وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مزارع الزيتون بغزة تهرب إلى داخل المدن

نشر بتاريخ: 19/10/2013 ( آخر تحديث: 19/10/2013 الساعة: 19:38 )
غزة- معا - بعد أن تعب من قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي بتجريف عشرات دونمات الزيتون من ارضة شرق القرارة جنوب قطاع غزة، قام بزراعة عدد اقل من تلك التي كان يمتلكها على بعد خمسئة متر من الحدود باخرى داخل المدينة.

"ابو العبد" مزراع فلسطيني يجني محصول زيتونه منذ أكثر من 40 عاما، فزرع في تلك الفترة خمسين شجرة قضت عليها اسرائيل دون ان يوقفه الامر عن الاستمرار في زراعة الزيتون تشبثا بالأرض، فكان أن زرع خمسة عشرة أخرى داخل البلد لم تنتج هذه السنة.
|246002|
وفي هذا الصدد يقول ابو العبد: "كان انتاج الزيتون قبل تجريفها من قبل قوات الاحتلال يدر دخلا يصل الى ما يقارب ال7000 دينار، ولكننا اليوم لا نستطيع الوصول الى اراضينا لأننا نقابل بإطلاق نار من قبل قوات الاختلال.

ويتابع: "لم يبق لنا الا حوالي دونم ومئتي متر داخل البلد زرعنا فيها 15 شجرة ولكن للأسف السنة لم يكن الانتاج وفير لان شجر الزيتون يحمل سنة واخرى لا يحمل".
|246003|
ويعتبر جني محصول الزيتون في قطاع غزة تقليد فلسطيني اصيل يعبر فيه الفلسطينيون عن تمسكهم بأرضهم كما تنغرس شجرة الزيتون في الارض حيث تقوم مجموعات شبابية بالتطوع في مساعدة المزارعين على العمل داخل اراضيهم لدعم صمودهم.

وتؤكد "روان" التي شاركت في قطف ثمار الزيتون لهذا العام ان شجرة الزيتون تعتبر ارث تاريخي بالنسبة لنا مبينة انها تعلمت من اجدادها كيف تحافظ على هذه الثمرة مؤكدة على اهميتها للشعب الفلسطيني.

وتستذكر "روان" جدتها التي كانت تردد لها "اننا مغروسون في هذه الارض كشجر الزيتون"معتبرة ان زراعة الزيتون وجني ثمارها جزء لا يتجزء من المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.

"أبو محمد" حجي اكد أن محصول الزيتون لهذا العام منخفض مقارنة بالسنوات الماضية، مبينا ان لديه ما يقارب عشرين دونما انتجت هذا العام حوالي 150 جالون من زيت الزيتون في حين ان محصول العام الماضي وصل الى 300 جالون تقريبا.
|246000|
ورغم قلة المحصول لهذا العام الا انه يؤكد على الارتباط الوثيق بشجرة الزيتون، مشددا انها تمثل مصدر رزق أساسي لكثير من الأسر.

وأعرب "أبو محمد" عن امله في يكون انتاج الزيتون في العام المقبل افضل.

وتعوض غزة نقص الزيتون ومشتقاته بالاستيراد من الضفة الغربية حيث زاد النقص في اعقاب اغلاق الانفاق التي كانت توفر الزيت المصري والسوري باسعار رخيصة وتبلغ المساحات المزروعة بالزيتون في القطاع حوالي 36450 دونم منها 21550 دونم مثمر و14900دونم غير مثمر.

وتشير التوقعات الى ان إنتاج الدونم لهذا العام حوالي 0.5 طن وإجمالي الإنتاج المتوقع من الزيتون في القطاع حوالي 10015 طن زيتون، وأن الفجوة في الزيت حوالي 40-50% وسيتم تعويض هذه النسبة عن طريق الاستيراد من الضفة الغربية. وجرفت اسرائيل منذ بداية انتفاضة الاقصى نحو نصف مليون شجرة زيتون جري زراعة عشرات الالاف منها فيما بعد حيث حاول المزارعون زراعتها بعيدا عن المناطق التي اعتاد الاحتلال تجريفها.