وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 12/10/2013 ( آخر تحديث: 12/10/2013 الساعة: 11:33 )
محطات من دورينا
بقلم :صادق الخضور
كل عام والأسرة الرياضية بخير، فها هو العيد يأتي واللواء الرجوب يقود الاتحاد واللجنة الأولمبية لمواصلة الجهود لتأخذ الرياضة الفلسطينية موقعها المفترض على الخريطتين العربية والقاريّة، ما يزيد من أملنا في تحقيق منتخباتنا نتائج أفضل في قادم المناسبات، وكل التقدير لإدارات الأندية التي تواصل العمل دون كلل، وللأجهزة الفنية وللاعبين وللجماهير.


بصراحة: على أعتاب العيد
ظاهرة نزوع بعض الأندية العائدة لدرجتها الأصلية أو الصاعدة لدرجة أعلى هذا الموسم لخطف الصدارة في درجتها ظاهرة غير صحية، والموضوعية تقتضي بناء فريق منافس، وخوض الذهاب بأقل خسائر ممكنة وتقييم الوضع بين المرحلتين ثم تحديد الإستراتيجية للموسم الأول، أمّا السعي للصعود من أول مرحلة ففيه مبالغات كثيرة ترهق اللاعبين ذهنيا ونفسيا وبدنيا، وتضع المدربين تحت ضغوط هائلة، وتزيد من ضغط الجماهير على اللاعبين والإدارات.

ومن باب تسمية الأمور بمسمياتها، فإن صعود الخضر للمحترفين بعد موسم شاق في المحترفين جزئي، لا يعني بالضرورة أن ينافس الفريق على الصعود مباشرة -وإن كان الطموح مشروعا- ، فالفريق الممتلك الإدارة المحترفة والمدرب القدير لا زال الكثير من لاعبيه بحاجة إلى خبرة الاحتراف، وهي تتأتى من خلال اللاعبين أصحاب الخبرة في الفريق وخوض المباريات، وبالتالي فإن المطالبة بحصد النتائج تباعا مبالغ فيها.

في المحترفين جزئي: دورا بالغت في التعزيز، والفريق وضع نفسه تحت ضغط كبير من أول مباراة، والفريق الصاعد غير مطالب في الذهاب بالتواجد على مقربة من القمة، وفي الإياب لكل حادث حديث ، ويترافق ذلك مع استقطاب مدرب خبير هو المحاضر الآسيوي وليد فطافطة الذي يحتاج وقتا لبناء الفريق خاصة وأنه قدومه كان في توقيت متأخر، والصدارة الفورية والدائمة فهو مطلب مبالغ فيه، ويضع اللاعبين تحت ضغوط.

والحال ذاته ينسحب على السموع الذي خسر مباراته مع يطا نظرا لفارق الخبرة مع أن الفريق اليطاوي لعب منقوصا معظم اللقاء، كما أن السموع دفع ثمن المبالغة في الاندفاع بتلقّي ثلاثة أهداف من الأنصار في آخر لقاء رغم الفوز، فإنجاز السموع بالصعود وما يقدمّه الفريق من أداء يجعله منافسا قويّا على الصعود لكن هذا لا يعني أن يكون الفريق مطالبا بالصعود وهو الصاعد للتوّ من درجة إلى درجة أعلى بعد موسم مارثوني برفقة شباب دورا.

بصراحة: رفع سقف الطموحات ليس عيبا، وهو حقّ مشروع، لكن المبالغة فيه، والمطالبة بتحقيق إنجاز جديد يفقد الإنجاز السابق بريقه، ويضع المزيد من الضغوط على كاهل الفرق، وهذه النقطة يجب أن تعيها الجماهير، وكذا الداعمون، ودون ذلك ستكون خسارة كل نقطة من نقاط الدوري سببا في إثارة جدل كان بالإمكان تحاشيه وتلافيه.

الخضر قادر، ودورا والسموع ، لكن بشرط تجنيب هذه الفرق الضغط المبالغ فيه، وبدلا من الاحتفاء بموسم أول في درجة أعلى صار الواقع مزيدا من الضغوط المتواصلة!!!!


المنتخب الوطني الأول، والتجديد
مع مرور 5 جولات من عمر دوري المحترفين، يبدو الطموح بأن يكون هناك تجديد في بنية المنتخب الأول بعد أن قدّم بعض الوافدين مردودا طيبا عكس ذاته في المباريات، يبدو الطموح واقعيا، فلو دققنا النظر في مردود الغزلان والعميد والخضر – لأنها الفرق الأكثر اسقطابا للاعبين الجدد الوافدين- لوجدنا أن الوافدين الجدد علامات فارقة ويمكن استثمارها لصالح الإعلان عن تجديد في بنية المنتخب.

خلال 5 جولات من عمر الدوري قدّم الحارس غانم محاجنة نفسه، ومعه زبيدات والزيناتي ومناع من الغزلان، فيما كان موسى شعبان وعدي درواشة لامعين في صفوف العميد، وكان لعلي عدوي ومحمد جمال دور مع الخضر، في حين برز ليث خروب مع البيرة، والمسارعي مع الهلال، وأردنية مع بلاطة، وعودة العتال باتت ضرورة تمليها طبيعة المردود الرائع للاعب البارع.

هذه الأسماء مع بعض الأسماء الموجودة، وبوجود أشرف نعمان والعمور وخضر يوسف والبهداري تشكّل ضمانة بالتجديد في المنتخب في حال ضم لاعبين من دوري غزة، ولعل مستوى الوافدين الجدد للدوري أكبر حافز للتجديد في العناصر.

بعض اللاعبين في الدوري يبدعون مع فرقهم لكنهم لا يقدمون الحد الأدنى المفترض مع المنتخب، بل وتراجع دورهم حتى في أنديتهم، فلماذا الإبقاء عليهم؟

استحقاق بطولة التحدّي يفرض ذاته علينا وعلى مستوى الاستعداد، وخوض مباريات هو الخطوة الرئيسة في الإعداد وفرز تشكيلة ثابتة بغض النظر إن كانت تركيبتها تميل لصالح الموجودين حاليا أو الجدد.

المدرب القدير جمال محمود قادر على إيجاد توليفة تقدّم أوراق اعتمادها كمنتخب منافس، والتغيير يؤتي أكله ولو بعد حين، هذا على الأقل ما برهنته تجربة بعض الفرق في المحترفين والمحترفين جزئي، ونأمل أن يتجدد منحى استضافتنا لمنتخبات عريقة وقوية لنحقق جذبا جماهيريا طموحا من جهة، ولنوفّر في الوقت ذاته فرصة للاحتكاك القوي للمنتخب.

كل التوفيق لمنتخبنا الأول، ونأمل أن ينجح منتخب الشباب اليوم في تحقيق نتيجة طيبة أمام البحرين بعد أن ظل استثمارنا لعاملي الأرض والجمهور معدوما.