|
اسرى فلسطين: 82 ألف فلسطيني مروا بتجربة الاعتقال منذ انتفاضة الاقصى
نشر بتاريخ: 28/09/2013 ( آخر تحديث: 28/09/2013 الساعة: 12:27 )
غزة- معا- اصدر مركز أسرى فلسطين للدراسات تقريرا شاملا حول الاعتقالات التي تعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني منذ بداية انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000 ، وذلك في ذكرى مرور 13 عاما على اندلاعها، مؤكدا بان سلطات الاحتلال اختطفت ما يقارب من (82) ألف مواطن فلسطيني ، من بينهم ( 1000 ) امرأة و( 10000 ) طفل، و(56) نائباً في المجلس التشريعي .
وأوضح الباحث رياض الأشقر المدير الإعلامي للمركز بأنه حين اندلاع انتفاضة الأقصى لم يكون فى سجون الاحتلال سوى 700 أسير بينهم أسيرة واحدة، ثم ارتفع هذا العدد بشكل كبير نتيجة سياسة الاعتقالات العشوائية التي نفذتها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين من كافة المناطق وخاصة الضفة الغربية خلال عملية إعادة احتلال الضفة الغربية ، ارتفعت أعداد الأسرى بشكل سريع وكبير إلى أن وصلت في أعلى معدلاتها في عام 2004 إلى 12 ألف أسير وأسيرة ، وافتتح الاحتلال سجون جديدة لاستيعاب تلك الأعداد الكبيرة ، ثم انخفض عدد الأسرى تدريجيا حيث يوجد الآن فى سجون الاحتلال (5300) ، بينهم (13) أسيرة ، و(250) طفلا ، و(13) نائب في المجلس التشريعي إضافة وزير سابق ، وكان الاحتلال قد اضطر لإطلاق سراح 1027 اسر وأسيرة مقابل الإفراج عن جنديه المأسور في غزة وذلك فى 18/10/2011 . اختطاف النساء وكشف الأشقر بان الاحتلال صعد خلال العام الأخير من اختطاف النساء الفلسطينيات خلال العام الاخير حيث ارتفعت أعداد النساء المختطفات إلى (1000) امرأة فلسطينية منذ بداية انتفاضة الأقصى بينهم قاصرات لم يتجاوزن السادسة عشر من أعمارهن ، لا يزال منهن (13) أسيرة داخل السجون في ظل ظروف قاسية ومأساوية، ويحرمهن الاحتلال من كافة حقوقهن المشروعة ، ويمارس بحقهم كل أشكال الاهانة والتعذيب والتضييق ، حتى وصلت الأمور إلى حد التفتيش العاري ووضع كاميرات مراقبة في مداخل الممرات وبين الغرف لمراقبة تحركاتهن وانتهاك خصوصياتهن ، ووضعهن بجانب الأسيرات الجنائيات واللواتي يشكلن خطورة على حياتهن . وخلال الانتفاضة وضعت أربع أسيرات مواليدهن داخل السجون، حيث اختطفن وهن حوامل ووضعن في ظروف اقل ما يطلق عليها بأنها غير إنسانية، وهن مقيدات ولم يسمح الاحتلال لأحد من ذويهن بالتواجد بجانبهن خلال عملية الولادة، واعدتهم إلى السجون بعد الولادة مباشرة دون مراعاة لظروفهن الخاصة . وعانت الأسيرات ولا يزلن يعانيين من سياسة الإهمال الطبي المتعمد للكثير من الحالات المرضية الموجودة بينهن كحالة الأسيرة (نوال السعدي ) 56 عاماً من مدينة جنين وهي أم لخمسة أبناء، اعتقلت بتاريخ: 5/11/2012، من ، وتعاني الأسيرة السعدي من ارتفاع في ضغط الدم وإرهاق مستمر ولا تتلقى العلاج اللازم، مما ينذر بتدهور صحتها وتعرضها للخطر الشديد، كذلك الأسيرة " دنيا ضرار واكد"ً من مدينة طولكرم، والتي اعتقلت من منزلها بتاريخ: 27/5/2013، ولم تزرها عائلتها منذ اعتقالها و تعاني من مرض السكري ومن ارتفاع في ضغط الدم، وكذلك تعانى أقدم الأسيرات " لينا محمد الجربوني" 34 عاماً من الداخل المحتل، اعتقلت بتاريخ: 2/4/2004، وحكم عليها بالسجن 17 عاماً، من انتفاخ في الأقدام وآلام حادة في الرأس، وأجريت لها عملية المرارة داخل الأسر . اختطاف الأطفال : وأفاد الأشقر بأنه خلال الانتفاضة اختطف الاحتلال ما يزيد عن (10,000) طفل لم يتجاوزوا الثامنة عشر من أعمارهم ، المئات منهم أصبح بالغاً وهو لا يزال خلف القضبان ، فيما لا يزال (250) منهم يقبعون في سجون الاحتلال ومراكز التوقيف والتحقيق المختلفة والتي يمارس فيها الاحتلال بحق الأطفال أبشع أساليب التنكيل ، ويضغط عليهم للارتباط بمخابرات الاحتلال، وقد خاض العديد منهم إضراب عن الطعام في سجن هشارون احتجاجا على ظروف اعتقالهم القاسية. وللتغطية على جرائمها بحق الأطفال الأسرى واعترافاً منها بانتهاك القوانين الدولية فيما يخص الأطفال