|
"مهجة القدس": الأسرى المرضى بين جحيم السجن وعذاب المرض
نشر بتاريخ: 29/09/2013 ( آخر تحديث: 29/09/2013 الساعة: 13:55 )
غزة- معا- يعاني الأسرى المرضى في سجون الاحتلال كافة أشكال وألوان المعاناة التي تتخذ صوراً مختلفة منها الإهمال الطبي. حيث يواصل الاحتلال ممارسة إجرامه ويُمعن بالتضييق على الأسرى المرضى، ويبتكر سياسات وأساليب غاية في العنصرية بحقهم.
وكشفت آخر التقارير والإحصائيات حسب مؤسسة "مهجة القدس" بأن أعداد الأسرى المرضى شهدت تصاعد خطير خلال الفترة الأخيرة نتيجة استمرار سياسة الإهمال الطبي التي تعتمدها سلطات الاحتلال ضد الأسرى مما يهدد حياتهم بالخطر الشديد وخاصة لوجود 120 حالة مرضية صعبة بين الأسرى منهم (18) أسير يعانون من مرض السرطان. وفي هذا التقرير نسلط الضوء على بعض حالات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، حيث تتفاوت حالاتهم الصحية ويعانون من أمراض مختلفة ومزمنة دون أي مراعاة من قبل سلطات الاحتلال أو حتى منظمة الصحة الدولية التي تغض الطرف عن معاناة أسرانا في سجون الاحتلال. الأسير المريض معتصم رداد: مصاب بالسرطان الأسير "معتصم طالب داوود رداد " (31 عاماً)، من محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية، ويتواجد حالياً في عيادة سجن الرملة اعتقل بتاريخ 12/01/2006، يعاني من سرطان ومشاكل صحية متعددة من التهابات في الرئة وفقر الدم ومشاكل في القلب، وهو من الأسرى المهددة حياتهم بالخطر الشديد نتيجة إصابته بالالتهابات وأورام سرطانية في الأمعاء ونشوء مضاعفات ومشاكل صحية أخرى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الممارس عليه من قبل إدارة السجون الصهيونية، وصدر بحقه حكم بالسجن 20 سنة، بتهمة الانتماء لحركة حركة الجهاد الإسلامي. الأسير المريض نسيم خطاب: مبتور الأطراف الأسير "نسيم رضوان محمود خطاب" (43 عاماً)، من مدينة غزة متزوج ولديه 7 أولاد، ويتواجد حالياً في سجن إيشل اعتقل بتاريخ 20/11/2003 بعد مجيئه من جمهورية مصر الشقيقة لتلقي العلاج أصيب في بداية انتفاضة الأقصى 2002 بشظايا قذيفة دبابة سقطت بجانبه. إصابته حرجه أدت إلى تهتك في الأمعاء وتفتت للقدم، وقد أجريت له 4 عمليات جراحية في مستشفى الشفاء، ولكنه لم يتعاف حيث أثرت إصابته على القولون، ولم يستطيع الإخراج، إلا عبر "بربيش" خاص يخرج من الخصر بالإضافة إلى عدم استطاعته الحركة بمفرده إثر أصابه قدمه وتفتت عظام المفصل. الأسير خطاب من ضمن الأسرى المهددة حياتهم بالخطر الشديد نتيجة إصابته بالالتهابات وتقطع في الأمعاء ونشوء مضاعفات ومشاكل صحية أخرى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الممارس عليه من قبل إدارة السجون الصهيونية. وصدر بحقه حكم بالسجن 12 سنة، بتهمة الانتماء لحركة حركة الجهاد الإسلامي. الأسير المريض يسري المصري: مصاب بالسرطان الأسير "يسري عطية محمد المصري" (30 عاما) من مدينة غزة أعزب، ويتواجد حالياً في سجن النقب الصحراوي اعتقل بتاريخ 09/06/2003 وهو من الأسرى المهددة حياتهم بالخطر الشديد نتيجة إصابته بمرض السرطان في رقبته، حيث تم إرساله إلى مستشفى سوروكا لتدهور وضعه الصحي, وخلال التصوير تم اكتشف "ثلاثة أورام في الرقبة" ولم يخبره الأطباء عن ماهيتها، ويعاني من