وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الآثار" الإسرائيلية تزعم العثور على كنوز يهودية في محيط الأقصى

نشر بتاريخ: 10/09/2013 ( آخر تحديث: 10/09/2013 الساعة: 18:08 )
القدس - معا - أكدت "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" أنّ "محاولات تزييف الآثار والحضارة الإسلامية والعربية التي تقوم عليها أذرع الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتها سلطة الآثار الإسرائيلية، ليست سوى دسائس وتدليسات تنافي الحقيقة وتهدف إلى قلب الواقع على الأرض".

وتطرقت المؤسسة إلى الموجودات الأثرية والتي هي عبارة عن ميدالية ذهبية محفور عليها الشمعدان اليهودي، قالوا إنها تعود الى الفترة البيزنطية والتي ادعت سلطة الآثار الإسرائيلية العثور عليها لأول مرة في منطقة القصور الأموية - وعلى بعد 50 مترا من الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى - في إشارة إلى ارتباطها بشكل مباشر مع "تاريخ الهيكل"، حسب الفكر اليهودي.

وأشارت المؤسسة في بيانها الذي وصلت نسخة منه إلى "معا" إلى أنّ "حملات التزوير التي يقودها خبراء الآثار التابعين لسلطة الآثار باطلة ومسيّسة والهدف من ورائها محاولة إثبات وجود تراث يهودي وهمي من خلال الحفريات في منطقة القصور الأموية المحيطة والملاصقة بالمسجد الاقصى، من ضمنها منطقة القصور الأموية، وحي وادي حلوة الذي أقيمت على أجزاء منه البؤرة الاستيطانية او ما يسمى بـ"مركز الزوار مدينة داؤود"، وتأكيد رواية الهيكل المزعوم الموجود حسب اعتقادهم أسفل المسجد الأقصى".

ونوّهت مؤسسة الأقصى إلى أنّ "الفترة الراهنة تشهد حملة مسعورة من أذرع الاحتلال وسلطة الآثار لتشويه التاريخ وتزييف الحضارة في محيط المسجد الاقصى، وما تم الاعلان عنه في مؤتمر خاص نظمه ما يسمى بـ"مركز الزوار مدينة داؤود" من وجود قطع أثرية حجرية قديمة عليها رسومات زعموا أنها حروف عبرية تعود لفترات تاريخية قديمة، ما هو إلا اختلاق وأسلوب آخر من أساليب نسف الآثار الإسلامية والعربية من محيط الاقصى وتسويق واضح لأكذوبة الهيكل المزعوم".
|237390|

وقال باحث الآثار في "مؤسسة الأقصى" الاستاذ عبد الرازق متاني، إنّ "باحثي الآثار الإسرائيليين يحاولون يوما بعد يوم تثبيت الحق التاريخي في القدس ومحيط المسجد الأقصى بأدلة واهية ولا قيمة لها ولا يمكن اعتمادها كمستند تاريخي، وذلك لأن ما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية في القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك هو محاولة لفرض السيطرة والسيادة بكل ما أوتيت من قوة، وبالتالي فالناتج الأثري في حفرياتهم يصب تحت نفس الهدف "تحقيق السيادة"، وعمليات التنقيب التي تقوم بها المؤسسة الاسرائيلية فاقدة للموضوعية".

وأضاف الباحث الفلسطيني "أنّ من يقوم بالحفر والتنقيب في محيط المسجد الأقصى هم من أشد الناس تحمّسا للفكر الصهيوني وهم خدم هذا الفكر، وبعضهم أشرف على أكبر عمليات تهويد للتاريخ في منطقة القصور الأموية، وقد عُرف هذا البعض بتجنيده للآثار والسعي بحماسة لتحقيق الرواية التوراتية الأمر الذي أكده باحثون إسرائيليون".

وخلص متاني بالقول إلى إنّ "المؤسسة الإسرائيلية تقوم ببناء تاريخ وتحقيق رواية مزعومة على أرض الواقع، وبالتالي لا يستغرب دس مثل هذه القطع لتعتبر "الدليل" على صحة الرواية المزعومة"، مشيرا إلى أنّ "حقل الآثار خاصة في القدس بات مرتعا لعمليات التزييف الأثري وقد باتت مواقع التنقيب تعج بالقطع المزيفة والتي غالبا تحمل رسومات ونقوشات يهودية يدعمون بها الرواية اليهودية وسرعان ما يتم كشف الزيف بعد أن يكون قد استنفذ مهمته الأساس".

وكان متاني أصدر كتابا بهذا الخصوص تحت عنوان "علم الآثار وصناعة التاريخ" أثبت من خلاله حجم وكبر التزييف المهني والمتقن المنتشر في الحقل الأثري في القدس بغية تدعيم الرواية التوراتية والكسب المادي.

من جانبه، تجند رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو مساء الأثنين، شخصيا من أجل "تأكيد هذا الخبر، حيث اتصل بالدكتورة "إيلات مزار"، "عالمة آثار" من الجامعة العبرية، على خلفية نشر نبأ "العثور على الكنز الذهبي في سفوح القدس"، والذي احتوى حسب الادعاءات الإسرائيلية على قلادة نقشت عليها صور الشمعدان والبوق (الشوفار) وكتاب التوراة.