الثوابت لا لنساوم"... وهو رجل الوحدة الوطنية وصاحب الكلمة التي لا تقبل المساومة أو الرياء... والذي لم تخلو كلماته أو حواراته الوطنية من دعواته الصريحة لامتشاق السلاح...جميعنا يتذكر أول مؤتمر صحفي بعد انتخابه أميناً عاماً عندما أعلن بوضوح أنه ما دام هناك جندي أو مستوطن يضع أصبعه على الزناد، فعلينا نحن أن نضغط على الزناد بأصابعنا العشرة.. وهو من خاطب رفاقه في أول احتفال بعد انتخابه أميناً عاماً موجهاً الكلمة لكتائب المقاومة الفلسطينية بكل تياراتها... أيها الرفاق.. أيها المقاومون.. أطلقوا النار على الرؤوس.. لقد كان القائد أبا علي على قناعة عميقة بمبادئ وإستراتيجية الجبهة القائمة أساساً على حق العودة، وإنهاء الوجود الصهيوني، وإنهاء الصراع على أساس قيام دولة فلسطين الديمقراطية القادرة على توفير الحماية والحقوق السياسية والقومية وحقوق المواطن لجميع سكانها باختلاف انتماءاتهم . وهو من كان يؤكد دوماً على أن حق العودة هو الجسر الذي يربط بين حقوقنا الوطنية الراهنة وحقوقنا التاريخية في فلسطين. الرفيقات والرفاق ،،، الحضور الكريم... على جميع المدعويين في محطة إحياء ذكرى الشهداء الحاضرين فينا على الدوام، الاندماج في الكفاح الثوري ضد الاحتلال، والعمل الدؤوب على تمتين وحدتنا الداخلية بدون أي تهاون أو كلل، وتعزيز الوعي، والثقافة في عقول الأجيال الشابة والصغيرة... والوقوف بجانب أبناء شعبنا الفلسطيني خاصة الفئات الفقيرة والمهمشة في تفاصيل همومها اليومية... ذكرى الشهيد القائد أبو علي مصطفى يجب أن تكون فرصة للبناء الحزبي الداخلي... والتخلص من الأوبئة والأمراض.. وأن تظل إرادتنا مشدودة للعمل وعامرة بالأمل والتفاؤل... لمستقبل أكثر عدالة.. وإنسانية.. فإلى الأمام يا رفيقاتنا ورفاقنا وأحبتنا... رفاق الحكيم ووديع وأبو جهاد والجمالين ونزال والشقاقي وجيفارا والعمصي وكل شهداء وكل تجمعات شعبنا في الشتات... المجد للشهداء.. والنصر الثورة... والعزة والكرامة لشعبنا ووحدتنا.. وإننا حتماً لمنتصرون.. رفيقكم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات من قلب باستيلات العدو. |