وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مقاول إسرائيلي ألقى عاملا فلسطينيا في الشارع حتى فارق الحياة

نشر بتاريخ: 17/09/2013 ( آخر تحديث: 24/09/2013 الساعة: 09:05 )
بيت لحم- معا - أصيب عامل فلسطيني "لا يحمل تصريح عمل" إصابة شديدة أثناء عمله في ترميم أحد الأبنية بمدينة تل أبيب، فما كان من صاحب العمل إلا أن ألقى به على قارعة الطريق وتركه مستلقيا على حافة الطريق القريبة من موقع العمل دون أن يقدّم له الإسعافات الضرورية؛ وذلك حسب رواية شهود عيان تحدثوا لموقع "هأرتس" الالكتروني الناطق بالعبرية الذي ابرز النبأ اليوم الثلاثاء، ونشره خبرا رئيسيا.

وأضاف الموقع أن عابري سبيل وبعض سكان شارع "بن عطر" جنوب تل أبيب لا حظوا يوم أمس وجود العامل الفلسطيني احسان أبو سرور من سكان مخيم عسكر للاجئين قرب نابلس، ملقى على حافة الطريق، فيما أكد أربعة شهود عيان لموقع "هآرتس" بانهم شاهدوا شخصا اتضح لهم بانه "المقاول" يصل إلى الشقة الخاضعة لعملية الترميم، وبعد وقت قصير وحين لاحظ ان ابو سرور مصابا بإصابات خطرة قام المقاول مستعينا بعاملين آخرين بجر المصاب من موقع البناء باتجاه الشارع، حيث ألقوا به دون ان يقدموا له أية مساعدة طبية.

ونقل الموقع عن الشرطة الإسرائيلية قولها ردا على التقرير "لقد علمنا بالأمر، وإذا اتضح لنا وجود إهمال وان احدا قد تخلى عن العامل دون تقديم المساعدة سنفتح تحقيقا بالقضية".

وسجلت الشرطة يوم أمس إفادة المقاول لكنها عادت اليوم في ساعات الظهر إلى موقع البناء وتحدثت مرة أخرى مع المقاول، لكنها لم تتحدث حتى الآن مع شهود العيان ولم تسجل إفاداتهم.

وقال المواطن "حسام فروجي" من سكان قرية قلنسوة والذي كان متواجدا في المكان "العامل المتوفى يعمل لدى المقاول منذ أسبوع وشاهدته يوم امس يعمل بالمطرقة، ويبدو ان شيئا ما قد سقط عليه وأصابه بجراح خطيرة جدا، وشاهدت المقاول وعاملين أخرين يركضون نحو الموقع فامسك المقاول بالعامل من يديه فيما امسك العاملان الآخران بقدميه، وألقوا به على حافة الطريق المقابلة للموقع بكل بساطة".

وأضاف فروجي أنه حاول التحدث مع المقاول وقال له "لماذا تلقي به مثل الكلب؟ أَنقِذهُ بدلا من ذلك قَدِّم له المساعدة حتى وإن كان من سكان "المناطق"، لكن المتعهد أغلق الشقة وفرّ من المكان، فقمنا نحن باستدعاء سيارة الإسعاف التي وصلت بعد 25 دقيقة".

وحسب أقوال فروجي ادعى المقاول بداية الأمر عدم معرفته للعامل نهائيا وبعد فترة ما غيّر أقواله، وادعى أن العامل حضر للمكان لتقديم عرض أسعار فقط وانه لا يعمل لديه".

وقال شاهد عيان آخر رفض كشف اسمه لموقع "هأرتس" لقد صرخت على المقاول اثناء إلقاء العامل على الطريق، "أمر كثيرا من المنطقة وكان العامل يومها يعمل داخل الشقة لقد شاهدته عدة دقائق قبل ان يفارق الحياة وحين شاهدتهم يجرونه ليلقوا به في الشارع صرخت عليهم وقلت لهم أن لا يقوموا بعمل مثل هذا، لم أصدق عيني ولم أصدق انهم ألقوا به في الشارع ولاذوا بالفرار".

ونجحت سيدة تقيم في المنطقة تدعى "كلوديا ليفين" بتوثق ما جرى وتصويره بكاميرا فيديو، ووصفت ما جرى بكلمات مماثلة لتلك التي استخدمها بقية الشهود، وأضافت "عرض عليهم بعض الأشخاص تقديم الماء للعامل وعرضوا عليهم هاتفا لاستدعاء الإسعاف، لكن المقاول وبكل بساطة أغلق الشقة وطلب من عماله الهرب".

وجاء من منظمة نجمة داود الحمراء "وصل المسعفون للمكان بعد تلقيهم خبرا حول وجود شخص ملقى على الرصيف دون نبض أو نفس، وبعد إجراء عدة عمليات إنعاش عاد النبض وتم نقله إلى المستشفى، لكن بعد فترة وجيزة أعلنت وفاته في مستشفى ايخلوف".

وفيما كان أبو سرور ملقى على الرصيف يلفظ انفاسه الاخيرة وصل الى المكان شرطي يخدم في محيط المنطقة، وقام بعض الناس بابلاغه بما جرى لكنهم خرجوا بانطباع أن الشرطي غير مكترث بما حدث وتجاهل ما قيل له، وبعد عملية اقناع صعبة صاح الشرطي باتجاه شخص اعتَقد انه "المقاول"، "فقلت للشرطي عليك استدعاء الضباط حتى يحققوا مع المقاول لانني لا انوي التنازل عن القضية والمرور عليها مرور الكرام" قال حسام فروجي.

وأخيرا نقل الموقع عن المقاول قوله "لم اخضع للتحقيق فقط أدليت بإفادتي وقلت للشرطة ما حدث بالضبط، وإنني قمت على مدى ساعة بمحاولة إنقاذ العامل وساعدني شخص أخر في عمليات الإنعاش وأنا لا علاقة لي بالشقة وهي لا ترتبط بي نهائيا، وكل كلام عن علاقتي بالشقة هو كلام فارغ".