وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فاكهة الملاعب 8

نشر بتاريخ: 22/10/2013 ( آخر تحديث: 22/10/2013 الساعة: 21:16 )
جدعان بلاطة يحلبون في اناء العميد ، والغزلان وحدهم في الوصافة !

"الامعري" بحاجة الى ترياق ناجح ، وطولكرم تنتظر الفوز الأول للعنابي على ارضه !

بقلم : فايز نصار

استكملت جميع مباريات الجولات الست من بطولة دوري المحترفين الفلسطيني ، بعد تسوية الرزنامة ، وإجراء المباريات المتأخرة ، ولعب جميع مباريات الجولة السادسة ، حيث اجريت ثماني مباريات على هامش احتفال شعبنا بعيد الاضحى المبارك .

ونكرر قول "كل عام وانتم بخير" لجميع ركائز النهوض الرياضي ، ممن يتفاعلون مع المشروع الوطني الرياضي ، واثروا احياء عيد الكبش في الملاعب ، جالبين البهجة للجماهير الرياضية ، ومشاركين في هذا الحراك الرياضي المحمود .

معادلة الجماهير !

وجاءت مستويات المباريات متفاوتة ، وتتراوح بين المتوسط والجيد ، وقليل هي المباريات ، التي ارتقى مستواها الى الجيد جدا ، بما يعني بان هناك عمل مضاعف يجب الاطلاع به لتحسين المستوى الفني في دوري المحترفين ، وكذلك في دوري الاحتراف الجزئي ، حيث اثبتت بعض الفرق ان بإمكان المستوى الفني ان يكون جيدا جدا ، وحتى ممتازا في دوري المظاليم ايضا .

ويبدو ان من اسباب هذا المستوى عزوف الجماهير عن كثيري من المباريات ، حيث ما زالت معادلة الحضور الجماهيري مقتصرة على ممثلي المحافظة الكبرى العميد والغزلان ، الذين يحظيان بأكبر قاعدة جماهيرية في الوطن ، بما يضع على عاتق الاندية الاخرى مراجعة حساباتها ، ووضع استراتيجية للاستقطاب الجماهيري مستقبلا ، اسوة بالشباب والظاهرية .

ولا يختلف اثنان في كون الحضور الجماهيري محفزا للنجوم لتقديم افضل المستويات ، وقد صرح لي نجم الثقافي السابق اسامة ابو عليا بانه كان ينتظر لقاءات الشباب على احر من الجمر ، لأنه كان يقدم فيها افضل ما عنده ، كما ان خبير كرة القدم الجزائري الراحل عبد الحميد كرمالي ، الذي لعب في الخمسينات لاولمبيك ليون ، وقاد الجزائر لبطولة افريقيا 1990 قال لي يوما : ان كرة القدم الجميلة تلعب بأقدام النجوم ، وفوق العشب ، وتحت الاضواء ، وبين الجماهير !

عيدية الترجي والهلال !

وكان فريق ترجي واد النيص انتهز انشغال الناس بالعيد ، فالحق الهزيمة بجاره الخضراوي متصدرا الترتيب بفارق الاهداف عن العميد ، وكانت المباراة جيدة ، وشهدت لعبا مفتوحا اشاد به الجميع ، ولكن الكلمة كانت للفريق الذي احسن استغلال الفرص اكثر من غيره .

وعلى منوال الترجي عزف الهلال المقدسي، موقعا الهزيمة بالثقافي في مباراة يبدو انها كانت قريبة من التكافؤ ، ولكنها قربت الهلال منى كوكبة الطليعة ، وأبقت الثقافي في المنطقة الحمراء ، في انتظار ان يأتي الفرج لتلاميذ الخبير الدمث محمد الصباح ، لان الثقافي يملك فريقا لعل مستوى اعماره الاقل في دورينا !

عبقرية عاطف!