ضعف شديد بسبب الحالة الصحية السيئة والمتردية وعدم الانتظام في عمل الغدد، وعند إخباره بالأورام الجديدة سببت ذلك له وضعاً نفسياً سيئاً حيث نشأ عنها مضاعفات ومشاكل صحية أخرى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الممارس عليه من قبل إدارة السجون الصهيونية، وصدر بحقه حكم بالسجن 20سنة، بتهمة الانتماء لحركة حركة الجهاد الإسلامي. الأسير المريض إياد أبو ناصر: 4 سنوات من المعاناة الأسير "إياد رشدي عبد المجيد أبو ناصر" من سكان قطاع غزة دير البلح، مواليد عام 1983 أعزب، وكان قد اعتقل بتاريخ 15/05/2003، وهو من الأسرى المرضى المهددة حياتهم للخطر نتيجة لاستمرار الألم والمعاناة والإهمال الطبي. نقلته إدارة سجن نفحة لسجن مشفى الرملة وأُجري له عمليتين جراحيتين في البطن لاستئصال المرارة باءتا بالفشل، وازداد وضعه الصحي سوءاً يوم بعد يوم، مما جعل أطباء السجن يقررون بوجوب إجراء عملية جراحية ثالثة في نفس المكان ببطنه وعندما دخل لغرفة العمليات لإجراء استكشاف للبطن وبعدما تم فتح مكان العملية السابق تبين أن من عمل العملية السابقة قد نسي خيطان داخل البطن من النوع التي لا تذوب، ما سبب للأسير أبو ناصر الآلام الشديدة طيلة الفترة السابقة، ومازالت المعاناة مستمرة بسبب الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون الصهيونية، صدر بحقة حكم بالسجن الفعلي 18 سنة بتهمة مقاومته للاحتلال والانتماء والعضوية في حركة الجهاد الإسلامي. الأسير المريض: ثائر حلاحلة: مصاب بالتهاب الكبد الوبائي الأسير المريض "ثائر عزيز حلاحلة" (35 عاماً) من سكان الخليل والمتواجد بمعتقل أيشيل في وضع صحي خطير، يشار أنه أصيب بمرض التهاب الكبد الوبائي، نتيجة تعرضه لإهمال طبي متعمد ومقصود من قبل إدارة مصلحة سجون الاحتلال، بهدف الانتقام والنيل منه، بعدما حقق انتصاراً على سجانيه في اعتقاله السابق. ويرجع سبب إصابته بفيروس التهاب الكبد من خلال استخدام "إدارة السجون" أدوات ملوثة استخدمت لعلاج أسنانه أثناء التحقيق في سجن "عسقلان". ويذكر أن وضعه الصحي في ترد مستمر وأن بطنه بدأ يكبر بسبب الالتهاب، على الرغم من أن القاضي أوصى بعلاجه خمس مرات في الجلسات التي عقدت له إلا أن "إدارة السجن" لا تكترث لذلك بل تتعمد في إهمالها الطبي. ومازالت المعاناة مستمرة بسبب الإهمال الطبي الممارس عليه من قبل إدارة السجون الصهيونية، والجدير ذكره أن الأسير حلاحله أضرب عن الطعام 67 يوماً احتجاجًا على اعتقاله الإداري، وأفرج عنه، إلا أنه أُعيد اعتقاله في العاشر من نيسان 2013، بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء والعضوية في حركة الجهاد الإسلامي. الأسير المريض مراد أبو معيلق: مصاب بأورام في الأمعاء الأسير مراد فهمي أبو معليق (35 عاما) من سكان قطاع غزة، حالته الصحية خطيرة، فهو يعاني من أورام في الأمعاء الغليظة والدقيقة، وبدأ معه المرض منذ عام 2004، عندما بدأ يعاني من نزول سائل ابيض ودم مع البراز، ومن الإصابة بالدوخة وعدم التركيز، وبقي على هذه الحال حتى عام 2007 اذ ظهرت أورام في الخصيتين، حيث أجريت له عملية في تاريخ 29-11-2007 في مستشفى سوروكا، وجرى تنظيف هذه الأورام، لكن الآلام استمرت في الأمعاء. وبعد إجراء فحوصات تبين أن أمعاءه