وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مؤتمر "القدس ثقافة وهوية" يختتم أعماله بإعلان بيان القدس الثقافي

نشر بتاريخ: 03/10/2013 ( آخر تحديث: 03/10/2013 الساعة: 16:51 )
رام الله - معا - اختتم مؤتمر "القدس ثقافة وهوية" اليوم (الثالث من تشرين الأول) والذي نظمته اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية والتي يترأسها عثمان أبو غربية، بإعلان بيان القدس الثقافي الذي ألقاه سلمان ناطور، وجاء في البيان: "نحن الفلسطينيين ندرك ما تعنيه القدس لغيرنا من شعوب الكون، ونأمل ان يدرك غيرنا ما تعنيه القدس لنا. القدس عبر سيرتها الطويلة، حملت رسالة سلام وأمان ومحبة نشرتها في كل جهات العالم ولكنها تتعرض لاحتلال ينهش بجسدها وروحها ورسالتها الانسانية.

هذا الاحتلال يحاول ان يجردها مما تعنيه لشعوب الكون ولشعبنا، ليجعلها مدينة جدارات الفصل في عصر انهيار الجدارات، ومدينة الانغلاق الديني في عصر الانفتاح، ومدينة الهيمنة الثقافية في عصر التعددية الثقافية، ومدينة نشر الحقد والكراهية وفي عهد خرج فيه العالم نازفا من حرب كونية اشعلها مثل هذا الحقد.

نحن الفلسطينيين، اذ نعبرّ في مؤتمرنا هذا عن قلقنا على مدينتنا الطيبة، فاننا نوجه نداءً الى غيرنا من شعوب الكون ليساندونا في الدفاع عنها وعن رسالتها الروحية والثقافية والحضارية والانسانية.

يعقد مؤتمرنا هذا في الثاني من تشرين الاول، في ذكرى تحرير القدس عام 1187 من الاحتلال الفرنجي. ذاك الاحتلال الذي حاول خلال قرنين من الزمن ان ينزع عن المدينة انتماءها وهوياتها اليبوسية الفلسطينية، والكنعانية الفلسطينية، والعربية الفلسطينية.

انصرف الاحتلال وظلت المدينة متمسكة بذاتها الى ان اغتصبها الاحتلال رافضاً أن يتعلم من عبر التاريخ، واعلن عنها بعنجهية وغطرسة عاصمة أبدية له. وصار يشرد اهلها ويهدم معالمها العربية، ويشوه هويتها.

في العام 2009 احتفى العالم العربي في كل العواصم العربية بالقدس عاصمة للثقافة العربية وجرت احتفالات ثقافية في كل العواصم العربية إلا في القدس، فقد منع اهل المدينة وشعبها الفلسطيني من اقامة احتفالاتهم الثقافية. وأغلقت مراكزهم الحضارية ومسارحهم وداهم العسكر والشرطة فرحهم بمدينتهم وثقافتهم.

وفي عام 2010- ولأهمية القدس لكل العرب، أعلن عنها عاصمة دائمة للثقافة العربية، ونحن الفلسطينيين الذين ندرك ونقدر جيدا اهميتها بالنسبة لكل شعوب العالم، فاننا نطالب في هذا المؤتمر المؤسسات الدولية واليونيسكو بالاعلان عن القدس عاصمة دائمة لثقافات العالم، كما هي عاصمة دائمة للثقافة العربية وهي تبقى عاصمتنا الوطنية والثقافية".

وتخلل اليوم الثاني من المؤتمر الذي ترأس جلساته كل من د. بطرس دلة، ود. نبيه القاسم، كلمة ألقاها د. نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي عبر عن سعادته بلقاء الشعراء والمثقفين من الداخل المحتل والأدباء الذين حضروا من الأردن للمشاركة في المؤتمر الذي اعتبره عرسا وطنيا يجمع أصال الحركة الوطنية والثقافية الفلسطينية وعبر عن الاستعداد التام لدعم المثقفين والأدباء الفلسطينيين من كافة المناطق.

وكان المؤتمر قد ناقش في يومه الثاني مواضيعًا تأتي على قدر كبير من الأهمية في ما يخص القدس وهويتها، فقد تحدث د. حسين حمزة عن القدس في شعر محمود درويش، والتي شكلت محورًا هامًا في أشعاره على مدى مسيرته الشعرية الطويلة. وتحدثت د. فيحاء عبد الهادي عن نساء مقدسيات في الذاكرة الشعبية الجماعية وذكرت أن كتب التاريخ قلما تؤرخ لمشاركة نساء القدس في العمل السياسي الفلسطيني بشكل عام، وفي العمل النسوي بشكل خاص. وأضافت "شكل عام 1929م علامة فارقة في تاريخ نضال المرأة الفلسطينية؛ ما أحدث أكبر تغيير في حياة المرأة العربية في فلسطين، حين تداعت النساء الفلسطينيات، إلى عقد مؤتمر نسائي فلسطيني في القدس، بعد حادث البراق. وشكَّل المؤتمر دفعة قوية للحركة النسائية، حيث بيَّن تنظيمه مدى حنكة وبراعة المرأة الفلسطينية".

أما بهاء الجعبة فقد تحدث عن سيرة الأنثروبولوجي المقدسي توفيق كنعان الذي يعد رائد الدراسات الفولكلورية الفلسطينية، واستعرض أهم مؤلفاته وإسهاماته الثقافية والوطنية التي كان لها الأثر الكبير في فهم القضية الفلسطينية والحفاظ على هوية المدينة المقدسة.

توجت المؤتمر قصيدتان ألقاهما عثمان أبو غربية بعنوان "حنين لهذا البحر" و"صلاة في بيت القمر" وقصائد اخرى أـلقاها نخبة من الشعراء الفلسطينيين كان من بينهم كل من الشعراء مفلح طبعوني وعبد الناصر صالح وماجد الدجاني وكوثر الزير وزينب حبش وسوسن خطار وسميح محسن وسونيا خضر وأنوار سرحان.

كما حفل اليوم الثاني من المؤتمر بكلمات إلى القدس ألقاها نخبة من الأدباء والمثقفين والشخصيات الوطنية الفلسطينية من بينهم مي الصايغ ووليد أبو بكر وسمير الجندي وإبراهيم جوهر وفاروق وادي الذي أرسل بكلمة ألقتها بالنيابة رناد قبج. كما تحدث علي مسلماني، أحد الأسرى المقدسيين المحررين، والذي أمضى ثلاثين عاما في سجون الاحتلال، عن دور الحركة الأسيرة في مسيرة النصال الفلسطيني والتي تتمحور حول القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وألقى قصيدة إلى القدس كان قد كتبها في الأسر منذ عشرة أعوام.

ومن الجدير ذكره أن المؤتمر اشتمل على عرض أعمال فنية موضوعها مدينة القدس للفنان المقدسي طالب دويك و معرض صور يحاكي تاريخ المدينة وواقعها للمصور المقدسي عوض عوض، بالاضافة الى معرض كتب لدار الشروق ودار الجندي للنشر ومنشورات لمركز دراسات المرأة.