|
المغراقة قرية فلسطينية تنتظر الخلاص من مستوطنة نتساريم
نشر بتاريخ: 20/08/2005 ( آخر تحديث: 20/08/2005 الساعة: 17:00 )
غزة- معاً- يستعد مواطني قطاع غزة للمشاركة في الاحتفال بيوم الانتصار ومنهم مواطني قرية المغراقة ومدينه الزهراء المجاورتين لمستوطنه نتساريم بيوم خاص بهم عندما يتلمسون أولى تباشير انسحاب الاحتلال المحيط بأراضيهم ومنازلهم.
وتبعد مستوطنة نتساريم عن مدينه الزهراء نحو نصف كيلو متر، وكيلو متر واحد غربي البحر وأربعه كيلو مترات عن مدينه غزة، وتبلغ مساحتها (2325دنما) كانت هذه الأراضي مملوكه للعديد من المواطنين التي هجروا منها بالقوة بعد أن زرعوها بالكروم والتين وللجميز وغيرها من الحمضيات. وبنيت نتساريم على بحيرة كبيرة من المياه الجوفية العذبة حيث قام المستوطنون بحفر بئرين فيها لسحب المياه والتحكم في اهالي القطاع الذين يبلغ عددهم قرابة مليون ونصف كيفما يشاءون، وبالتالي ارتفعت نسبة الأملاح في آبار القطاع إلى 1000ملغم حيث يتعرض المواطنون القريبون من المستوطنة للعديد من الأمراض . وتتجسد معاني المعاناة والألم التي عاشها أهالي قرية المغراقة القرية الفلسطينية الزراعية، وسكان مدينة الزهراء الحديثة الإنشاء، ما يقارب أربع سنوات نتيجة الاعتداءات الهمجية على أراضيهم وممتلكاتهم وخلق الرعب بين أطفالهم في محاولة إسرائيلية لطردهم من منازلهم وأراضيهم والمساعدة في تمدد المستوطنة التي استعملت على مدار السنين الماضية كقاعدة عسكرية تفصل مدينة غزة عن المحافظة الوسطى ومحافظات الجنوب، وتنوعت الاعتداءات الإسرائيلية على هؤلاء السكان من إطلاق النيران والقذائف المدفعية من الدبابات والطائرات إلى هدم المنازل في ساعات متأخرة من الليل دون إعطاء الأهالي فرصة لإخراج حاجياتهم الأساسية من تلك لمنازل، بالإضافة إلى تدمير واجهاتها ونوافذها وأبوابها والأسوار الخارجية المحيطة بأراضيهم الزراعية وتسميم الطيور والحيوانات المنزلية. وكانت قوات الاحتلال تتعامل مع السكان القريبين من المستوطنة بكل قوة وعنف لأتفه الأسباب حيث نسفت منزل يعود للمواطن أبو محمد أبو عطايا بحجة عدم الترخيص وهدمت أكثر من 20 منزلاً هناك، وفي منطقة الزهراء أقدمت على هدم أربعة أبراج سكنية يتكون الواحد منها من 13 طابقاً وجعلتها أثراً بعد عين، بالإضافة إلى تدميرها لمركز من الشرطة موقعة خمسة شهداء منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في منطقة المغراقة بينهم الطفلة تساهيل الحسنات "8" سنوات استشهدت في 26/12/2004 والمسن عبد الله الأشهب في الثالث من مارس 2003 مع هدم منزله وتشريد عائلته، بالإضافة إلى عدد من الجرحى والمعتقلين. وتضاف لمعاناة أهل المغراقة والزهراء تقييد قوات الاحتلال لحرية تنقلهم وحركتهم بين منازلهم وفي أراضيهم وبين المدن الفلسطينية الأخرى في القطاع، حيث حرمت عدداًَ كبيراً من الموظفين وطلاب الجامعات والعمال من أماكن عملهم ودراستهم عند إغلاقها الدائم لطريق صلاح الدين الرابط الرئيس بين محافظات القطاع وطريق الساحل البديل لصلاح الدين بشكل مفاجئ ومتكرر عدا عن ارتكابها للعديد من جرائم الاغتيال على الطريقين، كان من أشهرها جريمة مقتل الشهيد الطفل محمد الدرة أمام عدسات الكاميرات على مرأى من العالم عند مفترق الشهداء الشهير والذي يتقاطع مع المستوطنة وشارع صلاح الدين. أما عن الانسحاب فإن ذلك قد يساعد الأهالي على استرداد حياتهم الطبيعية التي سلبها الاحتلال فيقول رئيس بلديه الزهراء طارق حجو في لقاء مع معاً ان البلدية سوف يكون لها دور كبير في زيادة نسبه الأعمار والتوسعات الجغرافية والاقتصادية بعد الانسحاب ، متوقعاً أن ترتفع نسبة الأيدي العاملة وتنخفض بالمقابل نسبه البطالة الموجودة في أنحاء القطاع غزة، وتابع قائلاً:" ننتظر ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين حتى نتمكن من العمل بصورة واسعة ونطاق كبير، وستقيم البلدية الاحتفالات والمهرجانات بمشاركة المواطنين بغرس أول شجرة بعد زوال الاحتلال". أما عن مشاعر المواطنين هناك فحدث ولا حرج، وفي هذا الصدد قال احد المواطنين أن هذا اليوم هو يوم البطولات والنصر لشعب فلسطين المناضل، مشيراً إلى أن الانسحاب من أراضي نتساريم سوف تنعش الأوضاع الاقتصادية للمواطنين في المدينة، مضيفاً أن هذه الأراضي ستخصص لإقامة مباني سكنية، بالإضافة إلى مناطق صناعية للقضاء على البطالة المتفشية بين أبناء شعب فلسطين وهذه المدينة الصغيرة. وتمتاز أراضي منطقة المغراقة بخصوبتها وصلاحيتها للزراعة، كما تمتاز منطقة الزهراء بجمالها كونها تقع على شاطئ البحر بالإضافة على تميزها بمناطق سياحية جميلة، وكانت السلطة الفلسطينية قد خططت لعدد من المشاريع بهدف الاستفادة من تلك المناطق لتخفيف العبء على عشرات الآلاف من المواطنين المتكدسين في المخيمات الفلسطينية. |