وحلبت مباريات الجولة السادسة في اناء العميد الخليل ، الذي دشن الجولة بفوز خارجي على مؤسسة البيرة ، بعد تألق الرهوان ابو بلال ، الذي سجل هدفا رونالدينيا ، يجب ان يوضع في متحف اجمل اهداف دورينا ، وأكمل مسرحية الانتصار بالهدف الثاني من ركلة جزاء ، رافعا رصيد فريقه الى 15 نقطة في صدارة الترتيب ، ويبدو ان لوجود العاطف مع العميد مفعول السحر في جميع المباريات ، لان الشباب فاز في المباريات الخمس التي لعبها شيكابالا ، ولم يخسر الا مباراة الترجي ، التي غاب عنها ابو بلال ! .

وعلى عكس العميد اضاع الاسد البيراوي فرصة الاقتراب من كوكبة الطليعة بهزيمة بطعم العلقم ، بما جمد رصيد الفريق عند سبع نقاط ، هذا ما يقلل كثيرا عن طموحات ابناء الفريق الاحمر - الذي اصر على اللعب بالأبيض - لأنني اعتقد جازما ان البيرة من افضل مدارس كرة القدم الفلسطينية .

ويحمد للعميد في هذه المباراة اشراكه اربعة من واعدي الفريق ممن تخرجوا في مدرسة النادي الكروية ، وممن يستطيعون المساهمة في بناء امجاد العميد مستقبلا ، اذا اتيحت لهم الفرصة ، وحتى لا يغادر هؤلاء القلعة البيضاء ، كما فعل عدد كبير من اللاعبين ، الذي خشوا ان لا يحصلوا على الفرصة وسط ارمادا النجوم الوافدين !

هل طار القندوز ؟

وانفرد الغزلان في المركز الثاني ب13 نقطة بعد فوز شاق على الامعري في لقاء جمع الفريقين على ستاد دورا العامر ، واتسم بالندية والتنافس، وتقارب المستوى بين الفريقين ، الذين سبق لهما تذوق معسول الدوري ، ولكن حيوية الغزال احمد ماهر قلبت الطاولة على رأس تلاميذ حامد زكي ، الذي خلف الجزائري محمود قندوز .

ويحسب لمدرب الغزلان حسن حسين التريث في اقحام الثلاثي هاني ابو بلال وهلال الصانع وعبادة زيادات ، لأسباب تبدو مهنية ، على اعتبار ما كان من عدم المواظبة على التمارين ، ويحسب للغزلان ايضا البدء بعميد الظاهرية الذي خانه الحظ وخرج مصابا .. فيما يحسب لحامد زكي فريقه الذي قدم لقاءا كبيرا ، وخاصة اللاعب اسامة شعبان ، الذي اعتقد انه سيكون له شان في دورينا ، ولكن يبقى على اسرة الامعري المسارعة لاتخاذ خطوات ناجعة لوقف النزيف الاخضر ، لان وضع الفريق اصبح لا يحتمل خسارة اخرى ، والملاحظة برسم ما سيتخذه النائب جهاد طميلة من اجراءات لا تحتمل التأخير !

هدية الجدعان !

واصبح ترجي واد النيص في المركز الثالث ب 12 نقطة ، بعد خسارته المدمية امام جدعان بلاطة ، الذين قلبوا تأخرهم بهدف الى فوز بهدفين ، والأمر عادي ان يخسر هذا الفريق او ذاك ، ولكن غير العادي ان تؤدي الخسارة الى تصرفات تخرج بأصحابها عن الاحترافي ، لانه لا يعقل ان يقدم نجم - ايا كان اسمه - على تمزيق كرت الحكم ، ايا كان السبب !

والمهم هنا ان بلاطة حلب في اناء العميد ، وحلب في انائه اولا ، لان ممثلي جبل النار تقدموا الى المركز السادس بتسع نقاط ، بثلاثة انتصارات وثلاث خسارات ، بما يعني ان بلاطة قادر على التقدم مستقبلا ، وخاصة مع قبول ابن الفريق خليفة الخطيب الاطلاع بمهام العارضة الفنية للجدعان .

همة اهلاوية !

وبقي هلال القدس في المركز الرابع بعشر نقاط ، بفارق الاهداف عن الفائز عليه الاهلي ، حيث حاول ابناء المدرب الدمث غسان بلعاوي الاطاحة بالاهلي في عرينه ، مستغلين الوجع الداخلي في راس الكتيبة الحمراء ، جراء استبعاد احترافي لعدد من اللاعبين ، وإصابة رمانة الميزان توفيق اسعد ... وقد بدء الفريق الازرق المباراة جيدا بهدف من السحر اللاتيني امضاه الكانتلون ، ولكن الرد الاهلاوي كان بهدفين للارملي والضيف .

