وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قطف الزيتون بين التصريح والحرمان منه في محافظة سلفيت

نشر بتاريخ: 06/10/2013 ( آخر تحديث: 06/10/2013 الساعة: 09:21 )
سلفيت- معا- ينتظرالمزارع كل عام موسم قطاف الزيتون على أحر من الجمر فرحا من أجل تحسين وضعه المادي، ولكن سرعان ما تنقلب فرحته الى معاناة وصراع نفسي كلما تذكر أن أرضه تقع بجانب مستوطنة إسرائيلية، أو خلف الجدار، أو بالقرب من شارع ما يعرف "بعابر السامرة"... يجد فيها المستوطنين فرصتهم... فيبذلون جهدهم مستخدمين كافة أشكال الإعتداءات بحق المزارع لإفشال فرحته بهذا الموسم في محافظة سلفيت.

إلتقينا بالمزارع "نوح عامر" من قرية مسحة غرب سلفيت تحدث إلينا بنبرة صوت حزينه تعبة من الوضع قائلا":يوجد لدينا أراضي مزروعة بالزيتون خلف الجدار وتبلغ مساحتها 100 دونم ،معاناتنا تستمر طوال العام وذلك لعدم السماح لنا بدخول أراضينا في اي وقت نرغب به، التي تقع خلف الجدار، الا بتصريح خاص عن طريق الارتباط المدني ليتم السماح لنا من خلاله بدخول أراضينا من أجل قطف ثمار الزيتون وفي أوقات معينه ،وفي المقابل يمنع الكثير من الأهالي من السماح لهم بدخول الأراضي الزراعية خلف الجدار بدعوى أنهم مرفوضون أمنياً وخصوصا فئة الشباب، وهذا ما حدث معنا تم تقديم طلب تصريح لخمسة من أفراد عائلتي وجميعهم تم رفضهم بإستثنائي أنا،ويتساءل: وكيف سأقطف ثمار الزيتون لوحدي.؟.

ويضيف عامر":هناك عائلات يتم تأخير تصاريحها دون سبب يذكر، علاوة على ذلك القهر والإذلال عند فتح البوابة سواء أثناء الدخول أم أثناء الخروج، والهدف من هذه الاساليب السيطرة التدريجية على الأرض الموجودة خلف الجدار وجعل المزارع في حالة من الملل واليأس، وبالتالي ترك أرضه لعدم تمكنه من الذهاب إليها، أو ريّها في مواعيدها المحددة والعناية بها من حراثة للأرض وتقليم للأشجار".

لم يترك الاحتلال أسلوبا بشعا الإ وقام بإرتكابه بحق المزارع وشجرة الزيتون في محافظة سلفيت،بهذه الكلمات بدأ المزارع "أبو احمد" من سلفيت حديثه معنا ليكمل":قبل أيام قام مستوطنو "ارائيل" بسكب المياه العادمة في وادي المطوي بين الأشجار، وبدوره يؤدي الى الأضرار بالمحصول، علاوة على ذلك الرائحة الكريهة وإشمئزازا للنفس البشرية، وبالتالي عدم قدرة المزارع من قطف ثمار الزيتون، والهدف من هذا من أجل تدمير وتخريب للاراضي الزراعية وكره المزارع لشجرة الزيتون وبعده عنها".

مديرزراعة سلفيت المهندس "ابراهيم الحمد" تحدث الينا عن موسم الزيتون خلال هذا العام قائلا":تسمى بمحافظة الزيتون فيها 80الف دونم زيتون،ويعتبر زيت الزيتون من المحاصيل الرئيسية في محافظة ، وهي من المحافظات الأولى المنتجة لزيت الزيتون، يتراوح الانتاج ما بين 10-12 % من زيت فلسطين.

وعن إنتاج الزيت في المحافظة لهذا العام، تحدث قائلا": حسب الاحصائيات والفحوصات ان محافظة سلفيت هي المحافظة الأولى في موضوع الحصول على زيت بمواصفات جيدة،وبالنسبة للانتاج لهذا العام ستكون المحافظة الأولى في إنتاجها لزيت الزيتون، بالرغم من التفاوت ما بين منطقة وأخرى في نفس المحافظة، فالمنطقة الغربية من المحافظة الموسم فيها سيء جدا، أما المنطقة الشرقية من المحافظة إنتاجها للزيت جيد لهذا العام،وحسب التوقعات لانتاج زيت الزيتون لهذا العام أن يصل الانتاج من 1400-1500طن وهذا جيد بالنسبة لهذا الموسم، يستهلك منه 500 طن، وما تبقى ال1000 طن يعتبرفائض بالنسبة للمحافظة، لذلك تعتبر من المحافظات المصدرة والمنتجة والمحددة لسعر الزيت.

ويكمل الحمد":وزارة الزراعة بدورها حددت موعد قطف الزيتون في كافة المحافظات بتاريخ 10/10 تاركة المجال لبعض المجالس والبلديات اذا أرادوا تأخير قطفه وتشغيل المعاصر بنفس التاريخ والتي يبلغ عددها في المحافظة 27 معصرة لعصر الزيتون ومعظمها معاصر حديثه.

وعن خطة مديرية زراعة سلفيت لموسم الزيتون تحدث الحمد قائلا:" سيكون هناك زيارات ميدانية للمعاصرمن قبل لجنه الصحة والسلامة العامة للكشف عليها وعلى جهوزيتها ، وسيكون هناك جولات ميدانية لأخذ عينه من الزيت ومن الجفت كما جرى العام الماضي، لنرى مدى إمكانية هذه المعاصر لإستقبالها للموسم.

ويضيف ":طوال العام هناك برنامج ارشادي حسب خطة ارشادية تقوم بها مديرية الزراعة لقطاعات الزراعية ومنها الزيتون، تشمل الدورات والورش الندوات والمشاهدات وسيتم توزيع نشرات إرشادية يتم إصدارها من قبل وزارة الزراعة، وهناك خدمة الرسائل الارشادية التي يتم توزيعها على المزارعين في اوقات المواسم".

وبالنسبة للمشاريع تحدث "الحمد ":هناك بعض المشاريع التي تقوم بها وزارة الزراعة كمشروع تدريب بعض المزارعين في بعض القرى في المحافظة منها مردا، ديراستيا ، كفل حارس ،حارس ،قيرة، للحصول على مواصفات جيدة لزيت الزيتون، لرفع القدرة التنفسية لزيت الزيتون وتدريب المزارعين، وسيتم توزيع معدات زراعية على بعض المزارعين".

وبالنسبة لسعر زيت الزيتون يقول ":سعره خاضع للعرض وللطلب ووزارة الزراعة ليست لوحدها من يتحمل مسؤولية سعره ووضع تسعيرة له كباقي السلع،واذا تدخلت الحكومة في هذا الجانب لتحديد سعره يجب أن يكون هناك حماية لهذا المنتج تضم وزارة الزراعة ، ووزارة الاقتصاد الوطني، والغرف التجارية، ، وجمعية حماية المستهلك بالتعاون مع مكاتب المحافظين.

وينهي الحمد حديثه للمزارعين قائلا": يجب على المزارعين الالتزام بتحديد موعد قطف الزيتون كما حددته الوزارة كي يكون الانتاج افضل ، وأن يأخذوا الحيطة والحذر من إعتداءات المستوطنين وخصوصا عند مناطق الجدار والمناطق القريبة من المستوطنات الاسرائيلية، وأن يكونوا ضمن جماعات، وأن يكون معهم وسائل اتصال،".