|
الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة الـ 59 في ظل واقع يمتزج بالألم والمرارة.. وإصرار على التمسك بالحقوق
نشر بتاريخ: 15/05/2007 ( آخر تحديث: 15/05/2007 الساعة: 10:28 )
بيت لحم- معا- تحيي الجماهير الفلسطينية في الداخل والخارج اليوم ذكرى النكبة الـ 59 وسط اوضاع صعبة تعصف بالاراضي الفلسطينية التي يتهددها شبح الحرب الاهلية في ظل أوضاع اقتصادية خانقة خلَّفها الحصار.
وتقام الفعاليات اليوم في غالبية المدن الفلسطينية, فيما ستنطلق صفارات الانذار في تمام الساعة الواحدة ليقف الفلسطينيون دقيقة حداد في هذه الذكرى التي تمثل بدء معاناة استمرت لستة عقود دون أن يرى الفلسطينيون بصيص أمل حقيقي بالحرية والاستقلال. وتعبّر ذكرى النكبة التي يحييها الفلسطينيون في وقت يحتفل فيه الاسرائيليون بما يسمونه عيد الاستقلال عما حدث في العام 1948 عندما اعلن قيام دولة اسرائيل على الاراضي التي تم تهجير غالبية سكانها من الفلسطينيين الذين اصبحوا يعيشون إما مهجرين في وطنهم او في مخيمات اقيمت في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية. وفي مبادرة لمركز بديل- المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين، كتبت أكثر من خمسين شخصية وطنية وعربية ودولية عن نكبة فلسطين، وتضامنت مع شعبها في الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة. جاء ذلك من خلال العدد الخاص من جريدة "حق العودة" في ذكرى النكبة، والذي صدر أمس في رام الله، واليوم في حيفا. وقد ضم العدد الخاص من "حق العودة" مشاركات سياسيين، وفنانين، وباحثين، وصحفيين، وكتاب، ورجال دين، وشعراء. د. مصطفــى البرغـوثي: حق العودة رغم التهجيــر والأبارتهــايد أكد الدكتور مصطفى البرغوثي، وزير الإعلام، في افتتاحية العدد، على أهمية التأكيد على حق العودة في ذكرى النكبة. "ففي الوقت الذي تشتد فيه حلكة المؤامرات الإسرائيلية على الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف، تمر ذكرى النكبة المثقلة بشتى صنوف الآلام والمعاناة، ليبقى مشهد التهجير ماثلا في كل يوم، وفي كل لحظة من حياة شعبنا، رغم أن حق العودة يمثل جوهر وعنوان القضية الوطنية الفلسطينية". وتابع البرغوثي: "إن حفاظنا على حق العودة، وحق شعبنا في التحرر من الاحتلال وتحقيق الاستقلال يندمج بالنضال الوطني المشترك ضد نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي، وهو نظام فصل أصبح الأسوأ في تاريخ البشرية، وأسوأ مما كان قائما في جنوب أفريقيا". وأكد البرغوثي على أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين: "مكفول لهم ولا يستطيع أحد أن يساوم على هذا الحق، انه حق اللاجئين في السكن والامتلاك المجدد لحواكيرهم وبيوتهم وبساتينهم". وختم البرغوثي بالتأكيد على ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني في هذه الذكرى: "قد تبعدنا المسافات كأبناء شعب واحد موحد، بفعل المنافي والشتات، لكننا لا يجب أن نتخلى عن وحدة تاريخنا ومستقبلنا وهويتنا، أيا كان موقع أبناء وبنات هذا الشعب الصامد وعيون أبنائه تحدق نحو فلسطين المولد والرسالة والحضارة والتاريخ العريق". د. زكريا الآغا: متمسكون بالعودة رغـم مرارة اللجـوء من جابنه، أكد د. زكريا الآغا، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين أن جماهير شعبنا الفلسطيني بمختلف أطيافه السياسية في الوطن والشتات تحيي في الخامس عشر من آيار لذكرى التاسعة والخمسين للنكبة، "سفر الآلام والمعاناة الذي سجل شعبنا من خلالها، ولا زال، أروع