وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كل ثلاثاء- يوميات وزارة : ثانيا الثقافة

نشر بتاريخ: 01/10/2013 ( آخر تحديث: 01/10/2013 الساعة: 11:09 )
تدرس سلسلة المقالات المكتوبة في أربعة أجزاء عمل وزارة الثقافة خلال الفترة مابين 2009-2013، بتحليل نحو 960 خبراً وقرارات مجلس الوزراء والاطلاع على الخطة الاستراتيجية والدليل الثقافي لعام 2012 والموقع الإلكتروني للوزارة والخطة الوطنية للثقافة الفلسطينية وتقرير التنمية الثقافية للعام 2010.

وزراء الثقافة

تولت الوزارة خلال الحكومتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة الوزيرة سهام البرغوثي المنتمية لحزب فدا، أما الحكومة الخامسة عشرة الحالية فيتولاها الدكتور أنور أبو عيشة أستاذ القانون الدولي منذ حزيران الماضي..

الشمال يتفوق على المركز

راعني الكم والتنوع بل والإقبال على المشهد الثقافي في بلد صغير بمساحة فلسطين، وكبير بحجم همومه وتطلعاته. نعم الثقافة هي: كيف نفكر؟ هي الحضارة، الهوية، هي المرأة والرجل والطفل والمسن، هي الفرح والحزن، هي البيت والشارع، هي الدلعونا والعتابا والميجنا، هي القدس والحرم الابراهيمي، هي الثوب الفلسطيني.. هي نحن الشعب وهي سلاحنا الذي نملكه كاملاً في مواجهة الاحتلال.

إذا ما تناولنا المكاتب التابعة لوزارة الثقافة والموزعة على مدن الضفة وطبيعة نشاطها وعملها، وللأسف اضطررت بألم إلى استثناء ما يسمى بـ"ثقافة المقالة" في غزة على اعتبار أنها لا تتبع الحكومة في الضفة. فقد قسمتني ثقافة الانقسام تماماً. وجدت أن أكثر من 191 نشاط لمكتب الثقافة في طولكرم يليها 88 طوباس و87 رام الله و79 الخليل و65 جنين و83 نابلس و59 سلفيت و39 بيت لحم و19 قلقيلية و11 في أريحا و11 في القدس. ومجموع كل هذه الأخبار/ أو النشاطات هو 732 منها نحو 50 خبراً ضمن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية خلال عام 2009.

لنرفع القبعة لمحافظة طولكرم.. لما مساحته 268 كيلو متراً، لمكتب الثقافة هناك بموظفيه وعلى رأسهم عبد الفتاح الكم ومن تلاه في إدارة المكتب، لابد من تكريم هذا المكتب على هذا الكم من النشاطات الفنية والترفيهية، مابين المسرح والأدب والندوات السياسية والحكايات الشعبية والمسابقات، أدب النكبة والسجون وصناعة الدمى.. لم يترك المكتب شبراً إلا وتواجد فيه من رامين إلى نور شمس وعتيل وعنبتا وعلار ودير الغصون وبجورة والشويكة وقفين، إلتقى بشكل دوري بأدباء المحافظة اليافعين وطلبة المدارس، واللقاءات الدورية للمجلس الاستشاري الثقافي للمحافظة وعضوية لجان المخيمات الصيفية والمشاركة في المناخ الثقافي في المدينة، والتواجد في انتخابات الهيئة الإدارية للمؤسسات الثقافية في المحافظة. باختصار كان المكتب وفياً لأدباءه أمثال أحمد الكرمي وعبد الكريم الكرمي إلى حد كبير.

لقد تفوقت طولكرم وطوباس على مركز الوزارة في رام الله الذي يفترض أن ينشر ويوزع الثقافة على بقية المدن الفلسطينية، وفي المقابل "أرعبتني" محافظة جبل النار ومسقط رأس آل طوقان التي يجب أن تكون محط أنظار المدن الأخرى ومزاراً للطلبة والأطفال والكبار إلا أن نشاطها الاعلامي والثقافي كان ضعيفاً!