مصابة بالتعفن، فجرى بتاريخ 29-2-2008 استئصال 60 سم منها ومنذ ذلك الوقت وضعه الصحي في تراجع مستمر، وبدأ يعاني من مرض جديد يسمى (فوستلا) وهو عبارة عن لحميَة يجب استئصالها في الأمعاء، ولم يتم إجراء هذه العملية حتى اليوم، ويذكر أن الورم عاد إلى الخصيتين أثناء وجوده في سجن نفحة، وجرى له عملية تنظيفات في مستشفى (أساف هروفيه) وقبل أسبوع ظهر الورم للمرة الثالثة، وأجريت له العملية الثالثة في مستشفى سوروكا. ويشار إلى أن الأطباء ابلغوه أنهم سيبدؤون بإعطائه علاجا كيماويا من أجل القضاء على هذه الأورام، وأنه فقد من وزنه 20 كغم ولا يزال يعاني من آلام حادة في الجانب الأيمن من جسمه، ومن عدم اتزان ودوخة على مدار الساعة. ومازالت المعاناة مستمرة بسبب الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون الصهيونية، صدر بحقه السجن الفعلي لمدة 22 سنة منذ عام 2001 ويقبع حالياً في سجن إيشل. الأسير المريض منصور موقدة: 70% من معدته من البلاستيك عاش في قرية الزاوية عام 1968 لأسرة مناضلة تزوج منصور ورزق بأربعة أبناء، إلا أن ذلك لم يُنسِه واجبه الوطني مع اندلاع انتفاضة الأقصى، اعتقل خلال مواجهات بتاريخ 2-7-2002، حيث أصيب بثلاثة أعيرة نارية من جيش الاحتلال، توزعت في العمود الفقري، والحوض، والبطن، مما أدى لإصابته بشلل نصفي بالجزء السفلي من جسمه. الأسير منصور موقدة يعيش على كرسي متحرك، ولم يغادر مستشفى سجن "الرملة" منذ سنوات بسبب الإهمال الطبي، فحالته الصحية تتدهور بشكل مستمر، فهو يعاني من إعاقة إضافة إلى أزمة في التنفس وخذلان في جسمه وظهر ورم عند أسفل رقبته اليمنى بحجم 3 سم ولا يوجد علاج لهذا الورم. يشار إلى أن 70% من معدته من البلاستيك وبحاجة إلى زراعة شبكية في البطن وهو يحمل كيس البراز وكيس البول وأمعاؤه بلاستيكية وبطنه متكور للخارج مثل الطابة. ومازالت معاناته مستمرة بسبب الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون الصهيونية. يشار إلى أن الأسير موقدة من سكان سلفيت ومحكوم بالسجن الفعلي لمدة 30 سنة. إهمال طبي متعمد بدوره أكد الأستاذ ياسر صالح، الناطق الإعلامي باسم مؤسسة مهجة القدس، إلى أن الإهمال الطبي يمارس بشكل متعمد، حيث يتلخص ذلك بالمماطلة في تقديم العلاجات اللازمة للأسرى بشكل عام، كما يتجسد بعدم التشخيص المبكر للمرض، ومن ثمَّ عدم تقديم العلاج في الوقت المناسب مما يفاقم من الحالة المرضية بحيث يمضي الوقت مما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للأسير وتصبح العلاجات عندها للتخدير وليس للاستشفاء من المرض. وكشف صالح عن استشهاد العشرات من الأسرى والأسرى المحررين كنتيجة لهذه السياسة التي تتنكر وتضرب بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية التي تنص وتؤكد على أن يتلقى الأسير الرعاية الطبية اللازمة في أفضل صورها. مؤكداً أن هدف الاحتلال هو فرض مزيداً من المعاناة، على هؤلاء الأسرى القابعين خلف القضبان. وطالب صالح بضرورة توفير العلاجات اللازمة للأسرى المرضى، وأن يتم اخضاعهم لفحوصات من قبل أطباء مختصين. وناشد المؤسسات والجمعيات الحقيقية بالعمل على إدخال لجان طبية للتحقيق في جرائم الاحتلال بحق أسرانا، ونقل الأسرى إلى مستشفيات متخصصة لمعالجتهم قبل فوات الأوان. |