وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مراقب الحكام ومهامه الفنية

نشر بتاريخ: 17/09/2013 ( آخر تحديث: 17/09/2013 الساعة: 20:30 )
بقلم الحكم الدولي : مهيوب الصادق

مراقب او مقِيًم الحكام هو الشخص المكلف بتقييم اداء الحكم والحكام المساعدين والحكم الرابع فنيا في مباراة أو بطولة معينة ، وهو المرافق للحكام في حلهم وتحالهم طوال المباراة او البطولة، فيعمل تحديد وتذكير الحكام بمهامهم الاساسية، وهو شخص مُلم الماماً تاماً بمواد قانون اللعبة وتفسيره نصاً وروحاً، ويتولى عقب المباراة تحليل اداء الحكم ومساعديه والحكم الرابع واستخلاص العبر من ذلك الأداء ويقدم النصيحة والمشورة والتوجيهات التي من شأنها أن تفيدهم في المباريات القادمة وتحسن مردودهم مستقبلاً ناهيك عن تقييم آداء الحكام ورفع تقرير رسمي للجهات المعينة بهذا الصدد.

بطبيعة الحال، يكون مقيم الحكام محاضراً مع درجة كبيرة من الخبرة كحكم سابق، وان يكون لديه خبرة فعلية واسعة عن استمارة مقيم وبالتالي تقديم تقرير واضح ونزيه وعادل، ويجب على مقيم ألاخذ بعين الإعتبار القواعد الإساسية التي يُبنى عليها تقييم اداء الحكام ، كأن يحدد المواطن الإيجابية في آداء الحكام وتمييز الأخطاء والمخالفات ، والتفكير بمستقبل الحكام، ويحدد ما حدث ويضع خبرته وتوقعاته، والمراقبة لا بد وأن ترتكز على تحليل المباراة وملاحظة ردة فعل الحكم وملاحظة نقاط ايجابية ونقاط التطوير، وكذلك يجب الاخذ بجو المباراة ودرجة صعوبتها عند منح العلامة المستحقة ، وينبغي على المقيم أن يكون نقده مغلف بإسداء المساعدة للحكام والسعي إلى الحلول والبحث عن طرق جديدة وهذا يؤدي إلى تشجيع النقد الذاتي للحكام.

من الأهمية بمكان ان يختار المقيم الطريقة المثلى في مخاطبة الحكام التي ترتكز على الصراحة والوضوح والشفافية والإنتقاد الواقعي المبني على الهدوء وضبط النفس والإحترام والإتصال البصري وإعطاء نتيجة التقييم ( جيد ، جيد جداً .....).

ولا ينسى المقيم أن دوره يكون حساس جداً وخاصة فيما يتعلق بدعم الحكام الواعدين قليلي الخبرة ، فالمقيم ليس منقباً عن الإخطاء بل يسعى إلى ان يكون مقيماً للآداء التحكيمي عاملاً على تصحيح الأخطاء وتوجيه النصائح ويستحسن عدم منح علامة للحكم الواعد او حديثي العهد في التحكيم في البداية والاكتفاء بالارشاد كخطوه اولى.

وهذا بلا شك يعتمد على قدرة المقيم على الإقناع متسلحاً بمواد القانون وتفسيرته الصحيحة والثابت وعليه فإن العوامل التي تؤثر في التقييم تتمحور حول خطر التفسير الذاتي للمقيم وهو تأثره برأي مسبق عن الحكم أو( الإنحياز ) أو ما يسمى تأثير المشاعر الذاتية أو الشخصية ( التعاطف، الكراهية ) وهذا يؤثر على عمل تقرير يتصف بالعدالة والإنصاف للحكم .أو ما يسمى بالإسقاط الشخصي ( الذاتي) او بكلمات اخرى تطبيق معايير ذاتية أو تأثير التقييمات السابقة ( حكم مسبق سلبي او ايجابي للحكم في مباريات سابقة )، ويجب كذلك تقييم الإداء وليس الإنسان أو كتلك الإخطاء) النظامية( كون أن هناك مقيمين يكون لديهم ثبات - كونهم متساهلين جداً أو صارمين جداً- ، إن الغرض مما سبق هو مزيداً من الموضوعية وتوقعات واضحة وصريحة ، وهذا بالضبط يتمحور حول التحليل العام ( للمقيم) والذاتي (للحكم)لأداء الحكام في تلك البطولة أو المباراة وللحديث بقية.