وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دمج: مصلحة المعتقلات الإسرائيلية لم تقل الحقيقة حول عدد الأسرى العرب

نشر بتاريخ: 13/10/2013 ( آخر تحديث: 13/10/2013 الساعة: 10:31 )
رام الله -معا- أكد ناصر دمج الباحث في موضوع الأسرى الفلسطينيين والعرب، على أن الأرقام التي أعلنتها مصلحة المعتقلات الإسرائيلية، في تقريرها الإحصائي الأخير والصادر في يوم 8 تشرين الأول 2013م حول عديد الأسرى العرب في المعتقلات الإسرائيلية، تنطوي على تضليل متعمد حول العدد الراهن والحقيقي لأسرى دول الجوار العربي لفلسطين في المعتقلات الإسرائيلية.

وأفادت إحصائية المصلحة المذكورة بأن عدد الأسرى العرب في معتقلاتها المختلفة ممن أسمتهم بـ [أسرى من خارج المنطقة ]. هو 31 أسيراً فقط، في حين أنه كان وما زال مؤكداً بأن عدد الأسرى المثبت وبالأسماء هو (81 أسيراً) موزعين على النحو التالي: 22 أسيراً أردنياً و53 أسيراً مصرياً وأربعة أسرى سوريين وأسير لبناني واحد.

ويضاف إلى هذا العدد 100 أسير مصري مفقود منذ عام 1967م، و 29 أسيراً أردنياً مفقودين منذ عام 1967م أيضاً. و60 أسير فلسطيني وسوري ولبناني آخرين.

ثبت بأسماء الأسرى الأردنيين في المعتقلات الإسرائيلية إلى نهاية النصف الأول من عام 2013م

الرقم الاسم البلد تاريخ الاعتقال الحكم
1 عبد الله غالب البرغوثي الأردن 2002م 67 مؤبد
2 سامر حلمي البرق الأردن 2010 إداري
3 علاء سمير يوسف حماد الأردن - -
4 منير طلال سعيد قاسم الأردن - -
5 علي شريف نزال الأردن - -
6 منير عبد الله مرعي الأردن - -
7 عمر صبري قاسم عطاطرة الأردن 1994م -
8 عبد الله نوح أبو جابر الأردن - -
9 ناصر نافذ صالح دراغمة الأردن - -
10 محمد عارف عبد الله الفقهاء الأردن - -
11 محمد فهمي إبراهيم الريماوي الأردن - -
12 هشام أحمد كعبي الأردن - -
13 مرعي صبح جودة أبو سعيدة الأردن - -
14 رياض صالح مصطفى عبد الله الأردن - -
15 أكرم عبد الكريم علي زهرة الأردن - -
16 محمود خليل عبد الرحيم شناعة الأردن - -
17 رأفت وليد عبد القادر عسعوس الأردن - -
18 أنس راشد أحمد الحثناوي الأردن - -
19 حسن حسين جمعة بدوي الأردن - -
20 حمزة محمد يوسف عثمان الأردن - -
21 أياد رشيد أبو عرجة الأردن - -
22 حمزة الدباس الأردن - -
23 أحمد محمد عبد الهادي خريس الأردن 2002م 17 سنة

ثبت بأسماء الأسرى المصرين في المعتقلات الإسرائيلية إلى نهاية النصف الأول من عام 2013م

