وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بسمة فقير ..متطوعون جامعيون يشقون طريق نجاحهم بأناملهم وجيوبهم

نشر بتاريخ: 02/09/2013 ( آخر تحديث: 02/09/2013 الساعة: 13:25 )
غزة- معا - ان ثقافة التفكير بالآخرين هي أجمل ما يكتسبه الإنسان، وأكثر ما يحتاجه المجتمع ليقوي أواصل الترابط والمحبة فيه, وكامتداد لرغبة الشباب في رسم ملامح حياتهم الجميلة بأيديهم ويشقوا طريقهم معتمدين على ذاتهم، لم يقف الوضع الاقتصادي والحصار المفروض أمام طموح وهموم الكثير من الشباب الجامعي الذي يعتبروه الكثيرين العمود الفقري للوطن .

وأمام مواصلة طريقهم في رسم ملامح حياتهم العملية, ساحة العمل التطوعي بقطاعنا ألغزي لم تتوقف عن إخراج نماذج يحتذي بها وأشخاص رسموا ملامح مجدهم ونقشوا أسمائهم على القلوب بأعمال تطوعية خيرية, في ظل ازدحام الشوارع وانشغال العقول والناس كل أب في أسرته وكل شاب بذاته.

التقينا بمجموعة شباب لا أريد أن أبالغ إن قمت بوصفهم بالدواء لأرواح مكسورة لبعض الأسر الفلسطينية, فغزة التي واجهت الكثير من الصعوبات والقهر والألم ستضمد جروحها بيد المتطوعين من أبنائها الذين سهروا أملا في تقديم المساعدة لإخوانهم الفقراء.

واحد هؤلاء الجنود الذين سخروا وقتهم لرسم البسمة على شفاه المحتاجين احمد برهوم نائب مدير فريق متطوعين بسمة فقير، ضمن فريق من المتطوعين الشباب الذي يعمل بدون اي مقابل، طلاب وخريجين وعاملين وموظفين ومتطوعين، كل هؤلاء جمعهم رغبة واحدة وهي العمل التطوعي ومساعدة المحتاجين، وشكلوا فريقا تطوعيا اسمه "بسمة فقير ".

بداية الفكرة:
وانطلقت فكرة المشروع قبل ستة سنوات بعد ازدياد عدد المحتاجين في قطاع غزة وتزايد نسب الفقر وعدم الاهتمام بهم، فهنا كانت البداية من الشباب عماد المجتمع الذين أصروا أن يكون لهم بصمة خير في هذا المجال، ورسم الأمل على وجوه المحتاجين وكانت البداية من ستة أشخاص متطوعين، وبدأ عملهم على نطاق 20 أسرة فقيرة من محيطهم، واستمر عملهم تحت طي الكتمان، وكان طبيعة عملهم في المواسم والأعياد وبداية الفصول الدراسية ، واستمر هذا الوضع حتى شهر رمضان 2012 .

وأكد برهوم " بدأ الاستدلال على فريق متطوعي بسمة فقير من خلال الأسر المحتاجة ، من خلال اسر محتاجة على الطريقة التي حصلوا بها على مساعدة ، وزاد عدد المتقدمين لطلب المساعدة ، ولم يعد ستة أعضاء قادرين على تحمل المسؤولية فقمنا على تطوير الفريق واستقبال المتطوعين".
|235959|
وأضاف " فتحنا باب التطوع لطلبة الجامعات لجلب الدعم بطريقة منظمة، وكان عدد المتطوعين كبير جدا من كافة أطياف المجتمع ، وقمنا باستيعاب الجميع وتوزيع العمل على مراحل وساعات معينة طوال اليوم، ونستغل كل طاقاتهم بالمقابل يتعلم المتطوعين آلية العمل الخيري، ويحصلوا على شهادة بذلك من إدارة الفريق، وضمن آلية العمل لدينا أن تفيد وتستفيد ".

ويعمل الفريق بدون اى شروط أو قيود على المتطوعين ، غير انه خالي من العقوبات الجنائية وذو خلق حسن ، وتعدد المتطوعين داخل الفريق منهم طلبة مدارس إعدادية وثانوية، وطلاب جامعه بكافه التخصصات وموظفين حكوميين وغير حكوميين والفئة الأكثر طلاب جامعه.

آلية التوزيع:
يعمل الطاقم ضمن 5 فرق على نطاق قطاع غزة بواقع 500 متطوع، ويتم توزيع هؤلاء المتطوعين من خلال تقسيمهم إلى فرق الأولى يطلق عليها مجموعة البحث الميداني على الأسر الفقيرة، وآلية عملها تنطلق هذه المجموعة للبحث عن الأسر الفقيرة وتسجل احتياجاتهم على ورق، وتفرغها ألمجموعه الثانية التي تسمى مجموعه البحث عن الداعم فيقوموا بفرز احتياجات الأسر من خلال تكمله عمل ألمجموعه الأولي.

