مزارعو بيت لحم.. بين سندان الاستيطان وتنظيم المدينة

بيت لحم- خاص معا - احتج مزارعون، اليوم الثلاثاء، على اجراءات بلدية بيت لحم لمنعهم من بيع محصولهم من الخضار والفواكه باتلاف ما لديهم من بضاعة في الشارع، وذلك بعد أن عمد عمال البلدة إلى مصادرة صناديق العنب والخضار التي كانوا يعرضونها على جنبات شارعي المدبسة وحارة الفواغرة بالمدينة.

وكان عمال بلدية بيت لحم شرعوا منذ صباح اليوم بمصادرة الخضار والفواكه التي عرضها مزارعون من ارياف المحافظة على جنبات طريق المدينة، وصادروا بعضها في سيارة تابعة للبلدية، الأمر الذي اثار غضب بعض المزارعين الذين تعمدوا اتلاف منتوجاتهم في الشارع؛ تعبيرا عن رفضهم لقرار البلدية، مما استدعى تدخل الشرطة واعتقال احد المزارعين من بلدة الخضر.

وفي هذا السياق قالت المواطنة فتحية عيسى من بلدة الخضر لـ معا إن عمال البلدية قامت بمصادرة محصول العنب الخاص بها وقالوا لها انهم سيقومون بنقل المحصول الى منطقة "حارة الفواغرة" بالمدينة، الا انها فوجئت عند ذهابها للمنطقة بعدم وجود العنب الخاص بها، وعندما قامت بالاتصال على البلدية قالوا لها انهم ذهبوا للشرطة وأخذوا محصول العنب معهم، مضيفة انها لا تستطيع الذهاب للقدس للبيع والان لا تستطيع البيع ببيت لحم، متسائلة اين تذهب؟ واين يذهب هذا المحصول الذي تقوم بالاهتمام به وزراعته طوال العام.

ويعاني مزارعي العنب في الخضر من عدم قدرتهم على تسويق محصولهم بسبب الحصار الاسرائيلي واجراءات الاحتلال والاغلاقات الامنية لمداخل المحافظة، اضافة الى مصادرة مساحات واسعة من اراضهيم لصالح التوسع الاستيطاني في المنطقة.

من جهته، اوضح توفيق صلاح رئيس بلدية الخضر لـ معا انه توجه في الساعة العاشرة صباحا الى منطقة السينما والمدبسة في بيت لحم حيث اشتكى له عدة مواطنين من البلدة بمصادرة محصول العنب الخاص بهم، ولم يتم ارجاعه لهم.
|237429|
وفيما يتعلق بالاجراء الذي اتخذ بحق المزارع احمد صبيح في السوق، قال رئيس البلدية إن عمال البلدية قاموا برمي محصوله بشكل غير منتظم بسيارتهم، حيث قام بأخذ عنبه ورميه على الارض وحدثت مشاجرة بينهم وقاموا باخذه لمركز الشرطة حيث لا زال محتجز لغاية هذه اللحظة، موضحا انه طلب من رئيسة بلدية بيت لحم الافراج عنه تجنبا لاي اشكاليات قد تحدث بين المواطنين والبلدية، وانها اجابت بانه سيتم اخلاء سبيله هذا اليوم.

واضاف صلاح بأنه خاطب رئيسة بلدية بيت لحم موضحا لها "ان المزارع يخرج من الساعة الرابعة ونصف فجرا لقطف ثمار العنب ومن ثم التوجه الى السوق لبيعها فكيف يعقل أن تقوم البلدية في النهار بمصادرته".

وقال صلاح ان المناطق التي سمحت بلدية بيت لحم للمزارعين ان يبيعوا فيها هي مناطق غير مؤهلة من الناحية البشرية وغير مؤهلة لجلوس المزارعين بها حيث ان اشعة الشمس تكون مباشرة فوق رؤوسهم، على حد تتعبيره.

وطالب صلاح البلدية بمعاملة المزراعين بشكل حسن وعدم المساس بهم والتعرض لهم، وان تدعهم يبيعون محصولهم في فترة الشهر ونصف من السنة ومساعدة المزارع لا التضييق عليه وتنغيص عليه، حيث ان العديد من المزارعين يعتمدون طوال العام على هذا المحصول.

من جانبها، اوضحت فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم لـ معا أن هذا المشروع يصب في مصلحة المواطنين، قائلة: "ان البلدية وفرت عدة مواقع للمواطنين للبيع فيها مثل ساحة حنضل وحارة الفوغرة الا ان المزارعين لم يلتزموا بالبيع في هذه الاماكن وخالفوا البلدية بوضعهم البضائع في منطقة السينما في بيت لحم".

واضافت بابون ان عمال البلدية تعاملوا بشكل حضاري مع المزارعين وقاموا بوضع العنب بشكل مرتب في سيارة نقل خاصة بالبلدية ونقلوه الى السوق المركزي في المدينة، حيث تم وضعه لكي يأتي المواطنين ويبعوها في السوق وفي امكنة مرتبة من قبل البلدية.

وقالت بابون ان بلدية بيت لحم تعمل على الافراج عن المزارع المحتجز، املة بان لا تتكرر مثل هذه المشاكل مرة اخرى.

وفي سياق متصل اوضح عصام اجحا مهندس بلدية بيت لحم لـ معا ان المشروع الذي تقوم به البلدية هو للحفاظ على كرامة المواطن ليتمكن من المشي في سوق بحرية بعيدا عن حركة السير ويهدف للفصل بين حركة المشاة وحركة السيارات.

واضاف اجحا انه تم تنظيم المسارب وتم تعريض الارصفة حيث تم ارجاع الطرق الى ما كانت عليه قبل عام 2000 حيث كان الشارع يهدف الى خدمة السيارات العمومية فقط ولا يتناسب مع متطلبات المواطنين، موضحا ان حركة السير ستبقى كما هي وايضا دخول السيارات الى منطقة المدبسة.

وحول الازمات التي تسبب بها المشروع، قال اجحا ان الازمات في كل المحافظة وانه يجب الانتظار حتى انتهاء المشروع للحكم عليه، وانه سيكون هناك انفراج بالازمة بعد انتهاء المشروع.

واضاف ان المحافظة بشكل عام تعاني من ضيق بطرق وازمات مرورية خانقة وان البلدية تعمل على تنظيم شوارع دائرية بين المدن والبلدات في المحافظة للتقليل من هذه الازمة وللتوسعة على المواطنين.

وحول مشاكل المزارعين، قال اجحا ان البلدية حاولت مرارا وتكرار التفاهم معهم الا انهم يخالفوا المناطق التي يجب وضع البضائع بها وانه يجب عليهم تفهم وضع البلدية كما تتفهم وضعهم لان وجودهم يؤثر على المحال التجارية.