|
خبير بيئي: نحتاج الى تطبيق اجراءات الصحة والسلامة المهنية
نشر بتاريخ: 21/10/2013 ( آخر تحديث: 21/10/2013 الساعة: 10:07 )
رام الله- معا- دعا الخبير في صحة البيئة د.عقل ابو قرع الى ايلاء الاهمية اللازمة من اجل تطبيق اجراءات الصحة والسلامة المهنية في بيئة العمل، وهذا يشمل التزام اصحاب العمل والعمال بما ورد في قانون العمل الفلسطيني فيما يتعلق ب الصحة والسلامة المهنية، وكذلك تكثيف عمليات التفتيش والمراقبة من قبل الجهات الرسمية، وبالاضافة الى تطبيق القوانين الرادعة فيما يتعلق بمخالفة الاجراءات، وكذلك زيادة حملات التوعية والتثقيف وبالاخص من قبل نقابات العمال في هذا المجال.
واشار الدكتور عقل ابو قرع الى مدى اهمية الالتزام ب " اجراءات الصحة والسلامة المهنية" في الوقاية من حوادث واصابات العمل، وخاصة حين يكون هناك تعاون في تطبيقها، بين العمال وارباب العمل والجهات الرسمية وكذلك القضاء. واضاف انة تم تخصيص يوم من كل عام، من قبل منظمة العمل الدولية، للصحة والسلامه المهنية، حيث يتم الاحتفال به عالميا كل عام منذ عام وذلك لتسليط الضوء على الوقاية من الحوادث والاصابات والامراض المهنية، ولتأكيد اهمية بيئة العمل الصحية ، وكذلك لتخليد ذكرى الذين توفوا نتيجة اصابات العمل، وفي كل عام تحدد منظمة العمل الدولية موضوعا للاحتفال بهذا اليوم، وفي عام 2013، تم اختيار اهمية نظام الادارة والاجرأءات في بيئة العمل لمنع الحوادث وامراض المهنه. ودعا الدكتور ابو قرع الى الالتزام ب الشروط التي وردت في قانون العمل الفلسطيني، الذي يلزم ارباب العمل بالقيام بتوفير ما يلزم للحفاظ عل صحة وسلامة العامل وبيئة العمل، ومنها توفير الملابس الواقية من كفوف واحذية وغطاء الرأس وابرهول، والقيام بالفحص الطبي الدوري للعمال، وكذلك ان تكون تعليمات السلامة المهنية واضحة للعيان لكل من يتواجد في بيئة العمل، وان تتوافر المعدات والأدوات اللازمة للإسعافات الأولية في حال تتطلب العمل ذلك، ويشمل قانون العمل كذلك اهمية التزام العامل بأجراءات السلامة المهنية والابلاغ عن التقصير او الاهمال قبل وقوع الحادث. واردف الدكتور ابو قرع ان هناك اسباب مختلفة تؤدي الى الاصابات في بيئة العمل اوالى حدوث امراض المهنة، وان هذه المسببات قد تكون كيميائية اومسببات بيولوجية ناتجة عن تلوث بيئة العمل بالميكروبات، وهناك اسباب فيزيائية مثل التعرض لفترات طويلة للضوء والحرارة والرطوبة والضوضاء، واسباب كهربائية واخرى ميكانيكية تعتمد على بيئة العمل، من حيث الجلوس او الوقوف طويلا او طبيعة التعامل مع الاجهزة والالات وادوات البناء في الورشات ومناشير الحجر. واضاف ان بعض الامراض او اعراضها قد تظهر سريعا، والبعض يظهر بعد فترة طويلة، حيث وبسبب تراكم التعرض لهذه المواد، ولو بكميات قليلة، تظهر الآثار على شكل إمراض مثل السرطان والتشوهات الخلقية والإمراض العصبية ، وربما من الأمثلة على ذلك التعرض المتواصل للمبيدات الكيميائية للعاملين في قطاع الزراعة، والتعرض الى المعادن الثقيلة والمركبات العضوية للعاملين في الصناعات الكيميائية والغذائية والأدوية، وكذلك التعرض المتواصل للضجيج والحرارة للعاملين في صناعة الغزل والنسيج وللعاملين في قطاعات الحجر والبناء والاخشاب. واوضح د. ابو قرع ان العاملين في الصناعات الكيميائية هم الاكثر احتمالا للتعرض للمواد الكيميائية، سواء اكانت هذه الصناعة ادوية او منظفات او مواد تجميل او صناعة البطاريات او في عمليات دمغ الذهب، حيث ان التعرض المباشر لمواد كيميائية، سواء اكانت مواد عضوية او معادن مثل الرصاص والكادميوم والزرنيخ، او العاملين في محطات الوقود الذين يتعرضون ومن خلال الاستنشاق او الجلد الى مواد كيميائية مثل الايثر والتولوين والبنزين ولو بكميات قليلة يمكن ان يؤدي وبعد فترة طويلة الى امراض الجهاز التنفسي وامراض السرطان وحتى امراض نفسية، لذا من المفترض استخدام الملابس الواقية والقيام باجراء الفحص الطبي الدوري او اذا كان هناك حاجة. وبين الدكتور عقل ابو قرع ان الزراعة في بلادنا هي من اهم قطاعات الانتاج ويعمل بها حوالي 15% من القوى العاملة من رجال ونساء وحتى اطفال، وان استخدام المبيدات وبشكل غير امن في الزراعة قد يؤدي الى امراض وخيمة، وان التعرض للمبيدات ومنها مواد كيميائية خطيرة