الرقم الاسم الجنسية تاريخ الاعتقال الحكم وملاحظات إضافية
1 موسى عيد مطير جديع الجديعى مصر/ سيناء
أسر في 9 تشرين الأول 1973م من قبيلة الصوالحة الحربية، مجهول الحكم
2 جديع عيد مطير جديع الجديعى مصر/ سيناء أسر في 11 تشرين الأول 1973م من قبيلة الصوالحة الحربية، مجهول الحكم
3 زاير صالح سالم حماد أبو تليل مصر/ سيناء أسر في عام 1971م
من قبيلة العليقات، مجهول الحكم
4 عواد عودة سلمى سلمان الزميلى مصر/ سيناء أسر في عام 1973م
من قبيلة العليقات، مجهول الحكم
5 زيد سليمان سلامة أبو عكفة مصر/ سيناء أسر في عام 1974م
من قبيلة الأحيوات، مجهول الحكم
6 مراحيل سلمان هويشل مصر/ سيناء أسر في عام 1974م من قبيلة الأحيوات، مجهول الحكم
7 محمود سليمان سلام سواركة مصر/ العريش تموز/1977م 4 مؤبدات
8 مسلم سلامة المطربين مصر/سيناء - -
9 سلامة جهافطة الطرابين مصر/سيناء - -
10 شنيوي عزازمة مصر/سيناء - -
11 سلمان عزازمة مصر/سيناء - -
12 أيمن يونس مصر/سيناء - -
13 مساعد إبراهيم بركات مصر/سيناء 18/1/2006م 12 سنة
14 عيد عويضة سواركة مصر/سيناء 2004م 13 سنة
15 صباح سويلم ترابين مصر/سيناء 2006م 6 سنوات
16 مسلم موسى بريكات مصر/سيناء 2005م 7 سنوات
17 نايف سالم طه مصر/سيناء 2005م 8 سنوات
18 حسين شحدة بريكات مصر/سيناء 2006م 11 سنة
19 عبد الله هويشل بريكات مصر/سيناء 2006م 14 سنة
20 أحمد سوالمة سواركة مصر/سيناء 2009م 9 سنوات
21 سليمان سالم سواركة مصر/سيناء 2009م 9 سنوات
22 سلمان شتيوي بريكات مصر/سيناء 2006م 8 سنوات
23 محمد شحاتة السيد مصر/سيناء 2004م 14 سنة
24 سلام علي الترابين مصر/سيناء 2004م 10 سنوات
25 فريح سلمان بريكات مصر/سيناء 2008م -
26 سعد بريكات مصر/سيناء 2008م 10 سنوات
27 مهنا رميلات مصر/سيناء 2004م 8 سنوات ونصف
28 ياسر سواركة مصر/سيناء 2004م 12 سنة
29 علي محمد سواركة مصر/سيناء 2004م 9 سنوات
30 حسين سواركة مصر/سيناء 2008م -
31 زكريا كفارنة مصر/سيناء 2002م 20 سنة
32 عاطف أحمد قديح مصر/الشرقية 21/1/2000م مؤبد
33 سليمان سالم زياد الترابين مصر/سيناء - موقوف
34 سليمان عبد الله الترابين مصر/سيناء - موقوف
35 حسين سالم حسان مصر/سيناء - موقوف
36 إسماعيل سليمان طه مصر/سيناء - موقوف
37 إسماعيل سليمان الطرش مصر/سيناء - موقوف
38 مسلم موسى بريقات مصر/سيناء - موقوف
39 يونس جاد الله الترابين مصر/سيناء - موقوف
40 أشرف عبد الله سولا مصر/سيناء - موقوف
41 حسين فريد فرج الله مصر/سيناء - موقوف
42 محمد صالح بنيات مصر/سيناء - موقوف
43 ربيع سليمان طه مصر/سيناء - موقوف
44 سلمان شتيوي بركات مصر/سيناء - موقوف
45 علي حسن سواركة مصر/سيناء - موقوف
46 بارق علي سوراكة مصر/سيناء - موقوف
47 سعد علي سواركة مصر/سيناء - موقوف
48 حسين شحادة سواركة مصر/سيناء - موقوف
49 عيد سليمان سواركة مصر/سيناء - موقوف
50 فايز عبد الرحيم النعيمات مصر/سيناء - موقوف
51 محمد سليم أنجور مصر/سيناء - موقوف
52 صلاح أحمد أنجور مصر/سيناء - موقوف
53 مهنا سلامة عرام مصر/سيناء - موقوف
لا توجد لائحة واضحة ومفصح عنها بأسماء الأسرى المصريين المتبقين وعددهم ثلاثة عشر أسيراً لا من إسرائيل ولا من السلطات المصرية

ثبت بأسماء الأسرى السوريون في المعتقلات الإسرائيلية إلى نهاية النصف الأول من عام 2013م

الرقم الاسم البلد تاريخ الاعتقال الحكم
1 شام كمال شمس سوريا/الجولان - 13 سنة
2 ماجد فرحان الشاعر سوريا/الجولان - 5 سنوات
3 فداء ماجد الشاعر سوريا/الجولان - 8 سنوات
4 إياد جميل الجوهري سوريا/الجولان - موقوف

