|
طاردته عاما- هكذا اغتالت قوات الاحتلال محمد عاصي
نشر بتاريخ: 22/10/2013 ( آخر تحديث: 22/10/2013 الساعة: 16:46 )
رام الله- خاص معا - محمد وضاح عاصي (28عاماً)، من بلدة بيت لقيا في أقصى غرب رام الله، لم يكن يعلم أن طعامه الذي لم ينهِه ليلاً، سيبقى خلفه شاهداً على الجريمة التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقه، فاغتالته بدم بارد.
عند الساعة الخامسة فجراً اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي قريتي كفر نعمة وبلعين غربي رام الله، فاعتقلت ثلاثة شبان في قرية كفر نعمة، وهم: حمد ابراهيم نصر، وليام أبو عادي، وعبدالله سليمان أبو عادي، بعد أن داهمت منازلهم. وعقب ذلك بساعات، وصلت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بمرافقة جرافة عسكرية إسرائيلية وطائرة أباتشي، لتحاصر كهفاً يقع في المنطقة التي تقع ضمن حدود قرية بلعين، حيث قامت الجرافة بإعدام عشرات أشجار الزيتون، قبل أن تصل إلى الكهف الذي كان محمد عاصي يتحصن فيه.|246349| واستفاق أهالي كفر نعمة وبلعين على صوت الرصاص الكثيف، والقنابل والصواريخ، التي أطلقتها قوات الاحتلال نحو الكهف الذي تحصن فيه الشهيد عاصي، حيث وصلت الجرافة العسكرية إلى مدخل الكهف المرتفع عن الأرض الزراعية، بعد أن أزالت الأتربة وأشجار الزيتون. وقبل أن ينال محمد عاصي الشهادة، اشتبك مع قوات الاحتلال، قرابة ثلاث ساعات حتى اغتالته، ورصد مراسل معا في رام الله، بقعة دماء في تلة تعلو الكهف، وبجواره بقايا قنابل يدوية استخدمها جنود الاحتلال، وبقايا أعيرة نارية، وهو ما يشير إلى أن محمد تمكن من إصابة أحد الجنود، وهو ما رجحه العديد من شهود العيان، الذين أكدوا وصول سيارة إسعاف عسكرية إلى المكان، وغادرت المنطقة على عجل وبسرعة فائقة.|246368| قوات الاحتلال استخدمت في عمليتها طائرة أباتشي، قامت بعملية استطلاع للمنطقة التي يتواجد فيها الكهف، وهي التي دلت جنود الاحتلال على مكان الكهف. وتجمع العشرات من سكان كفرنعمة وبلعين في المكان، الذي فرضت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلية طوقاً عسكرياً، وأعلنته منطقة عسكرية مغلقة، حيث حاول الأهالي تخليص جثمان الشهيد من بين قوات الاحتلال، ولكن الجنود أطلقوا الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت نحو الشبان. واقتاد جنود الاحتلال جثمان الشهيد إلى مقر الإدارة المدنية في مستوطنة "بيت إيل" المقامة على أراضي مدينة البيرة، قبل أن تقوم بتسليمه عصراً. المواجهات العنيفة التي اندلعت في قريتي كفر نعمة وبلعين أسفرت عن إصابة قرابة 20 شاباً بالرصاص المطاطي، من ضمنهم المصور الصحفي أمجد شومان، والذي يعمل في تلفزيون وطن المحلي، حيث استهدفته قوات الاحتلال الإسرائيلية برصاصة مطاطية في الرأس.|246351| الشهيد محمد عاصي، وهو أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي، مطلوب لقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ قرابة العام، بعد أن اتهمته قوات الاحتلال بأنه مهندس العملية التي نفذتها الجهاد الإسلامي في مدينة تل أبيب قبل قرابة العام، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، لتبقى الأذرع الأمنية في اسرائيل تطارد الشاب حتى نالت منه أخيراً.|246350| والد الشهيد وضاح، قال أنه يحتسبه شهيداً عند ربه، رغم مشاعر الحزن على فقدانه، مبيناً أنه علم باستشهاد نجله عبر وسائل الاعلام، ليطالب الرئيس محمود عباس بوقف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، في ظل استمرار سقوط الشهداء، فالشهيد محمد عاصي هو الشهيد السابع الذي تقتله قوات الاحتلال منذ بدء المفاوضات في الضفة الغربية. |