ويبدو ان الاهلي اصبح يقدم الفوز في اللقاءات على العروض ، وهذا ما اكده المردب الفني ابو الطاهر ، لان العروض الجميلة والفرص الكثيرة لم تجلب للفريق الا الخسارة امام بلاطة ، في انتظار ان يعود الاهلي لعروضه التي زادت من انصاره ، حيث حضر لقاء الاحد اكثر من الف واربعمئة ، معظمهم من انصار الأهلي .

وفي المقابل يحتاج الهلال الى عمل كبير لاستعادة الثقة ، خاصة وان اسد العاصمة يملك امكانيات هامة يجعله قادرا على مزاحمة اهل القمة ، ولكن الكابتن بلعاوي اكد ان الفريق بحاجة الى مزيد من الانسجام ، وبحاجة الى ثلاثة لاعبين في عدة مراكز لتعويض اللاعبين الذين لم تسمح لهم سلطات الاحتلال بالقدوم من غزة .

بهجة النسور!

وتنفس نسور الجبل الصعداء ، متقدمين الى المنطقة الدافئة وسط الترتيب بسبع نقاط ، بعد فوزهم على المكافح اسلامي قلقيلية ، بما يفتح المجال لتسرب الاكسجين النظيف في رئة ابناء الجبل ، الذين يستفيدون من النفس التكتيكي للمدرب - الذي قادهم للبطولة قبل سنوات - سمير عيسى ، فيما لا نفهم ماذا حصل لفريق قلقيلية ، الذي استطيع ان اؤكد انه يقدم كرة جميلة ، ويملك لاعبين قادرين على الذهاب بعيدا في هذا الدوري الشاق ، ولكن يبدو ان الفريق بحاجة الى عمل على جبهة التحضير والإعداد .

ولا يفهم انصار الاسد الخضراوي اسباب تردي واقع الفريق ، الذي حصل على ست نقاط في اول مباراتين ، ثم لم يحصل الا على نقطة واحدة في اربع مباريات ، وكانت هذه النقطة من تعادل شاق في طولكرم امام الثقافي ،ولعل مصدر المرارة ان الخضر كان متقدما بهدفين ، قبل ان ينتفض العنابي ويعدل النتيجة .

ويبدو ان الفريق الكرمي بحاجة الى اعداد من الجانب النفسي ، على اعتبار انه يملك كل مقومات النجاح ، ولكن خبرة لاعبيه لم تسعفهم في الحصول على اول فوز على ارضهم ، حيث اضاعوا عدة مباريات كانت في متناولهم ، كما يبدو ان الفريق بحاجة الى قناص من طينة ابو كشك ، الذي رحل عن الفريق الى القوات مطلع الموسم .

صدارة المظاليم !

الى ذلك واصلت بطولة الاحتراف الجزئي اختطاف المزيد من الاضواء ، وخاصة مع لعبة الكراسي المتحركة التي تطبع رأس القائمة ، حيث فتحت خسارة فرسان الجنوب شباب يطا امام صاحب الهمة بيت لقيا التنافس على مصاريعه مع الجارين شباب دورا الفائز في الرمق الاخير على انصار القدس ، وشباب السموع العائد بفوز لا غبار عليه امام عساكر نابلس .. وبالثلاثة .

وزادت اهمية فوز الليوث وا"لربعية" بعد الخسارة غير المتوقعة للمنافس الكبير مركز جنين امام المنقوص عدديا شباب بين امر ، فيما تبدو النتيجة الاهم خسارة الجمعية بستة لثلاثة امام هلال الاغوار ، اذا علمنا ان خسارة نادي جنين امام فرسان الشمال مركز طولكوم اكثر من متوقعة .

