وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

احرار: الأسير صبرة بعد عن عائلته وأمراض تفتك بجسده

نشر بتاريخ: 19/09/2013 ( آخر تحديث: 19/09/2013 الساعة: 10:49 )
نابلس- معا- لا يدري في سجنه هم ماذا يحمل أم ماذا... أهو هم عائلته المتفرقة الأوصال والتي عاشت ولا تزال حياة التشتت التي سببها لهم الاحتلال الاسرائيلي فبعض أفراد العائلة يعيش في غزة والبعض الآخر منهم يعيش في الضفة، أم يحمل هذا الأسير هم مرضه الذي أنهك قواه، وتسبب له بآلام لا تفارقه.

تحمل قصة هذا الأسير في التقرير الآتي، والذي أعده مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أكثر من معاناة لعائلة فلسطينية ابنها أسير وشملها مشتت ما بين الضفة والقطاع، وكل ذلك تسبب به الاحتلال الاسرائيلي الذي يمارس ترهيبه وعدوانه بكل الأشكال.

تفرقت الأسرة منذ بدايات التسعينات ولا زالت....
الأسير إياد اسماعيل محمد صبرة، المولود في غزة عام 1975، وترتيبه السابع بين أسرته، عاش مع عائلته هناك حتى بداية التسعينات، ومن هناك حدثت تغيرات في مسار الحياة لأفراد العائلة، فالبعض منهم قدم للضفة الغربية وعاش واستقر مع عائلته فيها، والبعض الآخر بقي في قطاع غزة، أما إياد فكانت حياته ما بين هنا وهناك وهو السبب الذي دفع الاحتلال لاعتقاله.

وفي حديث مركز أحرار مع أحد أشقاء الأسير إياد وهو حمزة صبرة، والذي يعيش في مدينة قلقيلية يقول إن شقيقه إياد كان يعمل في الداخل المحتل، وكان يتنقل ما بين الضفة وغزة، في الوقت الذي كانت تسمح فيه سلطات الاحتلال بالتنقل ما بين الضفة والقطاع.

تعرضه للإصابة في مطلع الانتفاضة الأولى
ويكمل حمزة:" عندما اشتعلت شرارة الانتفاضة الأولى عام 1987 بحادثة دهس العمال الأربعة الفلسطينيين كان إياد يتواجد في قطاع غزة، ومع التصعيد الي شنته قوت الاحتلال هناك واندلاع المواجهات، أصيب إياد بأربع رصاصات اثنتين منها في الكتف واثنتين أصابت كليتيه، مما أدى إلى استئصال إحداهما، بينما بقيت الأخرى مصابة".

ويواصل حمزة الحديث لأحرار:" بعد مضي ثلاثة أشهر أو أقل على الإصابة التي تعرض لها شقيقي إياد، قدم الاحتلال لمنزلنا في غزة واعتقله وحكم عليه بالسجن 27 شهراً، رغم أنه كان لا زال يعاني جراء الإصابة".

كما تعرض إياد لاعتقال آخر في بداية التسعينيات على أيدي جنود الاحتلال وبعد الإفراج عنه من الاعتقال السابق بشهر ونصف، وحكم عليه بالسجن ستة أشهر.

اعتقل بسبب مغادرته القطاع إلى الضفة الغربية
ويقول حمزة لمركز أحرار:" رغم ما تعرض له أخي من عذاب وملاحقة واعتداء من قبل الاحتلال الذي كان يداهم منزلنا في غزة بين الحين والآخر، كان إياد يتنقل ما بين الضفة والقطاع، إلى حين أمسكت به سلطات الاحتلال لأول مرة عام 2008 وأعادته إلى القطاع ومنعته من الدخول للضفة".

وفي محاولة أخرى قام بها إياد من غزة للقدوم إلى الضفة الغربية، كانت بتاريخ: 28/8/2009، وحينها أمسكت به سلطات الاحتلال واعتقلته، وهو الآن يعيش حكماً بالسجن خمسة أعوام ونصف، ويقبع في سجن إيشل.

معاناة المرض ومنع الزيارة
الأسير إياد صبرة يعاني وضعاً صحياً صعباً في داخل الأسر، نتيجة الإصابة التي كان قد تعرض لها في الانتفاضة الأولى، وتمنع سلطات الاحتلال زيارته إلا من قبل والدته المسنة التي تعيش في غزة، والتي لم ترى أبناءها الذين يعيشون في الضفة منذ أكثر من عشرة أعوام بسبب المنع الأمني الذي يفرضه الاحتلال.

نجاح من وسط الضيق والمعاناة
وأشار حمزة إلى أن شقيقه الأسير إياد استطاع أن ينهي دراسة الثانوية العامة من داخل السجن، وهو الآن قد أنهى عامين في الدراسة الجامعية- تخصص علم النفس- مواصلاً إكمال مسيرته، وشعاره كبقية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال:" من المحنة نصنع المنحة".

استمرار تجزئة الضفة والقطاع هدف وسياسة واضحين لدى الاحتلال
وأكد مدير مركز أحرار فؤاد الخفش إن سلطات الاحتلال تهدف إلى زيادة الشرخ ما بين الضفة والقطاع وتمنع الوصل بينهما، وما يدلل على ذلك، هو اعتقال من يذهب من الضفة إلى القطاع أو العكس، واعتباره متهماً ويجب إيقاع العقوبة ضده، وهو هدف اسرائيلي واضح أيضاً لبث النزاع وتقسيم أوصال الوطن بطريقة تسهل عليهم احتلاله.