صور الفداء والتضحية والإصرار العنيد على التواصل حتى إحقاق الحق بنيل الحرية والاستقلال والعودة وتقرير مصيره". وأكد الآغا إلى أنه: "بالرغم من الآلام الكبيرة والتضحيات الجسام التي تكبدها الشعب الفلسطيني على مدار 59 عاماً من التشرد واللجوء قدم خلالها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وقف بصلابة مدافعاً عن حقوقه الوطنية وفي مقدمتها حقه في العودة إلى دياره ولا يزال مصراً على نيلها رغم التعجرف الإسرائيلي الذي يتنكر لحقوقه المشروعة". واعتبر الآغا أن "التغلب على الآثار المدمرة للنكبة ولسنوات الاحتلال الإسرائيلي الطويلة وفتح نافذة أمل حقيقة للأجيال المقبلة يكمن في اعتراف إسرائيل بمسئوليتها التاريخية عن المأساة الفلسطينية والاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس ودون ذلك لا يمكن للسلام والأمن أن يستتبا في المنطقة". تيسير التميمي: جريمة حرب لـن تسقـط بالتقادم اعتبر فضيلة الشيخ الدكتــور تيسيــر التميـــمي، قــاضي قضــاة فلسطيــن، ورئــيس المجلــس الأعلــى للقضــاء الشـــرعي، ان ذكرى النكبة هو "يوم أليم؛ يستذكر فيه شعبنا زحف الصهاينة بحقدهم المسعور؛ فارتكبوا المجازر ضده واغتصبوا أرضه، وأقاموا فيها دولة الفساد والإفساد، وشردوا أهلها في البلاد بقوة الحديد والنار، في جريمة حرب لن تسقط بالتقادم، بل سيلاحق مرتكبوها وداعموهم ليحاسبوا أمام القضاء الدولي". وأكد التميمي على انه: "بعد مرور هذه السنين الطويلة، لم يزدد أبناء شعبنا إلاَّ تمسكاً بأرضهم وحقهم، لأنه من مقدساتهم وثوابتهم الوطنية التي لا تفريط فيها ولا بديل عنها، فذلك تصفية لقضيتهم واستسلام لإرادة عدوهم، ومخطط قديم انهار أمام صمودهم وإصرارهم، فلا يمكن التفكير فيه، فشعبنا يقبل بوطن بديل بشرط أن "يرثه" عن آبائه وأجداده، وأن يكون فيه "المسجد الأقصى المبارك"، وأن يكون "مسرى محمد" صلى الله عليه وسلم، وأن "يفتحه الفاروق" عمر و"يحرره الناصر صلاح الدين"، وأن "يُروى" ثراه بدماء المجاهدين الأخيار والشهداء الأبرار، وقبل ذلك أن "يبارك" الله حوله، وهذا لن يكون إلا فلسطين. فمحال أن نرضى عن فلسطين بديلاً ولو كان فردوس الدنيا". عطا الله حنا: حق العودة لا يقل قدسية عن القدس من جانبة أكد سيادة المطران، الدكتور عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطيه للروم الأرثوذكس بالقدس، على وحدة الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة. "الشعب الفلسطيني هو شعب واحد أينما كان وأينما وجد والمسافات الجغرافية حتى وإن كانت طويلة إلا أنها لا تقف حائلاً وحاجزاً أمام كون شعبنا واحداً موحداً يحمل رسالة وطنية نبيلة ويعمل من أجل العودة الى الأرض المقدسة المباركة والى البقعة التي منها انطلقت الديانات والرسالات والحضارات وأعني بذلك فلسطين الحبيبة. وأكد سيادته على أن حق العودة هو حق مقدس مهما طال الزمان، "فلا بد لشعبنا أن يعود وإن أولئك البعيدين عن أرض الوطن بأجسادهم فان الوطن في قلوبهم وهم يحلمون بالعودة وينظرون الى فلسطين من بعيد ويسألون الله بان تطأ أقدامهم وطننا السليب لكي يعود إليه مجده وبهائه. إننا نؤكد رفضنا لمجرد التفكير بالتنازل أو التفريط بحق العودة ونؤكد موقفنا الواضح والصريح والذي لا تراجع ولا تنازل عنه بأن الفلسطيني يجب أن يتمتع بحرية الرجوع الى وطنه. وأي مفاوضات أو حلول يتم تداولها دون تأكيد حق العودة هي مرفوضة من قبلنا جملةً وتفصيلاً، فكما أن القدس عربية ويجب أن تعود الى أصحابها هكذا فان حق العودة لا يقل قدسية عن القدس وعن حقنا