|
أبناء الأسير أحمد الطردة:" في قلق دائم على والدهم المريض بالقلب"
نشر بتاريخ: 18/09/2013 ( آخر تحديث: 18/09/2013 الساعة: 09:31 )
الخليل - معا - لا زال الأبناء الستة بانتظار عودة أبيهم الأسير من سجنه... ها قد بدأ العام الدراسي الجديد دون أن يكون والدهم هو من يحضر لهم الأدوات المدرسية... دون أن يوصلهم للمدرسة... دون أن يفرح معهم بعام دراسي آخر، فهذا ليس العام الدراسي الأول الذي يحل عليهم وهو في الأسر.
هم أبناء الأسير أحمد محمود أحمد الطردة 42 عاماً من بلدة تفوح قضاء مدينة الخليل، والذي يعمل آذناً في إحدى مدارس المدينة، اعتقلته قوات الاحتلال الاسرائيلية من منزله بتاريخ: 25/3/2010، عندما اقتحمت منزله فجراً وأفسدت محتوياته وأرعبت سكانه. أم سعد، زوجة الأسير الطردة، قالت إن جنود الاحتلال اقتحموا المنزل مع ساعات الفجر الأولى وكان الأبناء نيام، ليستيقظوا على أصوات الجنود تتعالى في المنزل وبنادقهم تدق على الأبواب ووجوههم يملؤها الدهان الأسود، مما أثار خوفهم وتسبب لهم بالرعب في تلك الليلة، وأصابتهم صورة الجنود وهم يسحبون والدهم بالذهول. وتكمل الزوجة:" أصيب الأبناء بحالة نفسية صعبة، ولم أملك إلا التهرب من أسئلتهم التي لا تنتهي"( أين أبي أين أخذوه؟ لماذا أخذوه؟ متى سيأتي؟) وتتكرر هذه الأسئلة في المناسبات والأعياد والآن تتكرر تزامناً مع بداية العام الدراسي الجديد... وتقول أم سعد، إن زوجها وفور اعتقاله، تم وضعه في تحقيق عسقلان لمدة 34 يوماً، على الرغم من كبر سنه ومرضه في القلب، ثم تم نقله إلى سجن عوفر ومن ثم إلى سجن إيشل الذي لا زال يقبع به حتى الآن. وجه الاحتلال الاسرائيلي للأسير أحمد الطردة تهماً عدة، وفي كل مرة كان الاحتلال يظهر لائح اتهام مكتوبة باللغة العبرية تبين أنه " شخص مدان"، إلى أن حكم أحمد بالسجن أربعة أعوام ونصف. وتشير الزوجة لمركز أحرار، إلى أن الوضع الصحي لأحمد بات الأمر المقلق للغاية، فهو يعاني من مرض القلب وأجريت له سابقاً عملية قلب مفتوح وهي ليست بأي عملية، فصاحب هذه العملية يجب أن يعيش في راحة وظروف صحية، كما أنه يجب أن يتناول بعض الأنواع الخاصة من الطعام، وهو الأمر غير المراعى في السجون، حيث إن الطعام المقدم رديء من حيث النوع والكم. وعلاوة على أن أبو سعد كان قد أجرى عملية قلب مفتوح، فهو يعاني أيضاً من ضعف في البصر ومن ارتفاع في نسبة الدهون في الجسم. أما الأبناء فعنهم قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فهم الجرح الغائر في قلوب آبائهم الأسرى... وهم من تتقطع قلوبهم شوقاً لهم وتذرف عيونهم الدموع عليهم عندما تراهم فقط في الزيارات... من هناك من بعيد ولا تستطيع أن تلامسهم.... الابن الأكبر سعد، أنهى دراسة الثانوية العامة ونجح فيها، وكان يوم نجاحه يوماً تبددت فيه فرحته لانتكاسة غياب الأب، فكان سعد يتطلع وينظر إلى من حوله من الناجحين، يحتفي بهم آباؤهم بينما هو والده يعلم بخبر نجاحه إما عبر الصحيفة أو عبر أحد ممن يزور من الأقارب، ولا يستطيع أن يعيش تلك اللحظة وحرم منها مع العائلة والابن البكر... وأول نجاح في العائلة... فيا سعد أبشر بفرج قريب من عند الخالق فنجاحك كان فخراً لوالدك في سجنه ورفع بك رأسه عالياً. |