|
دمعت .. عيناي
نشر بتاريخ: 01/09/2013 ( آخر تحديث: 01/09/2013 الساعة: 20:10 )
بقلم : بدر مكي
في حفل التخرج الاخير في جامعة بيرزيت .. كنت هناك ..وقبل ثلاثين عاما ونيف .. ايضا كنت هناك ..كنا نلعب مع منتخب الجامعة بكرة القدم .. كانت مجموعة من نجوم الكرة المحلية .. سفيان جعفر ،ماجد البلبيسي ،سليم رزق الله ، نديم بنورة ، صلاح عليان ،خليل سعيد ..في تلك الفترة .. حصلنا على بطولة الجامعات.. تخرجت من الجامعة التي اعشق .. كان والدي رحمه الله موجودا.. سعيدا ..دامعا ..وعانقته بحرارة وقبلت يداه .. كان ذلك في عام 82 من القرن الماضي.. اقامت الجامعة حفلا متواضعا .. بسبب العدوان على لبنان .. ومذابح صبرا وشاتيلا . وفي عام 2013.. كنت على المنصة مع مجموعة من الخريجين في الدراسات الدولية ..كنت انظر هنا وهناك .. تجول عيناي بين الحضور..باحثا عن ابي .. ولكن ابي لم يكن موجودا.. فقد توفاه الله .. كنت على يقين .. انه يبتسم لي .. تلك الابتسامة التي اعتدت عليها .. فخورا بي كعادته .. ولكني كنت اريد ان اعانقه مرة اخرى .. فقد كان حريصا على التعليم .. نزلت من على المنصة.. وما زلت ابحث عن ابي .. دمعت عيناي .. وانا اكتب كلماتي .. دموعي ما زالت تنهمر.. ها قد حققت حلمك يا ابي ..كنت تخشى علي .. من ان تأخذني الكرة .. بعيدا عن دراستي .. ولكننا اليوم نعيش في عصر الكرة ..وستبقى يا والدي الحبيب ..مثلي الاعلى ..وفي دراستي للماجستير . كنت اود ان اهديك نجاحي .. وانا مثلك .. احب العلم .. وسيكون احفادك .. طلاب علم .. حتى الدرجات العليا باذن الله ..وقد حصلت على شهادتي العليا بفضل تشجيع اهل بيتي .. ولا انسى مساعدة الاصدقاء في صف مادة الابحاث وتوثيقها .. وخاصة في الوزارة سابقا..عاصف .. سوزان ..سبأ..رشا.. هبة.. ومنال ومن جريدة الحياة.. اياس وجاد وايمن وبسام وسدر .. ولا انسى صبر هؤلاء.. اللواء الرجوب والوزير ابو زيد ومنذر ومازن واعتدال . وكذلك اساتذتي .. وقد كنت اكبر من معظمهم سنا .. وخاصة د. رائد بدر .. الصارم في المعاملة .. لانه يريد منا ان نكون مثقفين .. لا متلقين .. وكذلك الخبير القانوني د. ياسر العموري .. ود. روجر هيكوك .. الفرنسي الجنسية .. الفلسطيني حتى النخاع ..ود. عاصم خليل .. الذي يجعلك تعشق اسلوبه . وهكذا يا ابي انخرطت في الرياضة .. واحببت الاعلام الرياضي .. ولم ازل .. وتعرفت على الالاف من ابناء شعبي .. سواء خلال فترة اعتقالي .. اومن خلال الحركة الرياضية ..وعشقت قميص سلوان ..واحببت هلال القدس .. النادي الوطني والاجتماعي .. وسيبقى قلبي يتسع للجميع .. وهكذا علمتني .. ولن اندم .. ان تكون الصداقة رأس مالي .. رغم ظلم كنت قد تعرضت له . اكتب اليوم ..لاقول من صميم القلب.. شكرا .. في كل وقت ..وادعو لك دائما بالرحمة .. وسأعلم ابنائي .. كما علمتني .. على حب الوطن والقدس والقيم النبيلة .. والله اني افتقدك .. ولكن تعاليمك .. ستبقى معي ما حييت .. لقد اديت الامانة .. وتركت لنا سمعة نقية نفتخر بها . |