وهناك ملف ملاصق لملف الأسرى العرب، هو ملف (المفقودين من الأسرى العرب والفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية)، سواء في معتقلات ومنشآت مصلحة المعتقلات الإسرائيلية العامة نفسها، أو في معتقلات أجهزة الاستخبارات، كالمعتقل السري رقم (1391) وهو: منشأة مجهولة الموقع لكنها تحمل هذا الرقم، مبنية من الإسمنت وسط قرية استيطانية (ما)، لأنها محاطة بالأشجار الحرجية والجدران المرتفعة. وذلك وفقاً لشهادات العديد من الأسرى الفلسطينيين والعرب المحررين، والصحفيين الدوليين والإسرائيليين، ويبدو المعتقل (1391) من الخارج كأي مركز شرطة بناه البريطانيون إبان احتلالهم لفلسطين (مقاطعة)، له برجي مراقبة يوفران الحراسة العسكرية والمراقبة المكثفة لمحيطه، ووفقاً لشهادات أدلى بها أسرى محررين من ذلك المعتقل تفيد بأنه مزدحم بالأسرى المجهولين، وهو واحد من سلسلة منشآت مشابه أنشأتها أجهزة المخابرات الإسرائيلية، لحجز الأسرى الفلسطينيين والعرب ومن جنسيات أخرى، وكشف النقاب عن هذه المعتقلات لأول مرة في عام 2002م.


ونشرت صحيفة يديعوت أحرنوت، وصفاً ذي قيمة للمعتقل المذكور، وقالت " إنه يعتبر قاعدة تستخدم للتحقيق مع الأسرى الخطيرين، وجنود الجيوش المعادية الذين يقعون في أسر القوات الإسرائيلية "، وفيه تم التحقيق مع منفذي عملية الساحل الشهيرة (مجموعة دلال المغربي)، والفدائيين الذين حاولوا تفجير طائرة العال في مطار نيروبي، وهو يتبع شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي. ويقوم جنود الشرطة العسكرية بكافة الخدمات اللوجستيه فيه، مثل نقل المعتقلين منه وإليه، واقتيادهم من غرفهم تحت الأرض إلى غرف التحقيق، إضافة إلى نقل كافة احتياجاته الأخرى، فيما يقوم بأعمال التحقيق محققون من شعبة الاستخبارات العسكرية ومساعديهم من الموساد والشاباك، وجميعهم مختصون بالتحقيق مع الأسرى.
رغم ذلك ما زالت إسرائيل تتكتم على مكان وجوده، ولا تسمح لأحد بما في ذلك المنظمات الدولية بزيارته أو تفقد الأسرى داخله، وأخبرنا العديد من الأسرى المحررين من تلك المعتقلات بأسماء عديدة لمعتقلات مشابه مثل معتقل باراك، ومعتقل صرفند، الذي يقع في قاعدة (ترفين) العسكرية بالقرب من تل أبيب، ومعتقل رقم 1091، ومعتقل عتليت.

أخذين بعين الاعتبار بأن العديد من الأسرى العرب المفقودين، شوهدوا أحياء يرزقون داخل معتقلات مصلحة المعتقلات الإسرائيلية العامة، مثل الأسير المصري المفقود (موسى عيد مطير) والأسير (جديع الجديعي)، من قبيلة الصوالحة الحربية، الذي أسر في 9 تشرين الأول 1973م، والأسير (جديع عيد مطير جديع الجديعي)، من قبيلة الصوالحة الحربية، الذي أسر في 11 تشرين الأول 1973م، والأسير (زاير صالح سالم حماد أبو تليل) من قبيلة العليقات، الذي أسر في عام 1971م، والأسير (عواد عودة سلمى سلمان الزميلي) من قبيلة العليقات والذي أسر في عام 1973م، والأسير (زيد سليمان سلامة أبو عكفة) من قبيلة الأحيوات وأسر في عام 1974م، والأسير (مراحيل سلمان هويشل) من قبيلة الأحيوات الذي أسر في عام 1974م.