وجاءت الخليل في المرتبة الرابعة، فلم يشفع لها الحرم الابراهيمي الذي ضمته اسرائيل لقائمة التراث اليهودي الاسرائيلي، ولا ما تعانيه البلدة القديمة من تهويد، فبقيت هادئة ثقافياً وكامنة بدلاً من أن تجن وتثور في سبيل المحافظة على موروثها! وفي بيت لحم ماذا فعلت الوزارة في سبيل الرد على الاعلان الاسرائيلي بضم محيط قبة راحيل إلى تراثه المزعوم عام 2010! علماً أن المسؤولية الأثرية تقع على وزارة السياحة ومسؤولية حفظ التراث تقع على وزارة الثقافة.

لكن كيف لنا أن نضم المواقع الفلسطينية إلى قائمة التراث العالمي في اليونسكو لاسيما بعد أن أصبحنا أعضاء فيها دون قانون لحماية التراث والذي مازالت الوزارة تحاول انجازه؟ ثلاث سنوات مرت على الاعلان الاسرائيلي دون انجاز القانون! وكان وزير الثقافة الأسبق د. إبراهيم الأبراش أوضح أن سبب عدم اعتماد القانون في مجلس الوزراء هو خلاف بين وزارتي الثقافة والسياحة حول تبعية القانون فتنازل هو عن حصة الثقافة ومع ذلك لم يقر القانون حتى اللحظة رغم خلاف "الكبار"!

سقط مركز الوزارة برام الله حيث مدفن محمود درويش وقصر رام الله الثقافي والعاصمة الاقتصادية، والمركز الثقافي، وعاصمة المهرجانات، ومسقط رأس الفرق الفنية الفولكلورية والأوركسترا الفلسطينية... وعلى بعد عشرين دقيقة منها كانت القدس في ذيل القائمة أيضاً، والتي سيكون لنا عنها حديثاً مطولاً ذي شجون في الأجزاء القادمة. أما أريحا مدخل الزائرين ومهرجان أريحا عشرة آلاف عام، مشتى فلسطين أيضاً في ذيل القائمة.

مكونات الثقافة.. بلا أجندة

رغم وجود مكاتب الثقافة والمجالس الاستشارية الثقافية في كل محافظة ووجود اتحاد الكتاب –بلا ميزانية- والمجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم إلا أن فلسطين أرض درويش وطوقان وأحمد دحبور وسميح القاسم والسكاكيني وكنفاني وتوفيق زياد وعبد الرحيم محمود وناجي العلي ... وكل الجيل الجديد المبدع الذي يكرم في أنحاء العالم، مازال يريد أجندة واضحة تخدم السينما والمسرح والأدب وكل مكونات الثقافة الفلسطينية، ولابد من تدوير مدراء مكاتب الثقافة بين المحافظات ليجددوا عطاءهم ويقدموا ما لديهم في محافظة أخرى.

نريد قصراً ثقافياً في كل مدينة، مسرحاً وسينما، ومعرضاً دائماً للكتاب، وللفنانين الفلسطينيين سواء كانوا ممثلين أو تشكيليين او موسيقيين أو راقصين، وعملاً درامياً كالاجتياح يحتل الدراما التلفزيونية لسنوات ويحصد الجوائز العالمية... فقد تركزت الأنشطة في المحافظات على الندوات والورشات بشكل مشتت وعشوائي وغير مترابط فلا ينتج عنها عملاً فنياً أو أدبياً... وكما يقال ليس بالسياسة تحيا الشعوب.

في الجزء القادم: نصوص تهذي بإهمال القدس والمبدعين والسينما والمسرح.. وماذا بعد؟

**ايميل: [email protected]،

لمتابعة اليوميات على صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/wzaratna?ref=hl
Bothaina Hamdan
Journalist

My Blog: http://bothainahamdan.wordpress.com
Ramallah- Palestine