وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خبير بيئي: نحتاج الى اجراء تقييم بيئي وصحي فوري لاثار حريق "جيشوري"

نشر بتاريخ: 08/09/2013 ( آخر تحديث: 08/09/2013 الساعة: 11:47 )
رام الله- معا - شب الخميس الماضي حريق ضخم في مصانع "جيشوري" الاسرائيلية المقامة على الطرف الغربي من مدينة طولكرم, وفي هذا الصدد اشار الخبير البيئي الفلسطيني الدكتور عقل ابو قرع انة معروف ان تجمع المصانع الاسرائيلية في تلك المنطقة يحوي مصانع كيميائية للبلاستيك والنيلون، ومصانع للاسمدة والمبيدات الكيميائية، ومصانع كيميائية اخرى، وكل هذه الصناعات تعتبر من الصناعات الخطيرة، والتي بالاساس من المفترض ان تكون بعيدة عن المناطق السكنية، وعن المصادر الطبيعية، وبأن يتم التعامل مع فضلات المصانع بشكل لا تلوث البيئة ولا تشكل خطرا بعيد المدى على صحة الناس.

واضاف الدكتور عقل ابو قرع أن الاثار البيئية الوخيمة لهذا الحريق هي واضحة للعيان، حين ان سحب الدخان المعبأ بالمواد الكيميائية الملوثة والخطيرة بقيت لعدة ايام في المنطقة بعد نشوب الحريق، وهذا يعني ان الهواء في المنطقة كان ملوثا بتلك المواد، وربما يحوي الهواء مواد كيميائية مثل اكاسيد الكربون والنيتروجن، او غازات مواد عضوية مثل مواد الديوكسين، او مواد متطايرة تشمل مبيدات ومواد عضوية اخرى، وكل هذه المواد هي مواد خطيرة وقد تكون لها اثار انية وبعيدة المدى، ومعروف ان مخلفات مواد الديوكسين ما زالت متواجدة في مناطق في فيتنام نتيجة استخدام القوات الامريكية لمبيدات اعشاب لاجتثاث الغابات خلال الحرب الفيتنامية، وان التشوهات الخلقي والامراض المزمنة تنتشر في تلك المناطق.

واوضح الدكتور عقل ابو قرع ان هذه المواد الكيميائية وبالاضافة الى تلويث الهواء فأنها قد تتساقط وتلوث التربة والارض في تلك المنطقة، ويمكن ان ترشح ومع مياة الامطار خلال التربة وتلوث مصادر المياة وخاصة المياة الجوفية في تلك المنطقة، وبالاضافة الى المواد التي تلوث البيئة من خلال الدخان، فأن مواد كيميائية اخرى قد تكون تسربت بفعل الحريق ولوثت التربة الزراعية ومصادر المياة وربما وصلت الى مصادر الغذاء والمنتوجات الزراعية.
ودعا الدكتور ابو قرع الى اجراء تقييم بيئي سريع لاثار الحريق على البيئة الفلسطينية، وهذا يتطلب اجراء فحوصات لعينات من التربة ومن المياة ومن الخضار والفواكة، وكذلك لعينات من الهواء اذا امكن في تلك المنطقة، وبأن يتم اخذ العينات ومن ثم اجراء الفحوصات حسب جدول زمني لمراقبة تراكيز هذه المواد الكيميائية في العينات التي يتم فحصها واتخاذ الاجراءات اللازمة بناء على نتائج الفحوصات.

واردف الدكتور أبو قرع إلى انة بالاضافة الى الاثار البيئية في المنطقة، فأن الحريق وما نتج عنة من مخلفات وملوثات وبالتالي استنشاق الهواء الذي تواجد في المنطقة لعدة ايام قد يكون احدث اثار صحية فورية تتمثل في امراض الجهاز التنفسى والعيون والصدر وربما الدوخان والارهاق وما الى ذلك، وهذا بدورة يتطلب من الجهات الصحية في المنطقة عمل تقييم صحي سريع، سواء من خلال زيارات الى المنطقة التي تعرضت للتلوث او من خلال مراقبة تردد الناس على مراكز الرعاية الصحية الاولية او العيادات والمستشفيات ومن ثم توثيق النتائج واتخاذ الاجراءات اللازمة.

واوضح الدكتور عقل ابو قرع ان الاكثر خطورة في مضاعفات الاثار الناتجة عن هذا النوع من الحرائق وعن احتمال وجود تلك الانواع من المواد الكيميائية في البيئة الملوثة، هي الاثار بعيدة المدى، والتي لا يمكن ملاحظتها بشكل سريع او بعد ايام او اشهر، وهي تتمثل بظهور الامراض المزمنة وبالاخص امراض السرطان وامراض الصدر والجهاز التنفسي، وهذا يعتمد على نوعية وتراكيز المواد الكيميائية في العينات البيئية المختلفة وبالاخص المياة والمنتجات الغذائية، ولذا من المفترض اجراء الفحوصات المخبرية الان وبعد فترات زمنية طويلة، وكذلك مراقبة نسبة الامراض المزمنة في المنطقة ومقارنتها مع النسبة في المناطق الفلسطينية الاخرى.