الأسرى ، أعلنت دولة الاحتلال قبل 3 أعوام عن إنشاء محاكم عسكرية خاصة بالأطفال الفلسطينيين ، ليجمل الاحتلال صورته أمام العالم ، ويسوق نفسه كدولة تلتزم بالقانون الإنساني وهى ابعد ما يكون عن تطبيق مواد المواثيق الدولية ذات العلاقة بالأسرى، التي تعتبر اعتقال الأطفال الملجأ الأخير ولأقصر فترة ممكنة . الأسرى المرضى : وكشف تقرير المركز بان أعداد الأسرى المرضى شهدت تصاعد خطير خلال الفترة الأخيرة نتيجة استمرار سياسة الإهمال الطبي التي تعتمدها سلطات الاحتلال ضد الأسرى مما يهدد حياتهم بالخطر الشديد وخاصة لوجود 120 حالة مرضية صعبة بين الأسرى منهم (18) أسير يعانون من مرض السرطان . مع اندلاع انتفاضة الأقصى كان هناك العشرات من الأسرى المرضى فقط في سجون الاحتلال ، بينما وصل عدد المرضى الآن إلى أكثر من (1200) أسير مريض بعضهم في حالة الخطر الشديد كحالة الأسير معتصم رداد " الذى يعانى من مرض السرطان وقد ضاعفت ادارة السجون له من جرعة الكيماوى نتيجة تراجع صحته الى حد الخطورة، والأسير "منصور موقده" الذي يعانى من شلل نصفى ، والأسير "نعيم الشوامره" الذي أصيب مؤخرا حسب ما أكد الأطباء بسبب استمرار الإهمال الطبي بمرض الضمور المستمر فى العضلات مما يشكل خطورة حقيقة على حياته ، ويتعرض الأسير لحالات ارتجاج وتشنج في جسده بشكل مستمر بين الحين والأخر ، وبدأ يعاني من عدم القدرة على الكلام ، وضعف في حركة اللسان والشفة وآلام متواصلة في الرأس ، بالإضافة إلى وجود صعوبة في تناول الطعام وآلام حول العينين وضعف في اليدين والقدمين . والأسير محمود ابوصالح من الخليل و يعانى من وجود ورم في الرقبة وانتفاخ في الغدة أدت إلى نقص وزنه بشكل كبير ، بينما لا يزال الاحتلال يماطل في إبلاغه بطبيعة المرض الذي يعانى منه، وهناك خشيه من ان يكون قد أصيب بمرض السرطان في الحنجرة وهو المرض نفسه الذي أدوى بحياة الأسير الشهيد ميسرة ابوحمديه قبل عدة أشهر فى سجون الاحتلال . شهداء الحركة الأسيرة وخلال انتفاضة الأقصى ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 204 أسير شهيد ، بعد أن استشهد خلال سنوات الانتفاضة (81) أسيراً نتيجة الإهمال الطبي او التعذيب الشديد أو نتيجة القتل العمد والتصفية الجسدية بعد الاعتقال ، وخلال العام الحالي فقط استشهد أسيران هما "عرفات جرادات" نتيجة التعذيب ، والأسير " ميسرة ابوحمديه" نتيجة الإهمال الطبى وقد كان مصابا بمرض السرطان . اختطاف النواب: وبين الأشقر بان فترة انتفاضة الأقصى تميزت باختطاف عدد كبير من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني الذين يتمتعون بحصانة برلمانية تحرم الاعتداء عليهم أو اختطافهم بشكل تعسفي كما فعل الاحتلال وكذلك الوزراء ، حيث اختطف الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى 56 نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني بما فيهم رئيس المجلس نفسه ، بالإضافة إلى عدد من الوزراء ، بينما أطلق الاحتلال سراح غالبية النواب بعد قضاء فترة محكومياتهم في السجون التي تراوحت ما بين 30 إلى 50 شهر ، وأعاد اختطاف بعضهم مرة أخرى ، وفرض عليهم الاعتقال الادارى ، و لا يزال الاحتلال يختطف 13 نائب ، واحد محسوبين على حركة فتح ، وأخر محسوب على الجبهة الشعبية ، والباقين هم نواب كتلة التغيير والإصلاح المحسوبة على حركة حماس، ويتعرض النواب كغيرهم من الأسرى إلى المضايقات والانتهاكات بل ويتعمد الاحتلال أهانتهم بصفتهم ممثلين للشعب الفلسطيني وفي الذكرى الثالثة عشرة لانتفاضة الأقصى ناشد مركز أسرى فلسطين فصائل العمل الوطني والاسلامى وأبناء شعبنا إلى ضرورة تصعيد المقاومة في وجه الاحتلال ، والسعي بكل الطرق بما فيها العسكرية لإطلاق سراح كافة الأسرى من سجون الاحتلال ، وتبيض السجون لان الاحتلال يعتبر قضية الأسرى اقوي أوراق الضغط والمساومة لديه, مما يعني استمرار حاله الأسر لآلاف الأسرى والأسيرات في ظل ظروف إنسانية قاهرة، ولن ينهى هذه المعاناة سوى عمل جاد وحقيقي ووحدة وطنية خلف قضية الأسرى ووضع استراتيجيات جديدة من اجل إطلاق سراح الأسرى . |