وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إتحاد الجمعيات الخيرية في القدس يصدر أول منهاج فلسطيني لرياض الأطفال

نشر بتاريخ: 28/08/2013 ( آخر تحديث: 29/08/2013 الساعة: 00:17 )
القدس - معا - أعلن إتحاد الجمعيات الخيرية اليوم الأربعاء خلال ورشة عمل حضرها أكثر من 35 روضة في القدس عن إطلاق منهاج فلسطيني يعتبر الأول على مستوى الوطن لصفي البستان والتمهيدي.

وقال يوسف قري، مدير إتحاد الجمعيات الخيرية أن إصدار هذا المنهاج يأتي لسد فراغ كبير في العملية التربوية لمرحلة ما قبل المدرسة وكذلك مرحلة التعليم الأساسي بالقدس التي تشهد الآن أكبر عملية استحواذ للثقافة والوعي الفلسطيني فيها خاصة وأن عدد من الأهالي والمدرسين توجهوا لوزارة المعارف الإسرائيلية طالبين إدخال المنهاج الإسرائيلي لبعض المدارس العربية، وهذه سابقة خطيرة سببها تراجع الوعي الشعبي وعدم إدراك المواطن المقدسي لمدى خطورة الموضوع على أبناءنا مقابل ضعف الجهود المبذولة من قبل مؤسسات المجتمع المدني بالقدس ووزارة التربية والتعليم لمواجهة هذه الحرب الثقافية التي سبق وأن خاضها الشعب الفلسطيني سنوات الثمانينات ونجح فيها بسبب قوة الإرادة الفلسطينية.

وأضاف قري، أن المنهاج الذي بدأ إتحاد الجمعيات بتوزيعه على رياض الأطفال منذ بداية العام الدراسي الحالي والذي تم تسميته "أنا عربي ....أنا أفكر" تم تصمميه من قبل عقول وخبراء فلسطينيون يحملون تخصصات مختلفة ولهم سابق تجربة في إعداد المناهج، وكانت أولى مراحل العمل لفريق التأليف هو جمع مناهج رياض الأطفال من جميع الدول العربية ومن الداخل الفلسطيني وحتى من إسرائيل، ثم قاموا بتحليلها واستخلاص العبر منها ثم اجتهدوا في تأليف منهاج للغة العربية والحساب يضاهي جميع المناهج التي جمعها من أجل الارتقاء بجودة التعليم في رياض الأطفال الفلسطينية التي تفتقد حتى اللحظة لمنهاج موحد وشامل يرتقي بالطفل الفلسطيني ويؤسس لعلاقة متكاملة ومتواصلة مع الصف الأول الابتدائي. علماً بأن ما يتم استخدامه حالياً في رياض الأطفال ما هو إلا مجموعة من الكتب التجارية ذات أهداف ربحية لا تندرج ضمن إطار استراتيجي متفق عليه ومرتبط مع الخطط الوطنية للتعليم مما يخلق فجوة حقيقية في التعليم الأساسي.

وأعلن قري أن الإتحاد أصدر حديثاً كتاب من تأليفه وتأليف البروفسور عبد الرحمن عباد بعنوان "معايير الروضة النموذجية" لكي يكون مرجع أساسي تستند إليه المربيات في رياض الأطفال لمساعدتهن على تطوير الرياض التي يعملون بها كي تصبح روضات نموذجية، إضافة إلى أن هذا الكتاب يساعد الأهالي على اختيار الروضة الأفضل لأبنائهم إلى جانب أهمية هذا الكتاب في مساعدة المؤسسات والأفراد الذين يفكرون بتأسيس روضات جديدة على إتباع المعايير العلمية والحديثة لضمان جودة عالية في التعليم.

وأشار خالد المبيض، مدير البرامج في الإتحاد بأن الإتحاد بدأ منذ مطلع هذا العام بتنفيذ خطة تطويرية شاملة لرياض الأطفال التي يشرف عليها والتي يزيد عددها عن 37 روضة من خلال تطبيق المعايير التي وردت في الكتاب ومساعدة الروضات على تلبية هذه المعايير من خلال دعمهم بذلك من اجل تحقيق جودة عالية في التعليم.

وتخلل ورشة العمل عرض للبروفسور عبد الرحمن عباد الذي شرح أساليب تدريس المنهاج الجديد الذي بدأت بتطبيقه رياض الأطفال في محافظة القدس وبعض محافظات الضفة الغربية بما فيها المدارس الخاصة والذي أشار فيها أن منهجية بناء هذا المناهج تستند إلى نظريات علمية مجربة تربوياً وأهمها نظرية الجشطلت وتطبيقاتها التربوية.

هذا وأعربت غالبية المربيات عن سعادتهن بالمستوى المرموق للمنهاج الجديد الذي سيساعدهن على تحسين جودة التعليم في الرياض التي يعملون بها. هذا وتقدمت مجموعة من المربيات بشكوى إلى وزير التربية والتعليم بسبب فرض الوزارة للدليل الإرشادي المستخدم في رياض الأطفال بالأردن الشقيق من تأليف وزارة التربية والتعليم الأردنية دون مواءمة للدليل مع الواقع الفلسطيني، مما اضطر كثير من المعلمات إلى عدم استخدامه أثناء التدريس إلا في حال وجود تفتيش من قبل مشرفات الوزارة للرياض. في حين وجهت العديد من المعلمات نداء إلى وزير التربية والتعليم بأن يتم تعميم المناهج الذي أصدره إتحاد الجمعيات على جميع محافظات الوطن والاستفادة من هذه التجربة الفلسطينية التي جب أن نفخر بها كشعب فلسطيني خاصة وأن ما ورد في هذه المناهج يعبر عن الكل الفلسطيني دون تحيز لفئة دون الأخرى.