التاريخي فيها". محمد بركــة: هكذا صمدنا وهكذا نواصل اعتبر النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أنه ليس من السهل "أن تكون فلسطينيا". وتابع بركة: "إن فلسطينيتنا، نحن الباقون في الوطن، ليست الأقسى، ولكن فيها من القسوة والعنصرية وظلم ذوي القربى أيضا.. ما يكفي لإدخال بعض الحرج إلى الشامتين بنا. ويبقى مشروعنا الأول هو البقاء والتجذر في ارض الوطن وبناء القامة واللغة والنهج الدؤوب بمسميات مكاننا في مواجهة التحريض والانتحال الصهيوني. مشروع البقاء هو حقنا كأفراد وكجموع.. مشروع البقاء هو ردنا على الاقتلاع.. مشروع البقاء هو مساهمتنا من موقعنا المختلف والمتميز في أنطاق روايتنا الفلسطينية. يدّعون في إسرائيل إننا نمر مرحلة "فلسطنة"، والحقيقة أننا نتمسك ونستعيد ما حاولوا إهداره من فلسطيننا". وختم بركة بالقول: "أن شعبنا ليس أفضل شعب في العالم، ولكن لا يوجد شعب في العالم أفضل من شعبنا.. هذا ما قاله توفيق زياد". الأسير حسام خضر: حق العودة سر وجودنا وبقائنا من جهته، أعتبر الأسير حسـام خضـر، رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، في مقالة كتبها من سجنه في سجن بئر السبع، على أهمية حركة العودة وأهمية بقاء منظمة التحرير الفلسطينية الإطار الجامع للشعب الفلسطيني، ومنه اللاجئين؛ "إن ما يشعرني بالخطر هو تغييب دور منظمة التحرير الفلسطينية في أوساط اللاجئين، وخصوصا في المنافي والشتات، هذا الغياب للمنظمة كجسم وخيمة تضم بداخلها كل الفلسطينيين، يشتت الجهد، حيث كان من المفروض أن تكون المنظمة ولجانها ومؤسساتها ودوائرها هي الحاضن الأساس لكل المبادرات الخاصة بموضوع العودة". وشدد خضر على وجوب تعزيز مفهوم الشراكة بين أوساط الفلسطينيين: "إن الشراكة مفهوم مقدس فلسطينيا، مثل الثوابت، بل يجب إضافة ثابت جديد للثوابت وهو الشراكة، يجب أن لا نخاف من بعضنا البعض، آن الأوان للفصائل أن تبعث برسائل تطمينات لشعبنا". وأكد خضر على أن "العودة هي رسالتنا الأولى والأخيرة، هي الحق الذي ولدت داخله كل الأجيال الفلسطينية منذ العام 1948، مرتبط بوجودنا، وسر بقائنا على هذه الأرض المقدسة". أبو ليلى: حق العودة قرار شعبي شدد قيس عبد الكريم، (أبو ليلى) رئيس لجنة القضايا الإجتماعية في المجلس التشريعي، على كون حركة العودة للاجئين قد انطلقت من الوطن وليس من الشتات، وهو ما يحمل مغزى سياسيا واضحا، يتمثل بضرورة العودة الى الديار الأصلية. وتابع عبد الكريم: "إن تأكيد حق العودة هو قرار شعبي. وحركة اللاجئين هي حركة شعبية مستقلة تنزع دوماً نحو الانتظام في أطر ذات طابع ديمقراطي. استقلالها عن تحكم مراكز القرار البيروقراطية لا ينفي كونها ركيزة شعبية فاعلة من ركائز منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني والإطار الكياني لوحدته داخل الوطن وخارجه". د. أحمد الطيبي: وهل يمكن لفلسطين أن تنسى أبنائها؟ أعتبر النائب الدكتور أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، أن قضية اللاجئين قد "تخطت البعد الفردي العادي لتترسخ في ذاكرة كل أبناء شعبنا كقضية جماعية وقضية شعب حلت به نكبة إنسانية ووطنية تم تغييبها عن الرواية الحقيقية للصراع من قبل الغرب، الذي تبني رواية القوي والطارد، بدلاً من التعاطف مع قضية النازح والمشرد". واختتم الطيبي كلمته بتذكره لتحقيق المخابرات الإسرائيلية بعيد زيارته الى مقبرة الشهداء في صبرا وشاتيلا: "عندما سألني المحقق الإسرائيلي عند دعوتي للشرطة: "هل قلت أنك تنحني إجلالاً لشهداء فلسطين؟"