وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المبعد من كنيسة المهد رائد عبيات يروي قصة خمسة اعوام من المعاناة والحنين للعودة الى الاهل والاحبة

نشر بتاريخ: 11/05/2007 ( آخر تحديث: 11/05/2007 الساعة: 08:06 )
غزة- معا- نعيمة الهباش- "أبي أريد أن أوجه إليك سؤالا لماذا كل الأطفال في المدرسة يذهبون في أيام الإجازات والعطلات لزيارة أهلهم وأقاربهم بينما نحن لا نذهب لزيارة أقاربنا ؟؟سؤال وجهته إلي ابنتي الصغيرة كان أصعب الأسئلة التي وجهت إلي في حياتي كلها , أجبتها "يا صغيرتي أقاربنا ليسوا هنا إنهم في بيت لحم مكان ولادتك ".

تلك كانت كلمات رائد موسى عبيات احد مبعدي كنيسة المهد الذي يبلغ من العمر 34 عاما و يقضي عامه السادس من الإبعاد في قطاع غزة .

لحظات الحصار :

واضاف رائد مستذكرا البداية" كانت مدينة بيت لحم في حصار فلجأ عدد من المواطنين والمقاومين إلى داخل المدينة للابتعاد عن أطرافها مكان تجمع الجنود الاسرائيلين , لم نكن نعلم أن الأمر مخطط له في هذه المرة وان الهجوم سيتم على المدينة بأكملها حاولنا الخروج من المدينة فلم نستطع توجهنا إلى الكنيسة لنخرج من بابها الأخر المؤدي إلي بلدة بيت ساحور , ولكنننا وجدنا أن الكنيسة محاصرة من جميع الجهات فتوجهنا إلى داخلها وبدأت وقتها العملية الهمجية ".

في هذه اللحظات استشهد ثمانية أشخاص داخل الكنيسة كان من بينهم مواطن من قطاع غزة اسمه حسن نسمان مكث 25يوما شهيدا داخل الكنيسة وأصيب ثمانية وعشرون آخرون .

امضى المحاصرون تسعة وثلاثين يوما داخل الكنيسة مقابل تسعة وثلاثين شخصا اعتقلتهم قوات الاحتلال من الكنيسة ففي كل يوم كانت تعتقل شخصا .

مواصلة الرحلة في قطاع غزة:

واضاف عبيات :"وبدأت رحلة العذاب الثانية لنا , عندما تم الاتفاق على إخراج المحاصرين دون أن يتعرض لهم احد من الجنود , ولكنهم اخرجوا إلى مركز استجواب وبعد التحقيق معهم والحصول على كافة المعلومات المتعلقة بكل شخص ,تم إبعادهم ركبوا في باصات مليئة بالجنود الاسرائيلين حيث عرضوهم لأقصى حالات الذل وهم بالطريق إلى غزة , من ضرب وصراخ عليهم واصطحاب كلاب داخل الباص لتعذيب المواطنين" .

وصل المبعدون إلى غزة وكان يوم جمعة , نزلوا في إحدى الفنادق وامضوا فيها 45يوما وبعد ذلك منح ابوعمار كل شخص شقة سكنية له ولأسرته .

وشكر عبيات جميع الأهل في قطاع غزة الذين استقبلوهم أحسن استقبال ومدوا إليهم يد العون , واحسنوا ضيافتهم مضيفا " لنا لوم على المسئولين الذين ظهروا أول يوم معنا على شاشات التلفاز ثم بعد ذلك لم نر احدا منهم ".

معاناة اسرة :

وفي حديث عبيات عن أسرته تحدث عن معاناة زوجته وأصعب مشكلة ما زالت تواجهه حتى هذه اللحظة بسبب حصاره الذي تعرض إليه في الكنيسة فقد كانت زوجته حامل بجنين ولكن لكثرة الصدمات التي تعرضت لها من حصار زوجها واستشهاد أخوها نضال عبيات داخل كنيسة المهد أنجبت طفلا معاقا هذا الطفل الأبكم يبلغ الآن الخامسة من العمر حاول عبيات كثيرا علاج الطفل المريض ولكن دون جدوى وقال "توجهت لوزارة الصحة من اجل علاج ابني ولكنهم قالوا لي لا يتوفر لدينا أي علاج له ".

كما أن عبيات أكد أن رحلة أسرته إلى قطاع غزة كانت شاقة فلم يسمح لهم في البداية من المجيء إلى غزة ولكن بعد ذلك سمح لزوجته وأبنائه المجيء عن طريق الأردن إلى غزة.

عبيات واجه العديد من الصعوبات في قطاع غزة كان أهمها عدم استطاعته زيارة أهله في بيت لحم وخصوصا والديه الذين يعانون من إبعاد احد أبنائه واعتقال أخر فشقيق عبيات إياد كان احد المحاصرين داخل الكنيسة وتم اعتقاله بعد خروجه من الكنيسة والحكم عليه ب21عاما .

عبيات له من الأخوة اثنان وأخت واحدة فقط يأمل من الله أن يجمع شمل تلك الأسرة مرة ثانية , والدة عبيات المسكينة تتمنى أن ترى أبناءها حيث تقول له دائما خلال حديثها معه عبر الهاتف أنها تتمنى أن يعود هو وجميع المبعدين وتراه قبل مماتها .

الاعياد اصعب الايام :

وكانت فترات الأعياد أصعب فترات على عبيات فالناس في الأعياد تكون محتفلة وهو يتذكر أهله البعيدين عنه فهو يشعر بأنه في سجن كبير داخل قطاع غزة .

عبيات بعد إبعاده إلى قطاع غزة درس الثانوية العامة لأنه لم يتمكن من إكمالها وهو صغير بسبب اعتقال قوات الاحتلال له لمدة 6شهور في تلك الأيام , وهو الآن يدرس التربية الإسلامية في جامعة القدس المفتوحة .

ويأمل عبيات أن ينظر احد لقضيتهم باهتمام وان يقومون بإيجاد حل لهم من اجل عودتهم لمدينتهم بيت لحم ولأهلهم المتشوقين لرؤيتهم وقال عبيات "أجرينا فعاليات كثيرة ولكن إن الواقع الذي نعيشه شغل المسئولين عن الاهتمام بنا , من المفترض أن يكون هناك اهتمام اكبر بقضية المبعدين إلى قطاع غزة والى أوروبا أيضا ".