والأسير (محمود أبو سرية) من مخيم جنين، والمواطنين (عادل وعماد عوض الله) من رام الله، و(معتز النواتي) من قطاع غزة و (يونس مبارك حسن أبو ستيتان) من قطاع غزة أيضاً، والذي اعتقلته إسرائيل حياً في عام 1968م وأنكرت وجوده في معتقلاتها بعد ذلك، علماً أن الأسير المحرر، والشهيد لاحقاً (يوسف العرعير) أبلغ ذويه قبل استشهاده بمقابلته (ليونس) حياً في نهاية عام 1969م في معتقل عسقلان، وورود أسمه ضمن قائمة تبادل الأسرى (صفقة الجليل عام 1985م)، والأسرى الأردنيين حسن داود سليمان شوشاري الذي اعتقل في عام 1968م واختفت آثاره بعد ذلك، وبحثت والدته عنه في عام 1987م في فلسطين، وعام 2007م بمساعدة الصليب الأحمر ولكن بلا أي نتيجة، و (يوسف الرواشدة)، و (محمد فريج)، والمواطن اللبناني (يحيى سكاف) وغيرهم.

أدلة إضافية لمطالبة إسرائيل بالكشف عن مصير الأسرى المفقودين

على الرغم من عدم وجود إحصائيات نهائية وحاسمة، حول عدد الأسرى العرب الذين دخلوا إسرائيل واختفت آثارهم فيها بعد ذلك، إلا أن البيانات المتوفرة من خلال إفادات ذويهم وإفادات أسرى محررين مروا بتلك المعتقلات شاهدوا أسماء بعض المفقودين محفورة على جدران زنازين معتقلات عتليت، وصرفند، وبتاح تكفا، والجلمة، وتبادل بعض الأسرى المحررون الحديث مع أولئك الأسرى الذين لم تظهر لهم أسماء في سجلات الصليب الأحمر، أو سجلات مصلحة المعتقلات الإسرائيلية العامة وبيانات الجيش الإسرائيلي، وأفاد العديد من الأسرى المحررين بأنهم تحدثوا مع أسرى فلسطينيين من عرب الـ 48 وأسرى لبنانيون ومصريون، وطلب هؤلاء من محدثيهم أن يبلغوا العالم بأن إسرائيل تنكر وجودهم وهم أحياء، وتستخدمهم فئران تجارب على الأدوية العسكرية وخلاف ذلك، وهو الأمر الذي أكد على وجوده حزب ميرتس الإسرائيلي عندما قدم استجواباً في الكنيست لوزير الصحة في عام 1985م مستفسراً فيه عن سبب سماح الوزارة للجهات الأمنية بزيادة نسبة التجارب الطبية على المعتقلين العرب.(المصدر- الأسير المحرر سلطان العجلوني، جريدة القدس 1985م).

حيث تمارس إسرائيل الرسمية هذا المسلك منذ سنين طويلة ماضية بحجة الدواعي الأمنية العليا للدولة، وتحت هذه الحجة تقوم أجهزة الأمن الإسرائيلية بما تريد، وهذه الحقيقة موثقة في تقارير تصدرها منظمات حقوقية في إسرائيل نفسها، وتدعم القيادة السياسية، ومعها الرأي العام ووسائل الإعلام، هذه الممارسات التي يحتج عليها بعض المحللين الآن، ويؤكدون أنها ممارسات تلائم دول ظلامية واستبدادية.

واللافت حاليًا أن وسائل الإعلام ومحللين وسياسيين أيضًا، في إسرائيل، تفاخروا في الماضي بأن المخابرات الإسرائيلية اختطفت فلسطينيين ولبنانيين وعرباً، وحتى يهوداً مثل خبير الذرة مردخاي فعنونو، وزجت بهم في السجون بصورة سرية، بينما يتباكون الآن على "ممارسات تلائم دولاً ظلامية واستبدادية" في قضية السجين أكس ". (المصدر- المركز الفلسطيني للدارسات الإسرائيلية مدار، تقرير خاص بعنوان "إسرائيل ترفض كشف أسباب اعتقال السجين أكس": اختفاء أشخاص في إسرائيل واعتقالهم بصورة سرية ليست حالة نادرة في إسرائيل وطالت في الماضي مسؤولين إسرائيليين كبار! بتاريخ 21/2/2913م).

وفي أحدث إشارة على وجود هذه الحقيقة توجهت مجموعة من أهالي الأسرى المفقودين المصريين للرئيس المصري محمد مرسي بمذكرة دعته فيها إلى تحريك هذا الملف، وإلزام إسرائيل بالإفراج عن الأسرى المصريين المحتجزين في معتقلاتها منذ عام 1967م، وفي مقدمتهم الأسير (الحاج محمد) الذي وجهت له تهمة قتل جنود إسرائيليين أثناء قيامه بتفحص إحدى المناطق الحدودية بعد احتلال سيناء في حزيران 1967م، والأسرى المصرين الستة المذكورين عالية، ولهؤلاء الأسرى الستة قصة متابعة حثيثة ومقدرة من قبل أحفادهم تستحق أن نعرض لها في هذا الإيجاز حيزاً مناسباً، حسب ما أوردتها جريدة الشروق المصرية في عددها الصادر يوم الجمعة 26 نيسان 2013م.

