وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الأب "خريستو" يحول أقدم دير في العالم إلى واحة الحياة وقلعة للعطاء

نشر بتاريخ: 04/09/2013 ( آخر تحديث: 04/09/2013 الساعة: 16:37 )
أريحا- معا - حول الأب خريستو توموس، دير حجلة القديم بمدينة أريحا، من مكان تلفه الوحشة ويصعب العيش فيه، إلى واحة خضراء نضرة، تسر الناظرين، ومقصداً يؤمه الزائرون بلا توقف من كل أنحاء العالم، ليستمتعوا بعراقة أبنيته من جهة، وجمالية حدائقه ومتنزهاته من جهة أخرى.

ومنذ اللحظة الأولى لقدومه إلى هذه الأرض المقدسة، تحدى خريستو صعوبة ووحشة الزمان والمكان، والحالة المتردية التي كان عليها الدير، والتي حالت دون رغبة الكثير من الرهبان بالعيش فيه، ولم يكن أغلبية الناس يعرفون عنه شيئاً، ونذر حياته ونفسه لأقدم دير في العالم، فأقام فيه، حيث أقام القديس جيراسيموس.

وبات وريث القديسين القدماء، الأب خريستو، يرتبط ارتباطاً وثيقاً وعميقاً بالدير، وهذا نابع من عشقه لهذا المكان، وهو ما جعله يعمل بجد واجتهاد، دون أن يعرف الملل إليه سبيلاً، ليصبح دير حجلة، بيت الرهبان والصالحين، وقلعة ومزاراً للسائحين، ومصدراً للعطاء الإنساني، وواحة تحفها الحياة ويملؤها الأمن والسلام.

وبات دير حجلة، اليوم، بقعة معروفة وشهيرة على مستوى العالم، وله صيته بين البلدان المختلفة، يرتاده الزائرون والحجاج من كل دول العالم، ليلتقيهم قديسهم الأب خريستو، إذ يعتبرونه قديساً أتى إليهم من الماضي، حاملاً لهم الأمل، فيأتونه ليباركهم ويُعمّد لهم أبناءهم وعرسانهم، لا يهمهم في ذلك المسافات الطويلة، التي يقطعونها من أجل الوصول إليه.

ولا يوجد لدى الأب خريستو أي نوع من العنصرية في التعامل مع جميع الطوائف والأديان والأجناس، فتراه يتمتع بعلاقات قوية ومؤثرة مع كبار شخصيات المجتمع، ما جعله صاحب كلمة مسموعة، ورأي مهم ومشورة نافذة لديهم، فضلاً عن مواقفه الإنسانية النبيلة والمعنوية بجانب الفقراء والمرضى وأصحاب الحاجة، إذ يقدم يد العون باستمرار لطلاب العلم، إلى جانب المساعدات الإنسانية والعلاجية، وإضافة إلى ذلك، فقد عمل على توفير العديد من فرص العمل للمجتمع المحلي، حيث يعمل بالدير ما يزيد عن (50) عاملاً من الشباب وأرباب العمل.