|
بعد فشل الحرب على لبنان : الاجهزة الامنية الاسرائيلية تتبادل الاتهامات حول الفشل الاستخباري في قضية شاليط
نشر بتاريخ: 14/05/2007 ( آخر تحديث: 14/05/2007 الساعة: 21:08 )
بيت لحم - معا- تبادلت الاجهزة الامنية الاسرائيلية الاتهامات القاسية حول فشلها في الحصول على معلومات استخبارية تحدد مكان احتجاز الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط .
وقالت صحيفة معاريف ان قيادتي الشاباك والجيش تتبادلان الاتهامات حول فشلها في الحصول على معلومات استخبارية تحدد مكان الجندي الاسير فيما اعتبرته الصحيفة قمة جبل جليد الخلافات الحادة التي تدور بين القيادتين خلف الكواليس . واضافت الصحيفة ان الجيش الاسرائيلي يتهم الشاباك بعدم التعاون الاستخباري والاستخواذ على المعلومات لنفسه فيما اتهم الشاباك اجهزة الاستخبارات التابع للجيش بالاهتمام بالجبهة الشمالية على حساب قضية الجندي الاسير متهما وزير الجيش باصدار اوامره بضرورة الاهتمام بقضية الجندي بعد اشهر طويلة من اسر شاليط . وذكرت الصحيفة ان رئيس الاركان الجديد غابي اشكنازي نجح منذ توليه قيادة الاركان في تحسين الاجواء السائدة بين الاجهزة الامنية وتلطيف العلاقات بين قياداتها التي توترت على خلفية الفشل الاستخباري الذي واكب عملية اسر الجندي طيلة الاشهر الماضية . واشارت الصحيفة الى ما اسمته بالفشل والاخفاق في التعامل مع قضية الجندي الاسير وقالت " ان الجيش والشاباك يحاولان اعطاء الجمهور الخارجي صورة بان كل شيئ يسير وفق المعهود من العمل الاستخباري لكن كلمة فشل واخفاق باتت تسمع داخل الغرف المغلقة بصوت قوي حيث ان الجهة التي تحتجز الجندي معروفه جيدا لدى قوات الامن وكذلك المنطقة المحتجز داخلها " قطاع غزة " تعتبر منطقة محدودة وتخضع لرقابة اسرائيلية على مدار الساعه ومع ذلك لا تمتلك الاجهزة الامنية اي معلومة او رأس خيط قد يقودها الى مكان احتجازه بعد اكثر من 11 شهرا على اسره ". واستطردت الصحيفة ان المؤسسة الامنية ورغم ما تحاول اظهاره من جهود ومساعي استخبارية باتت تتبادل الاتهامات بشكل قاس حول ما تسميه الفشل والاخفاق الاستخباري ويحاول كل جهاز القاء المسؤولية عن هذا الفشل على الجهاز الاخر . وانفجرت العاصفة وفقا لوصف الصحيفة في اعقاب نهاية الحرب على لبنان حين اكتشف الجيش ان جهاز الشاباك لم يزوده باي معلومة منطقية وواقعية حول وجود الجندي الاسير الامر الذي رد عليه الشاباك بالادعاء بان المؤسسة الامنية لم توفر له الوسائل والامكانيات المطلوبه لانجاز هذه المهمة وتقدم بمطالب محددة جدا ورغم تزويده بالوسائل التي طلبها لم يوفر حتى الان ولو معلومة صغيرة جدا عن مكان احتجاز الجندي . واتهمت اوساط رفيعة المستوى داخل المؤسسة الامنية جهاز الشاباك بعدم اقامة طاقما خاصا للتحقيق في قضية الجندي الا بعد وقت طويل من عملية الاسر الامر الذي اضاع وقتا ثمينا جدا وحتى بعد اقامة هذا الطاقم رفضت الشاباك حتى الان اشراك اي جهة عسكرية تابعة للجيش فيه الامر الذي وصف داخل الجيش بغير المقبول وغير المنطقي . واضافت المصادر العسكرية ان الشاباك ينظر الى قضية شاليط كمشروع خاص به ويرفض اشراك الجيش في هذا المشروع الخاص ويعتبر نفسه الجهة الوحيدة المسؤولة عن تحديد مكان الجندي وهي من يتحمل النتائج سواء كانت ايجابية او سيئة . ورفضت اوساط في جهاز الشاباك الانجرار الى لعبة الاتهامات واكدت مصادر في طاقم التحقيق الخاص ان المعلومات التي يتم الحصول عليها يتم نقلها بشكل فوري لكافة الجهات الامنية ذات الاختصاص واصفه التعاون الجاري بينها وبين الجيش والاستخبارات العسكرية بالايجابي . ولعبت الظروف الميدانية لمصلحة جهاز الشاباك ومكنته من احتكار التحقيق في قضية الجندي حيث اندلعت بعد ثلاثة اسابيع من اسره الحرب على لبنان مما ترك الساحه الاستخبارية مفتوحه امام الشاباك في ظل انشغال باقي الاجهزة بما يحدث على الحدود الشمالية وفقط مع اقتراب نهاية عام 2006 اشتكى الشاباك من نقص المصادر والوسائل الاستخبارية التي تمكنه من متابعة قضية شاليط وجرى عرض القضية امام وزير الجيش للبت فيها ولكن بيرتس لم يجتمع او يناقش هذا الموضوع الا خلال شهر شباط 2007 وقرر منح قضية الجندي الاسير افضلية استخبارية والاهتمام بها وخصص لجهاز الشاباك الذي مارس ضغوطا على وزير الجيش وسائل استخبارية جديدة وعزز امكانيات الجهاز مما يعني ان قضية شاليط لم يتم التعامل معها استخباريا بشكل جدي الا بعد ما يقارب العام من اسره الامر الذي ينظر اليه كفشل واخفاق استخباري كبير وبكلمات اخرى لم يكن حتى قبل ثلاثة اشهر اي جهود استخبارية جدية لتحديد مكان احتجاز الجندي . ولا ينقص المؤسسة الامنية متصيدي الفشل الذين يجهدون الى الاشارة الى مواقع الاخفاق والذين وصفوا قضية الجندي الاسير بالفشل الذي يتلو الفشل حيث حددوا بعض جوانب الاخفاق والارتباك في التعامل معها بالشروع بالمفاوضات مع اسري الجندي بعد اسابيع من عملية الاسر بواسطة فريق تفاوض تابع لهيئة الاركان ولم يتم تعيين المفاوض "عوفر ديكل " الذي يمثل مكتب رئيس الوزراء الا بعد فترة طويلة وهو من قلب السياسة الامنية رأسا على عقب حيث اعتمد جهاز الشاباك سياسة العملية العسكرية البرية المتدحرجة والتي تهدف الى خلق ضغط كبير على المجموعة التي تحتفظ بالجندي وعلى حركة حماس كطريقة للحصول على معلومات تتعلق بالجندي الاسير وبعد ذلك بات الشاباك من اكثر المعارضين لعملية عسكرية برية حيث اعلن رئيسه يوفال ديسكن معارضة شاملة لمثل هذه العملية مما يشير الى ارتباك الشاباك . وخلصت الصحيفة الى ان التوتر بين الجيش والشاباك والذي بدأ حتى قبل اندلاع الحرب على لبنان كان احد العوامل التي ادت الى سوء العلاقات بين رئيس الشاباك ورئيس الاركان السابق دان حالوتس حيث سادت علاقات تعاون سيئة جدا بين الطرفين سواء على صعيد المعلومات او حتى العمل الميداني او فيما يتعلق بقضية الجندي . |