وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحاجة وضحة الشوامرة: أريد ابني الأسير نعيم حياً ولا أريده شهيداً

نشر بتاريخ: 24/09/2013 ( آخر تحديث: 24/09/2013 الساعة: 16:50 )
رام الله- معا - تحتضن الحاجة وضحة الشوامرة صورة نجلها المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، نعيم يونس الشوامرة، وتذرف دموعها مدراراً لتروي صورة نجلها الذي يعاني من مرض ضمور العضلات، وبات لا يقوى على الكلام وتناول الطعام.

ورغم شدة مرضه، إلا أن إدارة السجون الإسرائيلية تمارس هوايتها في تعذيب الأسرى، وتركهم بلا علاج ولا أدوية، إلا من بعض أنواع المسكنات ليس إلا، وهو ما يجعل هؤلاء يواجهون حتفهم وحدهم، فإما تتركهم يموتون في السجون، أو تفرج عنهم ليموتوا خلفه.

كلمات بسيطة تخرج من قلب السيدة الثمانينية، التي واصلت زيارة ابنها يونس لأكثر من 20 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتقول: كل ما أريده هو أن يفرج عن ابني وأنا سأعالجه، أريد أن ألمس يديه وأن احتضنه، لقد اشتقت لأن أضمه في صدري، أريد ابني حياً لا شهيداً.
|239889|
وتقول الحاجة وضحة: أطالب الرئيس أبو مازن ود. صائب عريقات أن يفرجوا عن الأسرى المرضىـ أريد نعيم في حضني، ولا أريده شهيداً في السجن، وقال أحد أطباء السجن أنه يجب الإفراج عنه، لأنه لا يحصل سوى على بعض المسكنات.

وتبين الحاجة وضحة أن نجلها يعاني من مرض ضمور العضلات، وهو مرض خطير، حيث نقل إلى المشفى، لكنهم لم يعالجوه بل أعطوه بعض المسكنات، وبات غير قادر على خدمة نفسه جراء شدة تدهور حالته الصحية.

وتضيف الحاجة: يساعده رفاقه في السجن على تسيير أمور حياته، فأحد زملاءه في السجن حمله بين يديه في آخر زيارة، ولكنه فقد القدرة على الكلام، وكان يتحدث رفيقه في السجن عوضاً عنه، ولا يستطيع تناول الطعام، بل تعطى له قطرات مياه بصعوبة بالغة، لعدم قدرته على التحكم بعضلاته، وبات عاجزاً على الوقوف أو الجلوس.
|239891|
الحاجة أم نعيم، التي باتت نموذجاً للأم الفلسطينية، فتوفي زوجها وترك لها 6 أطفال صغار السن، فباتت هي الأم والأب، فحفرت بأناملها في الصخر لتوفر لهم الحياة الكريمة، وتعلمهم النضال، فكبروا ليخطف الاحتلال بكرها نعيم فانقلبت حياتها رأساً على عقب، وبدأ مشوار المعاناة الطويل الذي لم ينته منذ 20 عاماً.

الحاجة أم نعيم توسطت الاعتصام الأسبوعي لذوي الأسرى أمام الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة، في إطار الحملة الشعبية لنصرة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال.

ودعا المشاركون في الاعتصام المؤسسات التي تعني بشؤون الأسرى ضرورة تكثيف الفعاليات التضامنية مع الأسرى المرضى في سجون الاحتلال وتفعيل قضيتهم على مختلف المستويات إلى أن يتم تحريرهم.
|239892|
وفي هذا الصدد، دعا وزير شؤون الأسرى والمحررين، الأسير المحرر عيسى قراقع البرلمان الأوروبي إلى ضرورة إرسال لجنة تقصي حقائق حول الأوضاع المتردية في السجون الإسرائيلية.

وطالب قراقع أمين عام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالوقوف عن مسؤولياتها اتجاه ما يجري بحق الأسرى في سجون الاحتلال.

وشدد قراقع على ضرورة التحقيق مع أطباء مصلحة السجون الإسرائيليين على إهمالهم الطبي للأسرى المرضى، وعلى ضرورة التحقيق مع حكومة الاحتلال عن مسؤوليتهم عن حياة ومعيشة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
|239893|
وأبدى قراقع قلقه البالغ حيال الوضع الصحي لعديد الأسرى المرضى في السجون، حيث باتت طيور الموت تحلق فوق رؤوسهم، وقال: هناك العديد من الأسرى باتت حياتهم مهددة بالموت في أية لحظة.

وأكد قراقع على أن حالة الاستنفار التي أعلنت من أجل الأسرى المرضى ستستمر على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ودعا إلى تكاتف الجهود حتى تحقيق حريتهم.