، نظرت في وجهه لأقول: "نعم، دائماً وأبداً" وهل يمكن لفلسطين أن تنسى أبنائها؟ مارسيل خليفة: سقــط كــل شــيء إلا الحلــم.. فلنغرســــه في رسالته الى الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة، تساءل الفنان مارسيل خليفة: "كم من الفلسطينيين سقطوا منذ سنة 1948 حتى اليوم، وكذلك الجرحى والمعتقلين واللاجئين. هدم المنازل أو بالأحرى جرف المنازل وتدمير كل شئ، وتقطيع أوصال الوطن وعزل المدن والقرى ومنع وصول المؤن أو تحرك سيارات الإسعاف. ولكن رغم كل هذا الدمار الشامل وكذلك الصمت القاسي "فإن الحياة ما زالت ممكنة". الحياة: أي إعادة النظر بالثوابت، أي الحلم... العصيان... النضال، حق العودة... وعلى قاعدة صلبة الوضوح. ومن هذا الموقع الحاسم الاختيار، من هذه الأرض الطيبة ينبثق العمل، يكبر ويتفاعل مع هذه المواجهة القاسية مع العدو الصهيوني. المرارة لا توصف وجوابنا هو الحياة، هو الاستمرار، هو العودة. لقد سقط كل شئ إلا الحلم فلنغرسه. وهذا الحلم بسيط جدا. هو أن نمنع الانهيار من أن يدخل الى ذواتنا. وفي هذا الخندق الأخير، نحاول أن نرابط مدافعين عن حقنا في العودة. وأن نحاول أيضا الصمود في وجه جرافة الاحتلال". جوليا بطرس: شعب هزت حجارته أركان العبودية وتساءلت الفنانة اللبنانية جوليا بطرس في رسالتها الى الشعب الفلسطيني، "هل يمكن القضاء على شعب ينشد الحرية والسلام؟ طبعا لا. وهل يمكن نسيان المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في فلسطين؟ طبعا لا. هل يمكن العودة الى الأرض المقدسة ؟ نعم يمكن، إذا كانت الإرادة قوية والعزيمة قائمة والتشبث بالحق لا يتزعزع. لقد تعددت الأوصاف والدم واحد، قالوا: نازح، لاجئ ، مهاجر، لكن الدم الذي يجري في عروق الجميع هو دم فلسطيني، دم عربي، هدر بترحيب دولي، وصمت لم تعهده البشرية في أروقة الدبلوماسية! لماذا كل هذه المجازر؟ هل قرأ الكبار مواد الميثاق العالمي لحقوق الإنسان؟ وعقبت بطرس على التعامل الإسرائيلي مع القانون الدولي قائلة، "انه حبر على ورق، هكذا تتعامل إسرائيل مع جميع قرارات الأمم المتحدة ومواثيقها! هي خارجة عن القانون. لكن من ينصر المظلوم؟ لا أدري كيف أروي لأبنائي وأحفادي قصة شعب تآمرت عليه الشعوب؟ رفع الحجارة بيديه، ونادى بأعلى صوته، أريد الحرية. أريد العودة الى مهد البشرية. هزت الحجارة أركان العبودية، واستشهد في الطرقات أطفال ونساء بقنابل عنقودية. وأعود لأتساءل: هل نصدق أننا سنعود إلى الأرض المقدسة؟ نعم سنعود، إذا كانت الإرادة قوية" يوسف شعبان: فلتبقى صفوفكم موحدة قال الفنان المصري يوسف شعبان في رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني في ذكرى نكبته، "إن ما يجري في فلسطين وسمعت عنها يعتصر قلبي ألماً وحزناً، على هذا الشعب الصامد الصابر، رغم الجراح والآلام. وأتمنى على أبناء الشعب الصابر أن تبقى صفوفهم موحدة، في وجه الظالم والظلم، وأن ينبذوا الفرقة وأوصيكم بوحدتكم الوطنية، فهي سلاحكم الأمضى في وجه آلة العسكر الإسرائيلية، وهي طريق عودتكم إلى وطنكم الأم، حينها تنتهي النكبة المستمرة منذ عام 1948." جولييت وجميل عواد: النكبة مستمرة لكنها لن تدوم وفي رسالة مؤثرة أرسلاها الفنانان العربيان جولييت وجميل عواد من من العاصمة الأردنية عمان، أكد الفنانان الى "أنه طالما أن الإنسان الفلسطيني مبعد عن وطنه، محروم من ترابه وهوائه، ويرى الأغراب ينهبون خيراته ستبقى النكبة قائمة، وحق العودة إلى الرحم شاخص في العيون، نابض في القلوب، فالحق المقدس لا يحدّه زمان ولا ينكره المكان". وتابعا، "إن الله حق، والحق