وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عائلة حجازي .. منزل جديد بلا أصحابه

نشر بتاريخ: 28/08/2013 ( آخر تحديث: 28/08/2013 الساعة: 20:47 )
غزة - معا- تقرير يوسف حماد- ترتكن السيدة الفلسطينية آمنة حجازي (أم محمد) إلى زاوية من منزل عائلتها الجديد المقام على انقاض المنزل السابق، تستذكر بعض الذكريات التي توالدت في مكان كان جميلا في يوما من الأيام، قبل أن تدمره غارة جوية إسرائيلية في العدوان الأخير على قطاع غزة.

مع كل صباح تحتضن آمنة صور ابنائها وزوجها الذين فقدتهم في الغارة التي استهدفت منزل عائلتها السابق بمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع، وتشعر بحنين لتلك الأيام، جعل حياتها في المنزل الجديد بلا طعم ولا لون، مع انه شيد حديثا وبدا أفضل من الذي دمرته إسرائيل.

وتروى آمنة (46عاماً) بملامح ووجهها الحزين أوجاع حياتها قائلة "الوضع الراهن في المنزل الجديد على غير ما كنت عليه حياتنا تماما، فكنا نأكل الطعام معا، ونسهر معا، ونلهو مع أطفالنا، ولكن الآن يخيم الحزن على كل أفراد العائلة عندما تجتمع".

وتضيف السيدة المكلومة، " أنا بتمنى ترجع الدار القديمة مع انها غير مساعدة كثير على الحياة، ولكني أريد أن تعود أسرتي كما كانت سعيدة في كل لمة مبسوطين في كل قعدة، نتقاسم هم الحياة ولكنها جميلة معهم".

آمنة التي انتشلت من تحت ركام منزلها السابق ونقلت إلى مستشفى في مدينة العريش في مصر لتتلقى العلاج لخطورة وضعها الصحي، لم تستطع لملمة جراحها التي نزفت كثيرا في جولات التصعيد الإسرائيلي المتكررة على قطاع غزة، حيث فقدت في عدوان 2008/2009 بكرها محمد (17 عاما).

وفي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، فقدت السيدة الفلسطينية زوجها فؤاد (48 عاما) وطفليها محمد الأصغر( 4 أعوام) وصهيب( عامين)، وأصيبت هي وجميع افراد العائلة ، عندما أطلقت طائرة حربية إسرائيلية صاروخا تجاه منزل العائلة في ما عرف بـ" حرب الثمانية أيام" على قطاع غزة، فيما امسى المنزل الذي لا يتجاوز الـ90 مترا مربعا أدراج الرياح وتمت تسويته بالأرض .

مأساة آمنة بفقدانها بكرها محمد ومن ثم رب العائلة وطفليها (محمد وصهيب) عبرت عنها صورة جنازة العائلة والتي التقطتها عدسة المصور السويدي بول هانسن، لتصبح رمز لبشاعة العدوان الإسرائيلي في نوفمبر، حيث اختيرت كأفضل صورة صحفية في العالم لعام 2012.

نور حجازي (18 عاما) الابنة الاكبر للسيدة آمنة، أصيبت في الغارة الإسرائيلية بكسور وجراح كانت حرجة إلى حدا ما، وتعافت منها وهي تحمل بعض الآثار في حركة جسدها، كانت منهكة مترامية الفكر في والدها وأشقائها، لكنها بدت اشد قوة من والدتها .

وتتحدث نور عن سقم حياتهم في المنزل الجديد قائلة " إحنا مبسوطين ولكن الفرحة كانت تكتمل لو كان أبويا وأخوتنا عندنا".

وتضيف " فقدنا بهجت كل حاجة حلوة كانت تصير معانا خاصة في شهر رمضان والعيد، وأنا نفسي اعرف شو شعور الجندي إلي بقصف أطفال وبقتلهم، وبتمنى نراهم يشعروا بحزنا في يوم من الأيام".

بهذا الحديث البريء عبرت نور عن قسوة الجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ولكن تبقى أمانيها وأسئلتها بلا إجابة أو استجابة لان الحرب اطاحت بكل غزيز...

يذكر ان اسرائيل شنت عدوان على قطاع غزة في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 بعد اغتيال قائد كتائب القسام محمد الجعبري في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "عامود السماء"، فيما اسماها الفلسطينيين "حرب الايام الثمانية" أدت الى استشهاد 166 فلسطينيا منهم 20 طفلا تقل أعمارهم عن 12 سنة ، وتسببت في هدم 200 مبنى سكني بشكل كلي فيما تعرض 8 ألاف مبنى سكني للدمار الجزئي.