|
خبير بيئي: نحتاج الى التقنية الخضراء من اجل تحقيق التنمية المستدامة
نشر بتاريخ: 13/10/2013 ( آخر تحديث: 13/10/2013 الساعة: 08:57 )
رام الله- معا- دعا الخبير البيئي الدكتور عقل ابو قرع الى اعتبار الحفاظ على البيئة الفلسطينية اولوية وطنية في خطط التنمية الفلسطينية البشرية والاقتصادية.
واوضح ان من سمات البيئة الفلسطينية ان المصادر الطبيعية، من مياه وارض وحيز محدودة، وان المساحة الجغرافية ضيقة وتضيق باستمرار، وان كثافة البشر في تلك البقعة مرتفعة وربما من اعلى النسب في العالم وخاصة في قطاع غزة، وان ازدياد البشر وبالتالي نشاطات البشر وما ينتج عن ذلك من نفايات وبانواعها في تصاعد مستمر. ويصادف الرابع عشر من تشرين اول من كل عام ما يعرف ب"يوم البيئة العربي"، حيث يتم الاحتفال به في هذا اليوم لمناسبة انعقاد المؤتمر الوزاري الأول لمسئولي البيئة بالدول العربية في تونس في نفس اليوم من عام 1986، ومنذ ذلك الوقت تتبنى جامعة الدول العربية شعار محددا للاحتفال في يوم البيئة العربي، وقد تم تبني شعار " نحو تقنية خضراء لتحقيق تنمية مستدامة" ليكون شعارا " ليوم البيئة العربي 2013"، والهدف منة هو زيادة التوعية باهمية البيئة وانعكاساتها على مجالات الحياة المختلفة، وخاصة التنمية المستدامة، "وتم تبني شعار هذا العام لإبراز الأهمية القصوى للتعاون بين كل فئات المجتمع العربي بغرض التوجة اكثر نحو الممارسات الاقتصادية الخضراء، وبالتالي تحسين الأوضاع البيئية العربية. واوضح الدكتور ابو قرع ان دول العالم باتت تتوجة اكثر نحو التقنية الخضراء، وباتت تقدم الحوافز والجوائز وحتى تسن القوانين التي تضمن اعمالا خضراء، لا تضر البيئة ، ولكن قي بلادنا ما زلنا نرى النفايات في الشوارع، وما زلنا نستخدم المبيدات الكيميائية بشكل مكثف وغير امن، واصبحت مياة غزة الجوفية مالحة وربما ملوثة وما زالت التقارير تشير الى ان اكثر من 95% من المياة في غزة هي مياة غير صالحة للاستهلاك البشري، وهذا يدعونا الى البدء بارساء ثقافة الممارسات" الخضراء"، التي تأخذ حماية البيئة بعين الاعتبار. واردف الدكتور ابو قرع انة من اجل السير نحو ما بات يعرف ب " الاقتصاد الاخضر"، فالمطلوب تضافر او تكامل اعمال "سلطة جودة البيئة"، الجهة الرسمية او العنوان الرسمي لحماية البيئة الفلسطينية، والاعمال التي تقوم بها المؤسسات غير الرسمية، من منظمات غير حكومية او اهلية او جامعات او مراكز ابحاث ،وان تقوم سلطة البيئة بتنسيق وترشيد اتفاقيات ومشاريع وبرامج هذه الجهات مع الجهات المانحة، سواء اكانت دول او منظمات دولية تتبع الامم المتحدة او اوروبا او غيرها من التجمعات الدولية او الدول منفردة، بشكل يتم انفاق هذه الاموال في الاطار الصحيح وللاستفادة القصوى، ولكي تصب في اطار الاحتياجات الحقيقية للبيئة الفلسطينية، وفي ظل التوجة نحو الممارسات الخضراء. واشار الدكتور ابو قرع الى اننا نحتاج الى خطة عمل بيئية وطنية، تعتمد على الحقائق لتحديد متطلبات التدخل، وهذا يعني اجراء الفحوصات لعينات بيئية من خلال مختبرات مؤهلة سواء اكانت تتبع جهات رسمية او غير رسمية، ومن خلال دراسات تقييم علمي وموضوعي للاثر البيئي لمشاريع او لاعمال يمكن ان تؤثر على البيئة، ومن خلال تفعيل المراقبة والمتابعة لقضايا بيئية، ومن خلال تفعيل العلاقة والتواصل مع المواطن الفلسطيني الذي هو الاساس في