وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشعبية برفح تحيي ذكرى استشهاد القائد علم الدين شاهين

نشر بتاريخ: 17/09/2013 ( آخر تحديث: 17/09/2013 الساعة: 14:06 )
غزة- معا - احيت رابطة الشهيد فوزي عيسى بمنطقة رفح الغربية الذكرى الثالثة والعشرين لاستشهاد القائد في النسر الأحمر علم الدين شاهين، في حفل تأبيني حاشد نظمته بالمدينة، بحضور قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة الشعبية، وشخصيات وطنية واعتبارية، وأهل الشهيد.

وافتتح كل من عهد عبد الله وأحمد بركات حفل التأبين مرحبين بالحضور، ودعوهم للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ومن ثم عزُف السلام الوطني الفلسطيني.

وألقى خالد أبو ضاحي مسؤول رابطة الشهيد فوزي عيسى "الشابورة" كلمة الجبهة، استعرض فيها أهم مواقف في حياة الشهيد مؤكدا أنهم سيبقوا أوفياء لدمائه الطاهرة.

وأشار أبو ضاحي الى عدد من القضايا التي تمر بها المنطقة بهذه المرحلة الهامة من عمر ثورة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها في الشرق الأوسط تتمحور حول الحافظ على امن دولة الكيان الصهيوني وبقاء تفوقه وتعزيز الشراكة الإستراتيجية معه للحافظ على مصالحها على المدى البعيد.

وأكد أبو ضاحي أن تشكيل وبناء ما يسمى الشرق الأوسط الجديد هو أمر في صلب أهداف أمريكيا، لان إجهاد دول المنطقة اقتصاديا وسياسيا وإغراقها بالأزمات الأمنية ليس إلا جزء بسيط من مخططاتها العدوانية على شعوب المنطقة بأسرها.

وأضاف أبو ضاحي "إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقدم أي جديد بما يخص حقوقنا الوطنية وكان ومازال موقفها عدوانياً ومنحازاً للكيان الصهيوني على حساب قضيتنا الفلسطينية".

كما أكد أبو ضاحي على التمسك بموقف الإجماع الوطني ومؤسسات منظمة التحرير الرافض للضغوط والتدخلات الخارجية التي تقوض القرار والموقف الوطني بعدم العودة للمفاوضات، دون الإفراج عن الأسرى ووقف الاستيطان واستناد المفاوضات لمرجعية قرارات الشرعية الدولية، وعلى إعطاء الأولوية للتناقض الرئيسي مع المحتل ولاستئناف جهود تنفيذ اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة والشراكة الوطنية الديمقراطية، باعتبارها السبيل الوحيد لتغيير ميزان القوى المختل لصالح الاحتلال وانتزاع حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة.

ورفض أبو ضاحي التهديدات الأمريكية بشن عدوان على سوريا، معتبراً الهجمة عليها تستهدف تدمير الدولة السورية وتحطيم ركائزها وبناها السياسية والاقتصادية وإلغاء دورها الوطني والقومي في المنطقة من اجل خلق حالة فوضى دائمة تنشر العنف والقتل والدمار غير المسبوق لبقاء الشعوب منشغلة بأوضاعها الداخلية بعيداً عن دورها الثابت تجاه قضية فلسطين.

وفي ختام كلمته قال أبو ضاحي "تمر ذكراك رفيقنا علم الدين والانقسام ما زال قائماً بتأثيراته الكارثية المدمرة لنسيجنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بل أصبح وضعاً مطلوباً يسعى المستفيدين من كلا الطرفين إلى إدامته وإطالة عمره ليزداد الفاسدون فساداً وليتحول المنقسمون إلى أداة ضغط على كل مناحي الحياة الفلسطينية وذريعة لكل القرارات والإجراءات التعسفية من أجل إحباط جماهير شعبنا من كل المحاولات الجادة لإنهائه".

من جهته، ألقى الأستاذ خليل شاهين شقيق الشهيد علم الدين كلمة باسم العائلة، توجه فيها بالتحية لكافة شهداء الثورة الفلسطينية، وشهداء الحرية والعدالة الإنسانية والثوار في كافة بقاع الأرض، من ثورة الياسمين، إلى ثورة 25 يناير في مصر، وإلى كافة الثوار الأحرار الذين يناضلوا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

وقال شاهين: " هو أيلول مناسبة ليمتزج به الدم الفلسطيني ليعبر عن وحدته في فلسطين المحتلة وفي كافة المناطق، هو أيلول الذي يتسم بدماء الشهداء العرب والأحرار والشرفاء التقدميين الذين دعموا وما زالوا القضية الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني في طريقه إلى الحرية والاستقلال وتقرير المصير".