ويبد نادي جنين اكبر الخاسرين في مواقع بطولة المظاليم ، حيث ما زال الفريق الشمالي يبحث عن نفسه ، ولم يستطع ايقاف النزيف ، الذي اصابه منذ سقوطه المدوي من دوري المحترفين ، حيث لم يمكث اكثر من موسم واحد ، فيما تؤشر النتائج الى ان السقوط سيتواصل درجة اخرى اذا لم يسارع الجنينيون الى احتضان ممثل المحافظة الشمالية ، ويبحثوا عن العلاج الناجع لوقف النزيف .

ليس من الاحتراف ...

واتسمت الجولة السادسة بجملة من القضايا التي يجب ان نتوقف عندها ، لأنها لا تمت بصلة الى عالم الاحتراف ، ولعل ابرزها مطالبة الرياضي الخلوق عزام اسماعيل لشباب الخليل بالحضور للعب المباراة بزي غير الابيض ، في طلب غير مفهوم ، لان عالم الاحتراف يفتح مجال التنافس بين الفرق للعب بالونها الاساسية ، ووجد الحل الأدبي بان يلعب الفريق مبارياته البيتية بزيه الاصلي ، في ميزة لإرضاء الجماهير ، ولكم ان تتصورا لو ان برشلونة طالب الريال بلعب الكلاسيكو القادم بالأبيض ، يا فرحتي .. برشلونة يلعب بالأبيض ! .

اما ان يطالب الفريق بلعب مباراة بيتية له بلون غير لونه الاصلي ، وباللون الاصلي للفريق الضيف فلعمري ان هذا ليس من الاحتراف في شيء ، تماما كما ان اقدام متصدر الترتيب على استعارة زي فريق اخر للعب المباراة ليس من الاحتراف ، لان الاصل ان يكون كل فريق قد جهز نفسه لدوري الاحترافي بلونين مختلفين .

اخرسوا هؤلاء ..

وليس من الاحتراف ايضا ما نسمعه في المدرجات من شتم جارح للحكام ، بما يطال اعراض الناس وشرفهم ، وبما يقتضي ان تبادر الاندية الى قطع الالسنة التي تصر على ايذاء الحكام ، ممن يستخدمون الالفاظ السوقية في الهتاف ضد قضاة الملاعب ، مطالبين الفرق بكبح جماح هؤلاء ، ومطالبين الاتحاد بمواصلة اتخاذ الاجراءات الرادعة ضد من يواصلون تلويث الملاعب .. رغم تفهمنا ما قد يقع فيه الحكام احيانا من زلات ، ولن نشهر السيوف في وجههم بسبب هذه الزلات ، لان هناك جهات مختصة لدراسة اداء الحكام ، وعلى هذه الجهات ان تأخذ بالحسبان ما قد يقع فيه الحكام من تضارب في القرارات احيانا ، لان الامر اذا حصل يساهم في توتير اجواء المباراة .

للرياضيين فقط!

وليس من الاحتراف ان يحاول البعض توظيف صفاته غير الرياضية في شؤون الرياضة ، بمعنى ان يقحم احد ايا كان صفته الوظيفية - المدنية او غير المدنية - في مهامه الرياضية ، بما قد يخلق بلبلة ، او يفتح نوافذ للخلل في تطبيق القانون على الجميع ، فالحكم يأتي للملعب بصفته كحكم لا كمعلم مدرسة ، والمدرب في الملعب لأنه مدرب كرة قدم لا لأنه رجل اعمال ، واللاعب في الملعب نجم كروي لا ابن العائلة الفلانية ، والإداري في الملعب لأنه مسير في فريق ما ، لا لأنه موظف في مؤسسة ما ، والمعالج يأتي الى الملعب لأنه مسئول عن صحة اللاعبين لا لكونه يعمل في جهاز منا ّ

اخيرا ..

ورغم كل ذلك يواصل قطار الدوري الاحترافي وشبه الاحتراف مسيرته واصلا الى المحطة السادسة ، في انتظار المحطات القادمة ، التي تبدو اكثر سخونة وصعوبة ، لأنها ستكون مواجهات محلية قوية ، وتجمع ابرز المتنافسين في لقاءات مفتوحة ، لتصبح الامتحان الحقيقي للتنافس ، قبل التعرف على الفرق التي ستواصل السباق في المقدمة ، وتلك التي ستدخل المنطقة المكهربة ، ويصبح شغلها الشاغل الهروب من المناطق الحمراء.