وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الجدار الحديدي" فيلم فلسطيني يروي قصة شعب عانى ويعاني في ذكرى النكبة

نشر بتاريخ: 15/05/2007 ( آخر تحديث: 15/05/2007 الساعة: 18:26 )
رام الله - معا - يزن طه -ربما تعودنا على مشاهد الاعتداءات الاسرائيلية سواء من قبل القوات الرسمية أو من قبل المستوطنين، وربما أصبح أمرا عاديا أن نمر بجانب جدار الفصل ونتمنى من داخلنا له الانهيار لكننا نؤمن بأنه دون عمل شعبي موحد لاسقاطه فانه لن يسقط.

ولربما جاءت ذكرى نكبة فلسطين التاسعة والخمسين هذا اليوم وما رافقها من احتفالات على دوار المنارة وسط مدينة رام الله الليلة الماضية وظهيرة هذا النهار لتبقي في ذاكرتنا ما حاول الآخرون مسحه، ألم يقل بن غوريون نفسه عندما مارست اسرائيل تطهيرها العرقي بحق ابناء الشعب الفلسطيني " أخرجوهم فالكبار سيموتون والصغار سينسون" ولربما صدق في نصف كلامه فالكبار ماتوا ولكن رؤيته الثانية لم تصدق لأن الصغار لم ينسوا.

هذا ما تحقق اليوم على دوار المنارة في مدينة رام الله وما ثبت قطعا من خلال فيلم "The Iron Wall" لمخرجه الفلسطيني محمد العطار ابن جنين والذي عرض اليوم في قاعات الحقوق في جامعة بيرزيت.

كلمات بن غوريون السابقة ذكر بها مخرج الفيم طلبة الجامعة هذا اليوم متسائلا ومستغربا ما الذي حصل للفلسطينيين وللطلبة، اليست نكبة جديدة ما يحدث في غزة؟ وذلك في أعقاب مناقشة الطلبة والمدرسين للعطار عقب عرض الفيلم.

فيلم الجدار الحديدي انتاج فلسطيني خالص يقع في اثنتين وخمسين دقيقة من المعاناة ومحاولة فضح الدعاية الحربية الاسرائيلية وما تفرضه على العالم ليسمعه ويشاهده.

مشاهد اعتداء المستوطنين على مواطني الخليل وشهادات حية من تلك المدينة حول حجم المعاناة يقل عنها العطار انها لو جمعتها لن تصل الى خمسة في المئة من حقيقة ما يجري في تلك المدينة، مواطن يندب شجر الزيتون في قلقيلية واحد المستوطين يقطع اغصان اشجاره ومن ثم يعتقله المحتلون بحجة دفاعه عن ارضه وزيتونه.

وبالعودة للخليل شاب يضرب الحجارة على وجهه على مراى من الجنود يحاول النهوض والنتيجة سقوط لا ندري ان كان للابد أم انه مؤقت يزول بزوال تاثير الحجارة التي سقطت على راسه، ومن ثم تروي ما تبقى من الدقائق الاثنتين والخمسين حقائق حول الجدار العنصري وماذا فعل وكيف التهم الارض الفلسطينية وما هي حقيقته وتبين الخرائط ما سيحدث لدولتنا المقبلة وحدودها وفيما يبدو ان دولتنا ستكون ليست فقط في معازل وانما معازل مسيجة بالحراسة الاسرائيلية، وسط الروايات والمقابلات الفلسطينية الرسمية تارة والشعبية ووسط الاحاديث الاسرائيلية الموجهة كلها ضد الاحتلال الاسرائيلي والكاشفة للوجه الآخر للاحتلال الاسرائيلي.

مئة وستون موقعا عالميا عرض فيها الفيلم الموجه للجمهور الغربي حسب تأكيدات العطار،" كنت معارضا لترجمته باللغة العربية لأنه ليس للجمهور العربي هدفنا مواجهة العالم بحقيقة ما يحصل". فالمخرجون اليهود كما يؤكد العطار من القوة بمكان وخاصة في المجتمع الامريكي بحيث انهم جعلوا العرب يبكون على بعض الافلام التي صنعوها من أجل الشعب اليهودي.

وهكذا سيتواصل عرض هذا الفيلم في عدة مناطق عالمية اخرى وهناك مفاوضات لعرضه في أحد المحطات الامريكية الكبيرة بعد أن عرض على شاشات التلفزيون الهولندي والجزيرة وهيئة الاذاعة البريطانية.

لنبق قليلا في أجواء النكبة وفي أجواء الهم الفلسطيني فالداخل الى جامعة بيرزيت هذا اليوم يرى أعلام الكتل الطلابية والفصائل الفلسطينية زينت الجامعة فيما وضع جدار مصغر وسط الجامعة للتعبير عن الجدار الكبير خارجها والاغاني الوطنية التي ارقصت الكبير قبل الصغير لا زالت تصدح في الجامعة، و بالرغم من ذلك فان اسئلة عديدة يحق لنا ولغيرنا طرحها من مثل أين طلبة فلسطين مما يحدث في فلسطين؟؟؟؟