وأضاف شاهين: " قّدمت الثورة الفلسطينية شهداء امتزجت دماءهم بالدم الأردني والسوري وفي صبرا وشاتيلا وملاحم بيروت، لتمتزج جميعاً بدماء شهداء الانتفاضة الأولى التي انطلقت في كانوا الأول عام 1987 من أجل مواجهة العدو الصهيوني الاستيطاني، وقّدمت أكثر من 7000 شهيد والآلاف من الجرحى والعائلات المشردة التي لم تشتكِ يوماً، وكانت تصر على تجسيد أهداف الانتفاضة".

وأشار شاهين إلى أن 14 عشر طلقة أطلقها جنود الاحتلال الصهيوني على جسد علم الدين الطاهر، ليسقط شهيداً ويسطر بطولة جديدة، كالبطولات المتواصلة التي سطرها الفلسطينيون العفيون، والذين قادوا الانتفاضة بعفويتهم متجاوزين أحزابهم وفصائلهم نحو انتفاضة شعبية عارمة أصبحت فيها كلمة " انتفاضة" لغة عالمية وتكتب بكل اللغات.

وأكد شاهين بأن ذكرى استشهاد فارس النسر الأحمر شقيقه الشهيد علم الدين تأتي متزامنة مع الذكرى العشرين على توقيع اتفاقية أوسلو المذلة، مشيراً أنها شكلّت انتكاسة حقيقية لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.

وشدد شاهين بأن ذكرى الشهداء، وعلى رأسهم علم الدين تدعونا كفلسطينيين من أجل الوقوف بجدية في وجه الانقسام، قائلاً: " لنعلنها فلسطينية أوقفوا هذا الانقسام الذي أصبحنا ندفع ثمنه من دماءنا، إن هذه اللحظة هي لحظة الوفاء للشهداء والذي يتجسد بالفعل الحقيقي من أجل إجبار طرفي الانقسام السياسي أن يتوقفوا عن ممارسة كل أشكال الانقسام، وبالتالي إعادة البوصلة الفلسطينية إلى مسارها الصحيح، فبوصلة لا تشير للقدس مشبوهة".

وفي ختام كلمته توجه باسمه وباسم عائلة شاهين بالشكر للجبهة الشعبية على جهودها في حفل التأبين، داعياً إياهم بصفتهم الأكثر أهلية من أجل لعب دور حقيقي لإنهاء الانقسام البغيض.

بدوره ألقى القيادي في حزب الشعب رأفت لافي كلمة القوى الوطنية والإسلامية أشاد فيها بمناقب الشهيد المقاتل عام الدين شاهين.

وطالب لافي بإنهاء حالة الانقسام الذي باتت العبء الأكبر على قضيتنا الوطنية وعلى أبناء شعبنا من جميع النواحي الاقتصادية والمعيشية والنفسية، مشدداً على ضرورة إنهائه وفقاً لاتفاق القاهرة باعتباره الاتفاق الأساسي الذي حظي بالإجماع الوطني وان يكون على أساس وثيقة الوفاق الوطني وتشكيل حكومة توافق وطني والتحضير لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية والمجلس الوطني وفق نظام التمثيل النسبي الكامل والاتفاق على جدول زمني لإجراء الانتخابات.

كما طالب السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني، مؤكداً أن إجرائها مخالفة صريحة للإجماع الوطني وإجماع اللجنة التنفيذية ل م ت ف، لأن أسس وتفاهمات كيري لا تقوم على أساس حدود عام 1967 لدولة فلسطين، والوقف الشامل للاستيطان في القدس والضفة وضمان حقوق اللاجئين عملا بالقرار 194.

وعبر لافي عن إدانته الشديدة للعدوان الأمريكي الصهيوني على سوريا وشعبها،رافضاً كل أشكال تغطية العدوان والترويج له على يد دول أجنبية وإقليمية وعربية أو أي تدخل عسكري أمريكي على الشعب السوري لصالح العدو الصهيوني، مطالباً بحل الأزمة السورية سياسياً.

وقد تزينت الصالة التي نُظم فيها حفل التأبين بأعلام فلسطين، ورايات الجبهة، وصور القادة المؤسسين، والشهداء، خاصة شهداء النسر الأحمر في مدينة رفح عامة، ومخيم الشابورة الذي ترعرع واستشهد به القائد في النسر الأحمر علم الدين شاهين، على أنغام الأغاني الوطنية.

وتخلل الحفل عروضاً فلوكرية من الدبكة الشعبية نفذتها فرقة شمس الكرامة للفنون الشعبية.

كما ألقى الشاعر محمد الفار قصيدة شعرية أشادت بمناقب الشهداء، وعلم الدين. كما ألقت الطفلة حلا جمعة قصيدة شعرية عن فلسطين.