حيث بدأت مساعي البحث عن الأسرى المفقودين، من قبل الحفيد (محمد أبو شعيشع) عن جديه موسى وجديع، فيقول في وصف جهوده التي بذلت للكشف عن مصريهم " لقد شعرت حين قامت ثورة 25 كانون الثاني 2011م أن الظلم رحل، وأن جميع الحقوق المنهوبة سوف ترد لأصحابها، وفكرت في فك أسر جدي، جديع، وأخيه موسى، وغيرهم، لقد جاءني هذا الشعور من واجب القرابة أولاً ومن الواجب الديني، ومن الواجب الوطني، لأنه تم أسرهم من أجل تحرير سيناء، لذا قررت الذهاب إلى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة ومطالبتهم بفك أسر هؤلاء الأبطال، لكن طموحي في الذهاب إلى السفارة لم يكتمل، لأن رجال الأمن المصريين المحيطين بالسفارة منعوني من الدخول بحجة أن موظفيها في عطلة رسمية، ثم قررت الذهاب إلى مجلس الوزراء وقدمت هناك طلباً كتابياً موجهة للدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء حينها، وبعد ذلك ذهبت إلى وزارة الخارجية، وبعدها إلي الأمانة العامة للمواطنين بوزارة الدفاع بالعباسية، وبعد مرور أكثر من عام لم يرد على أي مسئول حتى بمكالمة هاتفية، فقررت أن أعمل وقفة احتجاجية في سيناء، ولكن لم يرد علينا أحد، حتى جاءني شعور بأن مصر لا تعترف بأبطال حرب عام 1973م".

وعن الردود الأمنية المصرية يقول أبوشعيشع:" تم مخاطبة الجهات الأمنية عن طريق (شيوخ القبيلة) في بداية اعتقالهم، وباشر بذلك الراحل الشيخ المجاهد (سمحان موسى مطير الله)، وذلك مع بداية اعتقالهم، وكان رد المخابرات الحربية، أنها لا تريد إثارة الموضوع أو الضغط على إسرائيل لأن إسرائيل تعتبر هؤلاء المجاهدين بلا أهمية بالنسبة لمصر، وستخلي سبيلهم لوحدها، وكانت إجابة غير مقنعة بالمطلق، لأن الأسير (موسى عيد مطير)، تم اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية الخاصة، بعد نزولهم من طائرة هليكوبتر خلال الحرب في يوم 9 تشرين الأول 1973م، بالقرب من مدينة أبو ريديس، وعادت وحدة أخرى من القوات لاعتقال (جديع عيد مطير)، ومنذ ذلك الحين وهما في قبضة القوات الإسرائيلية، وبعدها بفترة وجيزة تم اعتقال ابن عمهم الشيخ عودة موسى مطير، وأكد أنه رأى أبناء عمه داخل المعتقلات الإسرائيلية خلال فترة اعتقاله التي لم تتجاوز 3 شهور ومن ثم تم الإفراج عنه.

ويضيف: " في ثمانينيات القرن الماضي قام عمى بمخاطبة الصليب الأحمر المصري وبعد عدة أشهر ردوا عليه بأنهم قاموا بمخاطبة الجانب الإسرائيلي، الذي أكدت لهم بأنه أفرج عنهم، وذلك بعد اعتقالهم بعدة أشهر"، وأضاف: "لقد اندهشت عندما سمعت بهذه الإجابة، فإذا كان هذا الكلام صحيحاً فأين ذهبوا، لكنه بكل تأكيد كلام كاذب وغير واقعي".

ويستكمل الحفيد أبوشعيشع روايته، قائلاً: " بعد نجاح الرئيس محمد مرسى ذهبت إلى قصر الاتحادية وتقدمت بطلب رسمي لمعرفة مصير هؤلاء الأبطال وهذا رقم الطلب 10234 بتاريخ 13 أيلول 2012م، وقالوا لنا بعد 15 يوما سنرد عليكم، لكننا لم نتلق أي رد، فقمنا بالاتصال بهم، فقالوا حولنا الموضوع إلى الجهات المعنية لدراسته".

