وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

زيارة فاشلة - الطائرة التي سافر بها نتانياهو لواشنطن سيجري تفكيكها

نشر بتاريخ: 06/10/2013 ( آخر تحديث: 07/10/2013 الساعة: 08:26 )
جاءت زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة بهدف إقناع الأمريكيين والعالم بأن ابتسامات الرئيس الايراني حسن روحاني هي ابتسامات مزيّفة، فاستمعوا في الولايات المتحدة إلى أقوال نتنياهو واستجابت وسائل الإعلام الأمريكية إلى دعوة ديوان رئيس الوزراء والقنصلية الإسرائيلية في نيويورك، وحضرت إلى فندق "بالاس" من أجل إجراء مقابلات مع رئيس الوزراء، ولكن عملية بث تلك المقابلات كانت محدودة، وجرت في ساعات لا تستقطب نظر المشاهدين.

وتم وصف الزيارة إلى الولايات المتحدة في محيط رئيس الوزراء، بأنها زيارة ناجحة على الرغم من أن نتنياهو لم ينجح في تغيير جدول الأعمال في الولايات المتحدة. لا يهتم المواطن الأمريكي، ببساطة، بالموضوع الإيراني، ولم تنجح التحذيرات التي صرح بها نتنياهو في اختراق "درع" المشاكل الداخلية التي تعاني منها الولايات المتحدة والتي تسيطر على اهتمامات المجتمع الأمريكي.

وتعتبر حالة الشلل التي فرضها الكونغرس على الإدارة الأمريكية وضعف أوباما أمورًا أكثر أهمية وأكثر مقلقة من الموضوع الإيراني.

ويرغب أوباما، من جانبه، في أن يظهر بين أوساط داعميه من الحزب الديموقراطي على أنه الشخص الذي نجح في استئناف الاتصالات مع طهران بعد عشرات السنوات من المقاطعة. ولذلك، حتى في حال شعر رئيس الوزراء بأن الرئيس أوباما استمع إليه مهتمًا خلال لقائهما في البيت الأبيض، إلا أن فرص تجاوب الرئيس أوباما لطلب نتنياهو، بشأن عدم إدخال تسهيلات على العقوبات المفروضة على إيران هي فرص ضئيلة جدا.

في غضون ذلك عندما صعد نتنياهو مساء السبت إلى طائرة إل عال في طريقه إلى نيويورك كانت الطائرة قديمة، من طراز 767 تم تصنيعها في بداية سنوات الـ 70 وأن هذه الرحلة هي رحلتها الأخيرة، ام تؤثر على معنويات رئيس الوزراء عندما أخبر قائد الطائرة حاشية رئيس الوزراء بأن الطائرة التي أطلق عليها الاسم المجازي "دالية الكرمل" سيتم نقلها قريبًا إلى غرب الولايات المتحدة حيث سيتم هناك تفكيكها لأجزاء وبيعها كقطع غيار.

استغل رئيس الوزراء رحلته إلى نيويورك من أجل إدخال بعض التعديلات على خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. كانت هناك لهذا الخطاب أكثر من عشرين مسودة، ولم يتوقف نتنياهو عن إدخال التعديلات على الخطاب حتى في الأيام الأولى من وصوله إلى الولايات المتحدة، وذلك بناء على ملاحظات رون دريمر، الذي كان من أبرز مستشاري نتنياهو، وتم تعيينه مؤخرا سفيرًا لإسرائيل في واشنطن، ودوري غولد المستشار السابق لنتنياهو والسفير السابق في الأمم المتحدة، الذي يرافق نتنياهو بصفته مستشار رئيس الوزراء لشؤون إيران، والوزير جلعاد أردان الذي رافق رئيس الوزراء في زيارته إلى الولايات المتحدة.

أقلعت طائرة نتنياهو بعد يوم واحد من هبوط طائرته في نيويورك مرة أخرى، متجهة إلى واشنطن لعقد لقاء بين رئيس الوزراء والرئيس الأمريكي، باراك أوباما. كانت حالة التعب واضحة على نتنياهو خلال لقائه مع أوباما في المكتب البيضاوي. ربما يعود السبب إلى "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة" التي صعّبت عليه خلال الليل مهمة العمل على الخطاب. وشارك نتنياهو في حفل وداع للسفير مايكل أورن في الكونغرس، بعد ذلك. وكان هناك عدد كبير من أعضاء الكونغرس الذين جاءوا للمشاركة وإلقاء كلمات المديح والتقدير للسفير أورن ولمصافحة نتنياهو تحديدا، ولم تترك هذه المشاركة الكبيرة من جانب أعضاء الكونغرس مكانا للصحفيين.

ألقى نتنياهو يوم الثلاثاء خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وتجمع حول نتنياهو بعد الخطاب حوالي 20 سفيرا من دول مختلفة وقاموا بمصافحته. ولكن ما أثار شعور رئيس الوزراء أكثر من مصافحات السفراء، هو أقوال أحد رجال الأمن من أصل إيرلندي، والذي يعمل منذ سنوات طويلة في مبنى الأمم المتحدة: "إنني أتذكرك جيدا منذ أن كنت تعمل سفيرا هنا. لا يوجد الكثير من المتكلمين مثلك" قال رجل الأمن لرئيس الوزراء.

تم تخصيص اليومين الأخيرين للرحلة لإجراء لقاءات مع وسائل الأعلام. أجرى العديد من وسائل الإعلام من بينها "إن بي سي" و "وفوكس" و "سي إن إن" و "بلومبرج" لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكذلك أجرت الـ "بي. بي. سي" باللغة الفارسية لقاءً مع نتنياهو الذي قال خلال المقابلة جملة واحدة باللغة الفارسية "إسرائيل ليست مغفلة". وعلى الرغم من أن تصريحاته وأقواله لم تحظ بالاهتمام الذي كان يأمل به، إلا أن نتنياهو لا ينوي الاستسلام. ومن المتوقع أن يلتقي الأسبوع القادم مع الرئيس التشيكي والرئيس اليوناني اللذين سيزوران إسرائيل، وسيحاول أن ينقل رسالة لهما مفادها أنه يجب الامتناع عن إدخال تسهيلات على العقوبات المفروضة على إيران. بالإضافة إلى ذلك يسعى نتنياهو لإرسال مبعوثين إلى العواصم الأوروبية من أجل محاولة ممارسة ضغوط ضد اتفاقيات جزئية أو تخفيف العقوبات في المراحل الأولى للمفاوضات.