من جانبها، شددت محافظ رام الله والبيرة، د. ليلى غنام على أن من حق أمهات الأسرى أن يعلين أصوات زغاريدهن فرحاً وابتهاجاً بحرية أبنائهن، عوضا عن أنّاتهن وأنينهن الناتج عن المعاناة التي يشعرن بها، نتيجة عذابات الأسرى.

وطالبت د. غنام العالم أجمع وعلى رأسه مؤسسات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لإنهاء مأساة الأسرى كافة، وعلى رأسهم الأسرى المرضى.

وقالت د. غنام: أسرانا ليسوا بحاجة إلى كلمات بل إلى أفعال ممزوجة بمزيد من التكاتف الشعبي والرسمي في سبيل قضيتهم العادلة، مبينة أن سياسة الإهمال الطبي الممنهج داخل باستيلات الاحتلال تعتبر سلاحا قاتلا للأسرى المرضى الذين يألمون ويتعرضون للقتل البطيء دون رادع أو مانع.

وأكدت د. غنام على أن قضية الأسرى الفلسطينيين هي في طليعة أولويات واهتمامات القيادة الفلسطينية، فهي عمق القضية الفلسطينية وأساسها على الدوام، خاصة في ظل الانتهاكات اليومية المتكررة التي تمارسها سلطات الإحتلال بحق الحركة الأسيرة، مشيدة بأمهات الأسرى الصابرات اللواتي أبين سوى أن يكن خنساوات فلسطين، بتحملهن ظروف القهر ومشقة زيارة أبنائهن ومرارة فراق الأحبة، معربة عن أملها بأن يضمد جرح كل أم فلسطينية وتنتهي آهاتها بتبييض كافة السجون ولقاءها بأحبتها.

وشددت د. غنام على موقف القيادة اتجاه قضية الأسرى في سجون الاحتلال وعلى إصرارها في طرح قضيتهم في كافة المحافل من اجل تحريرهم وتبيض السجون، موجهة التحية لأمهات الأسرى وعائلاتهم وللأسرى خلف القضبان، مؤكدة على ضرورة تفعيل هذه الوقفات التضامنية وعلى أهمية الالتفاف الشعبي اتجاه قضية الأسرى.
|239894|
بدوره، أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، على أن قضية الأسرى المرضى يفترض أن تتصدر أجندة العمل الوطني الفلسطيني على كل المستويات الشعبية والسياسية والدبلوماسية، وكل عمل يفترض أن يركز الآن على هذه المجموعة، لأن حل هذه العملية يتم فقط من خلال الإفراج الفوري عن هؤلاء الأسرى، وعلى الأقل أصحاب الأمراض الصعبة والخطيرة والمزمنة.

وتطرق فارس إلى اعتقال قوات الاحتلال الشاب أحمد عبيد، وقال فارس: اليوم اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة بشعة وإجرامية، على الرغم من معرفتها بأنه يحمل بطاقة معاق عقلياً وأنه أبكم.

وتابع فارس: حينما نتحدث عن حالة الشاب أحمد عبيد نتحدث عن حالة صارخة تعكس طريقة تعامل الجهاز الأمني والعسكري الإسرائيلي والقضائي مع الشباب الفلسطيني.

من ناحيته، دعا مدير نادي الأسير في الخليل، أمجد النجار كل القيادات الوطنية والشعبية إلى الانخراط في الوقفات التضامنية، لافتاً إلى أن ما يحتاجه الأسرى هو الدعم الحقيقي، فهذه الفعاليات التي أطلقها نادي الأسير والمؤسسات العاملة في مجال الأسرى الهدف منها تحريك الشارع الفلسطيني اتجاه هذه القضية بما تستحق موجها التحية لكل القيادات في سجون الاحتلال وعلى رأسهم القائد مروان البرغوثي والقائد أحمد سعدات.

ودعا منسق الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، أمين شومان إلى ضرورة التكاتف من أجل أسرانا في سجون الاحتلال، لافتاً إلى أن هذه الفعاليات ستستمر لإيصال صوت الأسرى إلى كل العالم.

من ناحيته، أكد مسؤول العلاقات الخارجية في الهيئة، عصام بكر أن اعتصام اليوم يأتي إيذاناً بانطلاق الحملة الشعبية لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال.

وأضاف بكر: نحن نطلق هذه الحملة باسم الهيئة العليا والمؤسسات الحقوقية من أجل مناشدة العالم للتدخل الفوري لوقف سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى، ومن أجل إطلاق سراحه جميعاً قبل أية مفاوضات.

وطالب بكر القيادة الفلسطينية إلى إدراج ملف الأسرى المرضى ضمن أية مفاوضات من أجل أن يتم الإفراج عنهم فوراً، موجهاً رسالة للعالم وللمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بضرورة التحرك لفضح وتجريم الاحتلال على سياسة الإهمال الطبي لبمتعمد والمتواصل بحق الأسرى.