وأضاف: " جاء الرد، لكن أكثر ما أدهشني فيه بل وأفزعني، هو ما كتبه الدكتور مرسى بالنص فجاء فيه " جاءني خطاب من ذوي المسجونين المصريين في المعتقلات الإسرائيلية، وأنني تحريت عن موضوعهم، واتضح لي بأنهم ليسوا من الجيش أو الشرطة أو القوات الخاصة أو المخابرات. رغم ذلك فلهم حق علي كرئيس جمهورية، لكنهم قاموا بأعمال غير شرعية ويقضون مدد الحبس في معتقلات إسرائيل، ورفض مرسى استخدام كلمة (أسرى) " في الإشارة إلى المصريين الموجودين في المعتقلات الإسرائيلية.

وتساءل أبي شعيشع الحفيد : "هل مصير من يدافع عن أرضه أن يترك أسيراً في المعتقلات الإسرائيلية، طوال 40 عاماً ".

ويتابع أبي شعيشع حديثه مؤكداً بأن أجداده على قيد الحياة، حيث قال: "لقد أكد لنا العديد من الأسرى المحررين من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي بأن جدي وغيره من الأسرى المصريين ومن جنسيات عربية أخرى ما زالوا على قيد الحياة، وقد أخبرتنا السيدة فدوى البرغوثي زوجة القائد الفلسطيني (مروان البرغوثي) بأن زوجها شاهد العشرات من الأسرى المصرين - كبار في السن - وطلبوا منه إيصال أخبارهم إلى من يهمه الأمر، وكذا فعل الأسير اللبناني المحرر سمير القنطار من خلال إفادة متطابقة مع إفادة السيدة البرغوثي. (المصدر- مصطفى سنجر، منسيون في غياهب السجون الإسرائيلية في ذكرى تحرير سيناء، جريدة الشروق المصرية في عددها الصادر يوم الجمعة 26 نيسان 2013م.) وتقدر المصادر المصرية عدد الأسرى المصريين في المعتقلات الإسرائيلية منذ ذلك الوقت فقط بـ 100 أسير (المصدر - مجلة الأهرام العربي، 7/9/2012م).

وذكّر الأسرى المصرين الرأي العام المصري والعربي بقضيتهم من خلال مذكرة جماعية وجهوها للرئيس المصري الجديد حازم الببلاوي مطالبينه بالعمل على إطلاق سراحهم من المعتقلات الإسرائيلية، حدث ذلك في 10 تموز 2013م، ونشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية نص تلك المذكرة التي جاء فيها " بأنه آن الأوان بعد سنوات من تجاهلهم لمبادلتهم بالجاسوس (عودة الترابين 32 عاما)" المحكوم بالسجن لمدة 15 عاما، قضى منها 13 عاماً، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وهو مصري بدوي من عشيرة الترابين التي تقطن سيناء، وهي العشيرة نفسها التي ينتمي إليها غالبية الأسرى المصريين.

ويعتقد العديد من المهتمين بحالة الأسرى والمفقودين الفلسطينيين والعرب، داخل المعتقلات الإسرائيلية بأن الجزء الأعظم منهم موجودين داخل المعتقلات السرية، وقسم آخر في دور للعجزة ومصحات عقلية بمدينة تل أبيب المعروفة باسم (دار المسنين)، وهي تشبه دار المسنين في قرية دير ياسين التي عثر فيها على الأسير (حسن اللبدي) بعد اعتقال متواصل لأكثر من أربعين عاماً متواصلة، أي من عام 1938- 1982م، (المصدر- الباحث نظمي الجعبة، وهو محاضر في التاريخ الإسلامي – جامعة بير زيت، ومدير مشارك في مركز المعمار الشعبي (رواق). تحقيق منشور في دورية حوليات القدس - العدد السادس/ شتاء 2008م صفحة 47- 60).

ومنذ بداية عام 1967م تقدمت 130 أسرة فلسطينية ببلاغات متتالية للمؤسسات الفلسطينية العاملة في مجال حقوق الإنسان ولمنظمة الصليب الأحمر، في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى إفادات منظمتي (جمعية أصدقاء المعتقل في الناصرة) و(لجنة الأسير الفلسطيني) في الداخل الفلسطيني المحتل، وتفيد جميعها باختفاء آثار أبنائهم بعد اعتقالهم من قبل الجيش الإسرائيلي.