لا يموت ولا يتلاشى مع التقادم. وعودة الفلسطيني إلى وطنه غير قابل للقسمة، ولا يملك أحد صلاحية التفريط به أو التنازل عنه، وإن حصل تخاذل من البعض أو تراخى جيل، فستأتي الأجيال بعده تلو الأجيال تطالب بحقها المقدس. اسألوا جبال فلسطين ووديانها، اسألوا شطآنها وجداولها، اسألوا أرضها وسماءها، إحفنوا بأكفكم من ترابها واستنشقوه، اسألوا يافا وحيفا وصفد وطبريا والناصرة، اسألوا القدس والخليل وبيت لحم وأريحا ورام الله وغزة وبئر السبع. كل من ستسألونه ليس لديه سوى جواب واحد: هذه هي فلسطين التي أدماها الشوق لعودة أحبابها". سهير فهد: رسالة من القلب الى العمق التاريخي كتبت الفنانة سهير فهد "رسالة إلى العمق التاريخي، التي تتجاوز نكبته التاسعة والخمسون عاما من المعاناة لشعب عانى ولا يزال يعاني من انعكاسات الصراعات الإقليمية والدولية لتمرير مصالحها على هذه البقعة أو تلك ... حيث كانت لأراضينا الفلسطينية الحصة الأكبر لتمريرها. فمن هنا وعبر صحيفتكم وعبر هذه السطور والكلمات البسيطة والتي تحمل بين ثناياها الآم وأنات الملاين المشردة والتي عانت ولا زالت تعاني من آلام البعد الجغرافي والاجتماعي فإنني أناشد ونيابة عن هذه الملايين كل الضمائر الوطنية والحية فيكم أناشدكم بدم قافلة الشهداء والجرحى والمعتقلين والمبعدين وأمهات هؤلاء جميعا أناشدكم بالترفع عن مصالحكم الذاتية والتطلع إلي آمال هذا الشعب الذي أعطى ولا زال يعطي تلبية لنداء الحرية والعودة". ناريمان عبد الكريم: فلسطيـــن.. أرض الطامحيـــن والطامعيـــن وقالت الفنانة ناريمان عبد الكريم من عمان، "أن فلسطين أرض السماء، مسرى الرسول، مهد المسيح، هي فلسطين إمبراطوريات التاريخ.. هذا هو قدر أرض القداسة، أرض المن والسلوى.. أرض الطامحين والطامعين، هي مركز الكون. والفلسطيني هذا الجبار ما زال شامخا ودورة التاريخ دورة ربانية شاءها ولا راد لمشيئته. وما هذه السنوات الستين التي يمر بها هذا الجبار إلا كالسبعين من صلف الصليبيين مرت مرور مارق.. وعودة على بدء، ولأنني من الجيل الثالث لهذه النكبات... هجرة ونزوح، عايشت حقيقة أن تكون فلسطينيا، عرفت تاريخها، عرفت أساليب المنظمة الصهيونية وطرق تهجيرها لشعب فلسطين ترغيبا وترهيبا". محمد بكري: قصتي مع المكنسة وتحدث الفنان والمخرج محمد بكري عن قصته مع المكنسة التي ترافقه مع العروض منذ خمسة عشر عاما على المسرح، وكيف صادرتها السلطات الإيطالية في مطار روما، وكيف وقف متأثرا في حالة الفقدان. وأنهى روايته بالقول: "ودعت مكنستي المصادرة باكيا يخنقني القهر، حتى خلت حنجرتي ستنفجر من حنقي وجعلت دموعي مطفأة لقهري، وسألت نفسي إذا كانت مصادرة مكنستي بعد عشرة- 15 عاما، قاهرة إلى هذا الحد، فما بالكم بملايين صادروا بلادهم منذ عام 1948 ومنعوهم من حق العودة ومن لم لحمهم؟؟؟". توفيق طه: غربة حتى في القبر أيقظت جنازة الشاعر الفلسطيني معين بسيسو في نفس الإعلامي توفيق طه السؤال عن موقع القبر بالقول: أين أنا الفلسطيني التائه، يوم يحين الأجل؟ ويتابع : هل فكر أحدكم من قبل في معنى أن يحرم إنسان من ان يدفن في بلده التي عاش فيها آباؤه وأجداده مئات السنين؟ ويجيب بصرخة مزلزلة: هل يدرك القابعون في أبراج خراسانية بعواصم القرار الدولي وهم يقررون أو يتقاسمون القرار أنهم يرسمون عالما للأجيال القادمة وان قراراتهم هي التي ترجح كفة الحياة أو ترفعها لتعدل كفة الموت؟! هذا وقد ضم العدد الخاص بذكرى النكبة مقالات ومشاركات مميزة ومتعددة تنوعت مواضيعها لتغطي مجالات مختلفة على صلة مباشرة بحركة العودة وتناميها. |