العمل من اجل حماية البيئة التي فيها يحيا. ودعا الدكتور عقل ابو قرع وفي ظل الاحتفال ب "يوم البئة العربي"، للنظر الى البيئة الفلسطينية بشكل اوسع ومن خلال اهمية التعاون في مجال البيئة وحل قضاياها مع المحيط العربي الذي نحيا فية، حيث ان مشاكل البيئة لا تعرف الحدود، والاستفادة كذلك من خبرات المنطقة، سواء في مجال المياة او الهواء او التصحر واثر التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، والانتاج الزراعي او التخلص من النفايات، وهذا يعني وجود علاقات تعاون عربية ودولية، والاستفادة من البرامج الدولية وتأطيرها لحماية البيئة الفلسطينية. واوضح الدكتور ابو قرع اننا نحتاج الى تطبيق حازم للقوانين الفلسطينية المتعلقة بحماية البيئة، سواء اكان قانون البيئة الفلسطيني لعام 1999، او قانون الصحة المتعلق بالبيئة، او قانون حماية المستهلك الفلسطيني، بشكل يعطي الغرض من اصدارة، وبأن يتم محاسبة وبشكل رادع وعملي من يلوث البيئة بالنفايات الصلبة، او بالمياة العادمة، او من يلوث الهواء بالغازات والمواد الكيميائية، او يلوث المياة الجوفية بالاسمدة، او يلوث المنتجات الزراعية بالمبيدات، وما الى ذلك، وبحيث تطبق القوانين بأيدي الشرطة او سلطة البيئة او البلديات. وأضاف الدكتور ابو قرع ان من فوائد بلادنا، اننا نحصل على الشمس وبالتالي على الطاقة او الحرارة او الدفء الناتج عنها، بشكل مجاني، ولفترة طويلة خلال السنة، وهذه ميزة لا تنعم بها دول او مجتمعات كثيرة، ومعروف ان اكثر من 70% من البيوت في بلادنا تستخدم الشمس لانتاج الحرارة او لتسخين المياه. واضاف ان هذه الطاقة الخضراء او الطاقة المتجددة، اي التي لا تنضب، والنظيفة التي لا تلوث البيئة من هواء ومياة وارض وبالتالي الانسان،والاقتصادية، اي التي لا تكلف كثيرا، هي البديل للطاقة الحالية، التي تعتمد على النفط ومشتقاتة او على الفحم، والتي في العادة تتناقص ومن ثم تنضب مع الزمن، والتي هي طاقة غير نظيفة، اي تؤثر على البيئة المحيطة بها، حيث يمكن ان تلوث الهواء، ومصادر المياة والطعام. وان هناك العديد من الدول التي قامت باعتماد خطط وتبنت استراتيجيات تهدف الى الاستغناء عن مصادر الطاقة التقليدية من فحم ونفط، والانتقال التدريجي الى استخدام تكنولوجيا الطاقة و مصادر الطاقة النظيفة او المتجددة مثل الطاقة الناتجة عن الشمس اومن الرياح، وهذا الذي من المفترض ان تبدأ بالتوجة نحوة خطط الحكومة الفلسطينية خلال السنوات القادمة. واضاف د. ابو قرع الى ان موضوع ادارة النفايات الصلبة ومن ضمنها النفايات الطبية هو من اهم المواضيع التي يجب التعامل معها، حيث ان ذلك يعتمد وبالاساس على مبدأ التقليل من النفايات قبل التفكير في وسائل التخلص منها، ومن الامثلة على ذلك هو عدم استخدام الاكياس البلاستيكية عند شراء الاغراض من المحلات، وعوضا عن ذلك استعمال الاوعية من القماش التي يعاد استخدامها، ومن الامثلة الاخرى لتقليل النفايات هو شراء الادوات التي يتم اعادة استخدامها، ولا يتم التخلص منها فقط بعد مرة واحدة من الاستخدام، اما من الطرق التي ممكن اتباعها للتخلص السليم من النفايات هو فصلها في البيت، وعلى سبيل المثال سلة لبقايا الطعام، واخرى للبلاستيك، وللزجاج، وللورق والكرتون، وهكذا ومن ثم عملية التخلص السليم من النفايات الصلبة على المستوى الوطني بعيدا عن الاثار البيئية والصحية. |