كشف بأسماء الأسرى الأردنيين المفقودين منذ عام 1967- 2013م
الرقم الاسم ملاحظات
1 محمد عطية فريج منذ عام 1967- 2013م
2 ماجد أحمد خليف الزبون منذ عام 1967- 2013م
3 يوسف محمد أحمد الرواشدة منذ عام 1967- 2013م
4 عماد صدقي الزقزوق منذ عام 1967- 2013م
5 ليث أحمد الكناني منذ عام 1967- 2013م
6 ياسين بطمان الشوابكة منذ عام 1967- 2013م
7 محمد حسين أبو ملوح منذ عام 1967- 2013م
8 هاشم حسين خالد السكعفي منذ عام 1967- 2013م
9 موسى منصور القبيلات منذ عام 1967- 2013م
10 حاطب سليم أبو الهيجاء منذ عام 1967- 2013م
11 محمد شحادة أحمد المخارزة منذ عام 1967- 2013م
12 أحمد سليمان دلقموني منذ عام 1967- 2013م
13 محمد داود فليحان المبيضين منذ عام 1967- 2013م
14 هيكل منصور تركي الزبن منذ عام 1967- 2013م
15 سالم عيد ميسر الخوالدة منذ عام 1967- 2013م
16 عبد الحافظ عبد الله فريج الدهيمات منذ عام 1967- 2013م
17 إبراهيم يوسف خلف غرايبة منذ عام 1967- 2013م
18 محمد حمدان جليل الزيود منذ عام 1967- 2013م
19 محمد موسى إبراهيم زهران منذ عام 1967- 2013م
20 حسن داود سليمان شوشاري منذ عام 1967- 2013م
21 علي مصطفى مفلح بني هاني منذ عام 1967- 2013م
22 فلاح الحويطات منذ عام 1967- 2013م
23 عبد الناصر محمد موسى حامد منذ عام 1967- 2013م
24 يوسف محمد الأقطش منذ عام 1967- 2013م
25 أحمد فالح هيشان منذ عام 1967- 2013م
26 خالد علي عبد القادر كريشان منذ عام 1967- 2013م
27 موسى خليل نصار منذ عام 1967- 2013م
28 صالح ضيف السويركي منذ عام 1967- 2013م
29 خالد يوسف الخوالدة منذ عام 1967- 2013م

استنتاج
قبل الوصول إلى نهاية هذا الاستنتاج يلح على قارئ هذا الإيجاز سؤال في منتهى الأهمية وهو، ما الذي تريده إسرائيل من هؤلاء المفقودين ؟ ولماذا تواصل احتجازهم ؟

مما لا شك فيه بأن الإجابة اليقينية على هذا السؤال ينبغي أن نسمعها من إسرائيل كونها القائمة بهذا العمل، ولكن من خلال تحليل المعطيات يمكن تعليل التصرف الإسرائيلي بالأسباب التالية:
1- رغبة إسرائيل بالانتقام من هؤلاء الأسرى، بسبب الضرر البالغ الذي ألحقوه بالجيش الإسرائيلي خلال الاشتباك معه، وهو نفس السبب الذي يؤدي إلى احتجازها لجثث الشهداء في مقابر الأرقام، لكن التصرف مع هؤلاء الأسرى، هو دفنهم وهم أحياء يرزقون.
2- خشية إسرائيل من أن يقوم هؤلاء الأسرى بالحديث عن ما شاهدوه من مشاهد، وجمعوه من معلومات خلال التحقيق معهم، وهي بكل تأكيد أساليب غير مسبوقة نظراً لقرارها المسبق بتميز هؤلاء الأسرى عن غيرهم، ومن ضمن المعلومات التي من الممكن أن يكشف عنها هؤلاء الأسرى في حال تحررهم، أو حتى في حال اختلاطهم مع أسرى آخرين، المعلومات المتعلقة بالتجارب الطبية والعلمية التي يستخدمون فيها كفئران تجارب. أو كشف هوية أشخاص آخرين شاهدوهم خلال التحقيق من المحذور الكشف عن هويتهم.
3- لأن إسرائيل قامت فعليا بتصفية جزء من هؤلاء الأسرى، بعد أن استنفذت حاجتها منهم.