قد يحدث خلال عملية تحضير المبيد او الرش، او خلال قطف المحصول، وان المبيدات لها اثار وخيمة على الاطفال وعلى النساء الحوامل، وبالتالي من الواجب للعاملين في الزراعة استخدام الملابس الواقية من كفوف وجزمة وافرهول وكمامة والاستحمام بعد عملية الرش، وعدم الاكل او الشرب او التدخين خلال عملية الرش، والاتزام بما يعرف ب فترة الامان للمبيد، ويجب توفر ادوات الاسعاف الاولية في حال التسمم بالمبيدات، ومن ضمن ما يمكن ان يتعرض لة العاملين في الزراعة كذلك، الحرارة الناتجة عن اشعة الشمس، وخاصة في مناطق الزراعة المكثفة في بلادنا مثل مناطق الاغوار. خصوصية المرأة العاملة وأوضح الدكتور ابو قرع أنة يجب الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المرأة العاملة،لان المرأة العاملة قد تحمل وتلد وترضع، وبالتالي فان بيئة العمل ومدى تعرضها إلى ظروف عمل غير صحية خلال هذه المراحل المختلفة ‘ قد يؤدي إلى عواقب وخيمة عليها وعلى جنينها وأطفالها، فهناك دراسات دلت وبدون أي مجال للشك على ان العديد من المواد الكيميائية اذا وصلت الى جسم المرأة فأنها تنتقل من خلال المشيمة الى الجنين وكذلك من خلال الرضاعة الى الرضيع .هذا بالإضافة الى الآثار النفسية التي تتعرض لها المرأة العاملة من ضجيج وضغط العمل والجلوس او الوقوف لفترات زمنية طويلة، التي قد تؤثر على قدرتها الإنجابية . وحول العاملين في قطاع الخدمات الصحية مثل المستشفيات والمختبرات والعيادات، اشار الدكتور ابو قرع ان هناك خصوصية فيما يتعلق ب أجراءات الصحة والسلامة المهنية، من حيث طبيعة المواد في بيئة العمل والتي يمكن ان تشمل الابر الطبية، والنفايات الطبية، والملوثات البيولوجية من دماء وسوائل الجسم المختلفة، بالاضافة الى امكانية التعرض الى المواد المشعة، والابخرة والغازات، وكذلك المؤثرات الميكانيكية من حيث التعامل مع الاجهزة والالات، وبالاضافة الى ضغوط العمل والازدحام و طبيعة التعامل مع مرضى وجرحى. واردف الدكتور ابو قرع ان جزء كبير من العمال الفلسطينين يقضون ساعات طويلة في ورش البناء او في مناشير الحجر، وفي غالب الاحيان بدون الالتزام بشروط السلامة المهنية الاساسية، وهذا ربما يفسر الحوادث والاصابات المميتة التي تقع بشكل منزايد، وانة بالاضافة الى حالات سقوط العمال او انهيار المباني او الورش او الاصابات المباشرة في مناشير الحجر، فأن عمال هذه القطاعات قد يتعرضون الى عوامل فيزيائية وميكانيكية مثل الضجيج والاهتزازات والتعرض الطويل للحرارة والضوء، وكذلك امكانية التعرض الى مواد كيميائية كالاسبست ومواد الاسمنت ومكونات الدهان من رصاص ومن مذيبات عضوية وخاصة المتاطيرة منها وما لذلك من اثار بعيدة المدى. واشار د. ابو قرع ان العاملين في الصناعات الغذائية يشكلون نسبة كبيرة من العاملين في الصناعات الفلسطينية، وبالتالي امكانية تعرض قطاع كبير من العمال الى مؤثرات مختلفة في بيئة العمل، وهذة المؤثرات قد تكون بيولوجية ناتجة عن البكتيريا وغيرها، او ميكانيكية وفيزيائية او كيميائية مثل التعرض الى مواد مثل ملونات الطعام او المواد الحافظة او المواد المضادة للاكسدة. واوضح الدكتور عقل ابو قرع ان التعرض المتواصل لعوامل فيزيائية وميكانيكة وحتى كهربائية في بيئة عمل هذا القطاع، وخاصة ان الجزء الاكبر من العاملين هم من النساء، ومن هذه المؤثرات الضجيج والرطوبة وقلة التهوية وضعف الاضاءة والاهتزازات المتواصلة، واكتظاظ بيئة العمل او الجلوس لفترة طويلة وبشكل غير سليم، والتعرض المتواصل لهذه العوامل يمكن ان يؤدي ال الالام في الظهر واليدين والى الصداع والضغوط النفسية المختلفة. ودعا الدكتور ابو قرع الى الالتزام بإجراءات الوقاية وإتباع الأنظمة والتعليمات فيما يتعلق بالصحة والسلامة المهنية في بلادنا، لان ذلك هو الاسلوب الأفضل، لتجنب إصابات او اثأر بعيدة المدى من إمراض وإعاقات، وطالب بتبني استراتيجية وطنية للصحة والسلامة المهنية، بحيث تشمل تطبيق القوانين والتوعية والتثقيف وجولات دورية من التنفتيش، وبأن تشمل التنسيق والتعاون بين كافة الاطراف الفاعلة في مجال حماية العمال، الرسمية وغير الرسمية، وبأن تعمل على توفير الاحصائيات في قطاعات العمل ومتطلبات السلامة المهنية لكل قطاع، وادخال موضوع الصحة المهنية في السياسات الصحية المختلفة. |