على سبيل المثال أن مجموعة اسر تحتاج إلى غسالة وثلاجة، فتقوم المجموعة الداعمة بالتوجه إلى محلات بيع الغسالات والثلاجات وطرح الفكرة عليهم وطلب المساعدة منهم ،والمجموعة الثالثة يطلق عليها مجموعة الفرز تقوم هذه المجموعة بفرز المساعدات التي حصلوا عليها مع العلم أنهم يقبلوا جميع أنواع المساعدات (مادية غذائية ملابس مستعملة وجديدة كتب أدوات كهربائية أدوية) ويأتي دور المجموعة الرابعة لجنة التسليم ، وتسلم هذه المساعدات للأسر المحتاجة وأخيرا لجنة الإعلام والأرشفة وهذا ما سهل عملهم بروح الفريق .

وأوضح برهوم " كنا نحصل علي مساعدات أيا كانت عل سبيل المثال ملابس جديدة مجموعها 150 قطعة تقريبا،و سعر القطعة 20 شيكل فبذلك نجمع رصيدا لشخص محتاج ونقدمها له على شكل سلعة ونجعله يبيعها وبالتالي نكون فتحنا له مشروع صغير من مساعدة بسيطة لا تذكر،ومن ضمن الحالات التي ساعدناها قدمنا بسطة لشخص بقيمة 150 دولار،وفتحنا له مجال للبيع وكانت عبارة عن بسطة حلو وبسكوت بسيطة للأطفال والمستفيد من هذا المشروع طورها وأصبح مالك لدكان وأصبح يمد بسمة فقير بالمساعدات ".

وأضاف برهوم " بدايتنا مع هذه الجمعيات نطرح عليهم آلية عملنا التطوعي ونطلب منهم أن يطبقوها في جمعيتهم بعيدا عن اي تعامل مادي بيننا وبينهم، وأصبح لدينا اكتر من فرع من خلال تبنى الجمعيات الخيرية لفكرتنا وتقديم متطوعين ودعم معنوي ، وأشرفت هذه الجمعيات على الكثير من آليات التسليم في مقراتهم المنتشرة في قطاع غزة ".

المعوقات:
وكشف برهوم "من اكبر المعوقات لدينا هي زيادة عدد المحتاجين وانخفاض نسبة الدعم والتمويل والمساهمة ، و مدى التقبل لدى الداعمين لفكرة التطوع ، واجهنا مشاكل كثيرة في تقبل فكرة التبرع وواجهنا حالات سب ونفور، وأحيانا طرد ولكن كنت أقول لهم من كل مئة محل مغلق يجب أن تجد محل يفتح بابه لك ، ولو كانت المائة باب مغلقة يكفي أن تكون قد نشرت فكرة بين أهلك جيرانك والحي الذي تعيش فيه إلى أن تشمل قطاع غزة كله".

انجازات:
وأكد أن الفريق أنجز الكثير من المشاريع الناجحة منها " نفذنا حملات وأفكار كانت من ضمنها حملة "شتاء دافئ" قدمنا من خلال الحملة أدوات منزلية وقطع ملابس وأدوات كهربائية وأثاث وسلات غذائية ، ساعدنا بها مئات الأسر وحصاد هذه الحملة مليون ونصف قطعة"

وأفاد " أقمنا حملة داخل الجامعات الفلسطينية حملة (خيمات) آليتها يداوم فريق من متطوعينا وفريق مقترح من الجامعة بالخيمات ألمقامه بالجامعة ، كانت لمدة أسبوع وهذه الخيمة تستقبل المساعدات بكافة أنواعها وكانت الفكرة أن الطالب الغنى يتبرع بأي شئ لطالب فقير، ولكن يتم إيصال هذه المساعدات عن طريقنا ،وفى أخر أسبوع الحملة تقوم الجامعة بتقديم كشف بأسماء الطلاب المحتاجين ومن خلال فريقنا نقوم بتوزيع المساعدات حسب الكشوفات ".

ورفض برهوم عمل الفريق تحت عباءة احد ، وتقديم مساعدات مشروطة من اى جهة سياسية بعيدة عن سياسة الفريق ، لان هدف الفريق هو رسم البسمة على شفاه المحتاجين والارتقاء بهم لأفضل حال ، بغض النظر عن اى انتماء ينتمي له المحتاج.

ووجه شكره لكافة الذين ساهموا في إنجاح الحملات الخيرية والذين اقفلوا الأبواب في وجه فريقهم، ورحب بأي مساعدات شخصية سواء كانت صغيرة أو كبيرة تدعم نجاح المشروع وتخفف عن المحتاجين.
|235963|