وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جنرال إسرائيلي: الحرب القادمة ستندلع بشكل مفاجئ

نشر بتاريخ: 21/09/2013 ( آخر تحديث: 23/09/2013 الساعة: 09:24 )
بيت لحم- معا- شعر الجنرال " كوبي باراك " رئيس قسم التكنولوجيا واللوجيستيكا في الجيش الإسرائيلي مثله مثل جميع أركان المؤسسة ألامنية بالدهشة والمفاجئة الكبيرة من طريقة تحول التهديد الأمريكي بضرب ومهاجمة سوريا إلى اتفاق وتسوية روسية أمريكية وافق في سياقها الرئيس السوري بشار الأسد على نزع أسلحته الكيماوية .

وقف الجيش الإسرائيلي قبل ثلاثة أسابيع فقط في حالة تأهب واستعداد قصوى وجند قوات الاحتياط وفتح مخازن الاحتياط في أرجاء إسرائيل ونشر بطاريات " حيتس" والقبة الحديدة " والباتريوت في ميادين القتال المتوقعة لكن الوضع حاليا بات أفضل وأكثر هدوءا واذا تم تنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي سيكون أمرا ليس سيئا ونحن لا نسعى وراء الحروب بل نتابع ما يجري في سوريا وإذا فعلا تم التخلص من الاسلحة الكيماوية فان هذا سيكون أمرا ممتازا " قال الجنرال كوبي في مقابلة نشرها اليوم " السبت " موقع " معاريف " الناطق بالعبرية .

س: هل تخشى من استنتاج الإيرانيين بان أمريكا لن تهاجمهم وانه يمكن مواصلة تطوير أسلحتهم النووية وذلك نتيجة تصرفات أمريكا الحالية ؟

ج : يتوجب عدم استنتاج أي شيء مما جرى وحدث ونحن موجودون في محيط استراتيجي معقد يستوجب منا بحث كل أمر لوحده وحسب معطياته الخاصة .

س: هل يمكننا استخلاص أية عبر ودروس أولية من حالة الاستنفار التي دخلها الجيش الإسرائيلي دون ان يحدث شيء يستوجب اللجوء واستخدام هذه الحالة؟ وهل فعل الاستنفار ما هو مراد منه بشكل جيد؟.

ج: كل خطوة من هذا النوع تحسن من قدراتنا ووضعنا خاصة حين لا يحدث شيء الاستعداد الدائم والقدرة على الحركة هنا وهناك يعتبر دوما أمرا جيدا لقد استخلصنا عبرا كثيرة جدا من عملية "عامود السحاب" التي وقعت في نوفمبر 2012 وترجمنا هذه العبر والدروس واقعا ملموسا ولا حاجة لدخولي هنا لتفاصيل سرية .

س: هل تشكل الخطوات التي ينوي الجيش اتخاذها في سياق الخطة متعددة السنوات " تعوزاه " خطرا داهما وفوريا؟ هل تعيد هذه الخطوات الجيش لمرحلة ما قبل حرب لبنان الثانية حيث توقفت التدريبات وتم تجاهل الاستخبارات البرية ووجهن كافة المصادر والموارد نحو المخابرات التابعة لسلاح الجو؟.

ج: التغير ينبع من قدرتنا على ملائمة وموائمة أنفسنا للمتغيرات والتحديات القائمة إضافة إلى الاحتفاظ بقدرات برية "الحفاظ على قدم على الأرض " لمواجهة الأخطار القديمة التي لا زالت تطل برأسها ولم تختف نهائيا حتى الان وهناك امكانية لتقليص بعض القوات لكن ما سيتبقى يجب ان يكون متطورا ومتقدما جدا من الناحية التكنولوجية وبالتالي قادرا على إعطاء الردود المطلوبة فعلى سبيل المثال إذا قمت بإخراج دبابات قديمة من الخدمة يجب عليك استيعاب دبابات أكثر تطورا لكن بأعداد اقل إضافة إلى قدرات تجسس وإصغاء واتصال عالية يمكنها مضاعفة القدوة الناتجة عن هذه الدبابات واذا تنازلنا عن القديم والجديد المتطور سنكون في وضع ليس بالجيد ولكن من المهم جدا أن تكون المعدات الجديدة متطورة ومناسبة لان الجيش يجب أن يكون مستعدا لمواجهة أخطار على جبهات عدة في نفس الوقت ويجب عليه ان يحارب بشكل سريع وجيد ويجب على الحرب القادمة ان تكون قصيرة وذلك بسبب تهديد الصواريخ للعمق الإسرائيلي لكن سريعة هي كلمة نسبية لان انجاز هذه المهمة ستستغرق بعض الوقت في بعض الحالات لكن هناك فرصة حقيقة لإدخال تغيرات داخل الجيش نفسه وتحضير الجيش القادم لدخول عصر الحداثة والتطور.

نعتقد بان الحرب القادمة ستندلع بشكل مفاجئ لغالبية القوات العسكرية وانأ لا أقول بأنهم سيفاجئوننا لكن يمكن ان ينشا وضع كما حدث في عملية " عامود السحاب" حيث الوحيد من قسم التكنولوجيا واللوجيستيكا الذي عرف بأننا سنهاجم احمد الجعبري هو انا فقط فيما لم يعرف البقية شيئا وذلك حفاظا على السرية ".

ومع احترامي للصواريخ التي سقطت في المنطقة الجنوبية ومنطقة الوسط لكن التهديد على الجبهة الشمالية يزيد بعشرات الأضعاف عما هو الحال جنوبا حيث تفيد التقارير بان حزب الله يمتلك 70 ألف صاروخ كثير منها مزود بأجهزة توجيه ستقود هذه الصواريخ نحو أهدافها بدقة مثل إصابة محطة الكهرباء بمنطقة الخضيرة او مقر القيادة العسكرية العامة " هكرياه " وسط تل ابيب او مطار بن غريون كذلك يحتفظ ما تبقى من الجيش السوري بعدد مماثل من الصواريخ ما يضع مواقع الجيش ومخازنه وقواعده الجوية تحت تهديد ناري كبير وثقيل ولن تنجح بطاريات القبة الحديدية بتوفير الحماية الكاملة ومن الواقعي الافتراض بان هذه البطاريات ستخصص لحماية البنى التحتية الأساسية والهامة وقواعد سلاح الجو.

"إن تهديد العمق الإسرائيلي هو الفارق الكبير بين حرب أكتوبر" الغفران " التي اندلعت قبل 40 عاما وبين الحرب القادمة إذا ما اندلعت لا قدر الله " قال الجنرال كوبي وأضاف في معرض إجابته على السؤال السابق " في حرب أكتوبر غير بعض صواريخ " فروغ " أطلقت من سوريا على منطقة " رمات دافيد " لم يواجه العمق الإسرائيلي تهديدا حقيقيا لكن هذه الأيام فان العمق الإسرائيلي يواجه تهديدا قويا يؤثر على السلسة اللوجيستية وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى تفعيل قوة هائلة في ضربة واحدة ووقت واحد على امل تقصير فترة الحرب اذ لا يمكننا ولا نستطيع تحمل حربا طويلة ".