|
روحاني يكتب في واشنطن بوست: انتهى عصر العداوات الدموية
نشر بتاريخ: 21/09/2013 ( آخر تحديث: 21/09/2013 الساعة: 11:57 )
بيت لحم- معا - حض الرئيس الإيراني حسن روحاني زعماء العالم على اغتنام الفرصة التي سنحت بانتخابه، للانخراط مع إيران في حوار بناء. وقال إن بلاده مستعدة لتسهيل المحاثات بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيها.
وفي مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست الخميس قبل حضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، رأى الرئيس الإيراني أنه يجب على الدول أن تسعى إلى نتائج مربحة للجميع بدلاً من استخدام «القوة الغاشمة» في مكافحة الإرهاب والتطرف والجرائم الإلكترونية والتحديات الأخرى. وكتب: «انتهى عصر العداوات الدموية. حري بزعماء العالم أن يحولوا التهديدات إلى فرص». ويبدو المقال أحدث إشارة من جانب روحاني إلى عزمه على إذابة الجليد في العلاقات مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تعتقد أن طهران تطور أسلحة نووية وفرضت عقوبات اقتصادية ألحقت أضراراً بالغة بالاقتصاد الإيراني. وبعدما قال روحاني في مقابلة مع شبكة تلفزيونية أميركية هذا الأسبوع إن بلاده لن تطور أبداً أسلحة نووية، تطرق في مقاله إلى «برنامج الطاقة النووية السلمي» لإيران ولم يشر إلى التخلي عنه. وكتب: «بالنسبة لنا فان إتقان إدارة دورة الوقود النووي وتوليد الطاقة النووية يتعلق بتنويع مصادرنا من الطاقة بقدر ما يتعلق بهوية الإيرانيين كأمة وبمسعانا للكرامة والاحترام وبمكانتنا المترتبة على ذلك في العالم». ورأى روحاني أن «عقلية الحرب الباردة محصلتها صفر وتؤدي إلى خسارة الجميع. للأسف، التحرك المنفرد غالباً ما يطغى على الأساليب البناءة. السعي إلى تحقيق الأمن يأتي على حساب أمن الآخرين وهو ما يؤدي إلى عواقب وخيمة». وشدد روحاني على ضرورة السماح لشعوب الشرق الأوسط بأن تقرر مصيرها بنفسها. وأضاف أنه مستعد لتقديم يد العون في سورية. وقال: «إني أعلن استعداد حكومتي للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة». وأشار إلى أن الإيرانيين احتضنوا تعهده بالدخول في حوار بناء مع العالم. وقال: «مع توجهي إلى نيويورك لحضور افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، أناشد نظرائي اغتنام الفرصة التي أتاحتها الانتخابات التي أجريت حديثاً في إيران. أناشدهم تحقيق أكبر استفادة من التفويض الذي منحه لي شعبي بالدخول في حوار متعقل والرد بصدق على جهود حكومتي للانخراط في حوار بناء». ورحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس، بـ «التصريحات الإيجابية جداً» للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني الذي أدلى بالأمس بتصريحات اعتبرت تصالحية موجهة إلى نظيره الأميركي باراك أوباما. ورأت وزارة الخارجية الأميركية في هذه التصريحات «فرصة للديبلوماسية». ورداً على سؤال للصحافيين، قال كيري: «أعتقد أن تصريحات روحاني إيجابية جداً، لكن كل شيء يجب أن يخضع للاختبار وسنرى في أي اتجاه سنسير». وأضاف كيري بحذر: «في الوقت المناسب، أعتقد أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية سيقولان بوضوح إلى أين نتجه». وفي مقابلة بثتها شبكة «أن بي سي» التلفزيونية الأميركية الأربعاء، رحب روحاني باللهجة «الإيجابية والبناءة» للرئيس أوباما، وأعرب عن أمله في أن تكون هذه «خطوات صغيرة» ديبلوماسية بين البلدين. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أن هناك «الكثير من الأمور المهمة جداً التي أتت من طهران ومن الحكومة الجديدة، وأمور مشجعة». وأضاف في تصريحه اليومي غداة الإفراج عن 13 سجيناً سياسياً في إيران بينهم المحامية نسرين سوتوده: «واضح أن الحكومة الإيرانية الجديدة تبنت مقاربة جديدة». وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف، إن أوباما وكيري «يعتقدان أن هناك الآن فرصة للديبلوماسية». وتشكيك إسرائيلي في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن الرئيس الإيراني كان يخادع بقوله لشبكة «أن بي سي» التلفزيونية الأميركية أن إيران لن تصنع سلاحاً نووياً. ورأى في بيان صادر عن مكتبه إنه «يجب عدم الانخداع بأقوال الرئيس الإيراني الكاذبة الذي تفاخر سابقاً كيف خدع المجتمع الدولي في إطار المحادثات حول الملف النووي الإيراني حين مضت إيران قدماً ببرنامجها النووي». وأضاف نتانياهو: «يقوم الإيرانيون بحيل إعلامية من أجل مواصلة دوران أجهزة الطرد المركزي، والاختبار لا يكمن في أقوال روحاني بل في أفعال النظام الإيراني الذي يواصل جاهداً دفع برنامجه النووي». وأردف أن «هدف النظام الإيراني هو الحصول على صفقة يتنازل بموجبها على جزء هامشي وغير مهم من برنامجه النووي وفي الوقت ذاته، يحافظ ويعزز قدراته التي تمكنه من الإسراع إلى امتلاك الأسلحة النووية خلال وقت وجيز عندما يختار القيام بذلك». وتابع نتانياهو في بيانه: «مثله مثل (الرئيس الإيراني السابق محمود) أحمدي نجاد يرفض روحاني الاعتراف بحدوث المحرقة»، وأنه «لا داعي بأن يكون المرء مؤرخاً للاعتراف بحدوث المحرقة، يكفي أن يكون مجرد إنسان». كذلك قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن إيران في سبيلها لتطوير قنبلة نووية في غضون ستة أشهر وليس هناك وقت لمزيد من المفاوضات معها. وذكر شتاينتز أن إيران لا تزال تعتقد أن لديها مساحة للمناورة في التعامل مع القوى الغربية ولن توقف أنشطتها النووية ما لم تواجه تهديداً حقيقياً بضربة عسكرية أميركية. وقال شتاينتز المقرب من نتانياهو في مقابلة مع صحيفة «هايوم» الإسرائيلية نشرت أمس: «ليس هناك مزيد من الوقت لإجراء مفاوضات». |