وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نظمه مركز بديل وجمعية سرد الثقافية: حفــل توقيــع كتــاب "ذاكــرة" للكاتب سلمان الناطور فــي حيفا

نشر بتاريخ: 09/05/2007 ( آخر تحديث: 09/05/2007 الساعة: 11:16 )
بيت لحم - معا - بمبادرة من بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين، وجمعية "سرد" الثقافية، عقد في مسرح الميدان أمسية ثقافية على شرف الكاتب سلمان ناطور للتوقيع على كتابه الجديد "ذاكرة"، الصادر عن مركز بديل، فاتحة مشاريعه الثقافية لاحياء الذكرى الستين للنكبة، وذلك في قاعة مسرح الميدان الكبرى بحضور المئات من الأدباء والفنانين والطلاب الجامعيين.

وافاد المركز ان الأمسية التي تولى عرافتها الكاتب فتحي فوراني شملت على كلمات ومداخلات نقدية ووصلات غنائية ملتزمة للفنانة الحيفاوية تريز سليمان والفنان الجولاني مضاء مغربي، وأختتمت بمقاطع مختارة من كتاب ذاكرة قدمها الكاتب سلمان ناطور ترافقت مع عزف على العود للفنان أمين ناطور.

وافتتحت الأمسية بكلمة ترحيب قدمتها الشاعرة ليليان بشارة- منصور مديرة جمعية "سرد"، حيث قالت: "لا يستيقظ في دواخلنا أي شيء إلاّ وكان أصلا كامنا فينا. لا نجعل من أفكارنا صوت مُخيلة إلا وهناك خيوطها مرتبطة في زمن ومكان حقيقيين.. هكذا نحن، نحمل ذاكرتنا الفلسطينية، نُجذرها من أجل تنويرنا الفكري في حاضر نعيش واقعه وأحداثه نحو رؤية مستقبلية ذات هوية نتواصل معها وننتمي إليها. والأدب هو أحد المحاور الذي يطرح موضوع الذاكرة. الأدب يحاور الذات الفلسطينية ويُعيدُ إحياء ذاكرتنا التي تواجه هيمنة ثقافية وسياسية في حلة نتفاعل معها اضطراريا. هكذا المبدع سلمان ناطور في كتابه الجديد "ذاكرة". واختتمت كلمتها بقصيدة في موضوع الذاكرة بعنوان "صوت التراب".

بعد ذلك، قدم الزميل نهاد بقاعي منسق وحدة الأبحاث والمعلومات في مركز بديل، كلمة ترحيب أكد من خلالها على أهمية احياء الذاكرة الفلسطينية لتأكيد حق العودة وتثبيته في الوعي الجماعي، كما تحدث عن استعدادات مركز بديل لاحياء الذكرى الستين للنكبة في العام القادم. وشدد بقاعي في هذه المناسبة على ضرورة تصحيح الرواية الفلسطينية، كما حاولت "ذاكرة" فعله، وذلك من خلال إعطاء الجيل الأول للنكبة حقه ودوره في المشروع الوطني والرواية الوطنية اللذين يقودهما أبناء الجيلين الثاني والثالث.

من جانبه قدم الفنان الحيفاوي-اليافاوي أديب جهشان، مخرج مسرحية "ذاكرة"، تحية قصيرة ومعبرة أشار فيها الى أنه أصر في حينه على أن يقوم سلمان ناطور بنفسه بتقديم نصه ممسرحا وهذا أمر نادر حتى في المسرح العالمي. وقد كانت التجربة ناجحة جدا وتركت أثرا كبيرا على مشروع انعاش الذاكرة الفلسطينية. وتوجت التحيات رسالة خاصة وصلت الى الأمسية من الكاتب الفلسطيني المبعد عن وطنه القاص توفيق فياض المقيم في تونس ولا يسمح له بالعودة الى حيفا التي أبعد عنها عام 1974.

واشتملت الأمسية على مداخلتين نقديتين الأولى قدمتها الدكتورة كوثر جابر، أستاذة الأدب في جامعة حيفا فقالت في مداخلتها: "في هذا الإصدار، تتشكل الذاكرةُ فلسطينيةً جمعيةً تروي سيرة جيل بكامله. والذاكرة الجمعية أقرب إلى أن تكون ذاكرة أسطورية. فهي لا تستعيد الوقائع على نحو ما تفعل ذاكرة المؤرخ، بل هي ذاكرة تستعيد الأحداث بشكل رمزي، بمنطق المخيلة والحلم، وتتحول من كونها عملية استرجاع، إلى فضاء واسع متعدد الدلالات، وتكون شكلاً من أشكال اللقاء بين الزمن الماضي والزمن المعاش، واستبصاراً للزمن الآتي".

وكانت المداخلة الثانية للدكتور باسيليوس بواردي، أستاذ الأدب العربي في جامعة حيفا، فتوقف عند المبنى الفني لهذا العمل مطلقا عليه اسم المروية السردية، "التي تحمل سمات الرواية على أنها لا تنصب كليا ضمن التعريف المحدد للنوع الأدبي الرواية الفنية. على أننا وبعد تمعن، هو سيرورة القراءة وصيرورتها بآن، يمكننا التعامل مع هذا الكتاب كرواية سردية تسجيلية تتمازج فيها العناصر الأساس، للرواية الحديثة".

وكانت خاتمة الأمسية مقاطع مختارة قدمها الكاتب سلمان ناطور من عمله الجديد، رافقه في العزف على العود الفنان أمين ناطور. ومزج ناطور في فقرته ما بين الفصحى والعامية، وبين الجد والطرافة، وبين الماضي والحاضر، لتعكس هموم الانسان الفلسطيني وإحلامه. ولم تغب حيفا عن ذاكرة سلمان ناطور، ولم تغب قصص ميناءها وبيت أبي سلمى فيها، قابلها الجمهور بتأثر بالغ.

من الجدير بالذكر، أن هذه الأمسية هي فاتحة فعاليات ثقافية في حيفا وباقي مناطق الداخل الفلسطيني، كما أعلن الزميل نهاد بقاعي، عشية العام الستين للنكبة، وستتميز هذه الفعاليات كما تجلت في هذه الأمسية ليس بالبكاء على الماضي ولا بالحنين المأساوي بل بتعزيز التمسك بحق العودة وتجذير الأجيال الناشئة بالوطن وتوثيق التواصل بين كافة أجزاء ومواقع الشعب الفلسطيني، فقد قدمت أمسيات مماثلة لذاكرة في بيت لحم وطولكرم وقريبا في الناصرة والقدس.