السؤال الثاني الأكثر إلحاحاً الذي قد يتبادر إلى ذهن القاري، والمتابعين لهذا الملف وفي مقدمتهم ذوي الأسرى المفقودين، هل ستواصل إسرائيل احتجازهم وإخفائهم ؟
الجواب، يمكن تحريرهم بطريقة ما، وهي المعاملة بالمثل، لغاية الآن ومن خلال متابعاتي لصفقات تبادل الأسرى، لم أعثر على أي إثارة مسبقة من خلال المفاوضات لهذا الملف من قبل الجانب العربي أو الفلسطيني، علماً إنه يستحق إفراد صفقة تبادل خاصة به، وللتدليل على أمكانية نجاح ذلك سأدرج مثالين تمكنا من إجبار إسرائيل على الاعتراف بوجود أسرى كانت تنكر وجودهم لديها سابقاً.

المثال الأول:
قبل يوم 30 آذار 1956م، كانت إسرائيل تصر على إنه لا يوجد لديها أي أسير سوري، لكن هذا الموقف تبدل إلى ضده، بعد أن تمكن الجيش السوري في هضبة الجولان في شهر كانون الأول 1954م من أسر خمسة جنود إسرائيليين بعد أن تسلقوا مرتفعات الجولان في مهمة خاصة، وقد انتحر واحد منهم في السجون السورية بعد أسره ويدعى (أورى إيلان)، وفي 14 كانون الثاني 1955م أرجعت جُثته لإسرائيل بدون تبادل للأسرى، والأربعة الآخرون هم: مائير موزس، ويعقوب ليند، وجاد كستلنس، ومائير يعقوب، الذين وافقت إسرائيل على مبادلتهم بتاريخ 30 آذار 1956م بـ 41 أسيراً سورياً كانت تحتفظ بهم إسرائيل في معتقلات سرية، وكانت تنكر من قبل وجود مثل هذا العدد من الأسرى السوريين لديها. حدث ذلك بعد أن أمضى الجنود الإسرائيليون خمسة عشر شهراً في السجون السورية.

المثال الثاني:
بتاريخ 29 كانون الأول 2004م أفرجت إسرائيل عن الشيخ مصطفى ديراني والشيخ عبد الكريم عبيد، الذي اختطفه الإسرائيليون من بيته في جنوب لبنان في عام 1989م، لكن إسرائيل كانت تنكر في البداية وجود الشيخين في معتقلاتها، لكن موقفها تبدل واضطرت لمبادلة العقيد في الجيش الإسرائيلي (ألحنان نتنباوم)، الذي أسره حزب الله، ورفات (3) جنود إسرائيليين، هم: آدي أفيتام، وبيني أفراهام، والجندي الدرزي عمر سويد، وكان جميعهم قد قتلوا في تشرين الأول 2000م، وأنجزت هذه الصفقة بوساطة ألمانية بين حزب الله وحكومة إسرائيل.

وتحرر مع الشيخين الجليلين من الأسر الإسرائيلي أيضاً في عام 1994م، (462) أسيراً فلسطينياً و (30) أسيراً لبنانياً، و (5) أسرى من دول المغرب العربي، وأسير عراقي واحد، كما أفرج خلالها عن المواطن الألماني (ستيفان مارك)، الذي اتهمته إسرائيل بالانتماء لحزب الله، وأنه كان ينوي القيام بعملية ضد إسرائيل، كما أعادت جثث تسعة وخمسين مواطناً لبنانياً، وكشفت عن مصير أربعة وعشرين مفقوداً لبنانياً، وسلمت خرائط الألغام في جنوب لبنان وغرب البقاع.

يستدل من ذلك على أن إسرائيل تتعاطى بشكل أفضل مع الذي يعاملها بالمثل، ولربما الذي يستخدم أساليبها في إدارة هذه الجزئية من جزئيات الصراع العربي الإسرائيلي، لذا فأنني أكرر دعوتي للجميع وفي مقدمتهم السلطة الفلسطينية، لتصميم موضوع الأسرى المفقودين كملف مستقل، ينبغي إثارته مع المحتل الإسرائيلي لإلزامه الإفصاح عن معطيات معينة حول مصيرهم، بالمقابل مطلوب من فصائل المقاومة كافة الدفع بهذا الملف إلى مقدمة مواضيع التفاوض مع الإسرائيليين حول أي صفقة تبادل قادمة، ولا يضير أحد إن تم إفراد صفقة خاصة به.