|
ناشطات شابات يروين تجربتهن خلال مشروع تقوية القيادات
نشر بتاريخ: 24/10/2013 ( آخر تحديث: 24/10/2013 الساعة: 14:14 )
رام الله - معا - تشعر الناشطة فوزية سليمان من جمعية العمل النسوي في الخليل، بالفخر، مما حققته من معرفة وإدراك بعد التحاقها بدورة تدريبية نفذتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" ضمن مشروعها "تقوية التيارات النسوية في العمل السياسي، الذي تشرف عليه مديرة برنامج تعزيز المشاركة المجتمعية لميس الشعيبي، وشارك فيه العديد من ناشطات العمل السياسي والطلابي من فصائل وحركات فلسطينية متعددة، بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الـ "UNDP".
وفي هذا السياق، تؤكد د. للي فيضي المدير التنفيذي لمؤسسة مفتاح، أن مشروع دعم القيادات النسوية الشابة في العمل السياسي، هذا يأتي في سياق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة الهادفة إلى تمكين مكونات المجتمع القيادية من المشاركة في تعزيز الديمقراطية والحكم الصالح، ورفع الوعي المجتمعي تجاه حقوق المواطنة الصالحة وواجباتها، ودعم القيادات النسوية الشابة وتمكينها في مواقع صنع القرار وقيادة المجتمع. وتقول الناشطة فوزية سليمان:"هذه الدورة التي بادرت إليها مؤسسة "مفتاح"، صقلت شخصيتي، وبت قيادية في مجتمعي، أدير الآن شؤون مؤسسة، وبت مستشارة لكثير من النساء في منطقتي. وتقول فوزية "ينتابني الشعور بالسعادة لكوني حققت ذلك، من خلال ما تعلمته من هذه الدورة التدريبية". وتحمل سارة الزعانين، وهي ناشطة طلابية من قطاع غزة، القناعة ذاتها. فاستهدافها ضمن هذا المشروع بالنسبة إليها كان جيدا ومفيدا، وزاد من معرفتها، ومن تغيير النظرة إليها داخل مجتمعها. تقول" استفدت من فعاليات وأنشطة هذا المشروع، أولا على صعيد علاقتي بأسرتي. ولقد أصبحت أكثر قدرة وجرأة كناشطة، وكسيدة فلسطينية". وأسمهان الزيتي من قطاع غزة أيضا وهي ناشطة طلابية اخرى، قالت" كثير مما تعلمته نقلته إلى زميلاتي ورفيقاتي. وحتى لدى والدتي وشقيقاتي، وبالتالي تغيرت طريقة تفكيري، وتفكير من نقلت إليهن ما تلقيته من تدريبات من مشروع دعم القيادات النسوية الشابة. ما حدث كان رائعا". أما الناشطة السياسية، لنا أبو بكر من سلفيت، فكانت تشكو بداية مما قالت أنها "عنصرية" في التعامل معها كفتاة. مع ذلك وجدت من يقف معها وإلى جانبها ويقدم لها الدعم اللازم، ما جعلها تتجاوز ذلك الشعور، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من وعي وإدراك واطلاع بجدارتها هي، وأيضا بمساعدة من دعموها ووقفوا إلى جانبها، وتشير بذلك إلى مؤسسة "مفتاح". ولكن التدريبات من خلال المشروع بالنسبة إلى أبو بكر، طرح أمامها تحديا من نوع آخر فيما يتعلق بحقها كناشطة سياسية في الترشح وتصدر مكانة مهمة داخل تنظيمها السياسي جنبا إلى جنب مع زميلها ورفيقها الرجل، وعلى نفس المستوى من الندية. تقول" كانت تلك نقطة التحدي الرئيسية بالنسبة لي. فإذا كان من حق زميلي مثلا أن يترشح، من حقي أنا أيضا الترشح. البعض أبدى استغرابه من قناعاتي الجديدة بهذا الشأن باعتباري فتاة، وفي سن صغيرة. ومنهم من تساءل مستغربا: كيف تجرؤين وتطرحين نفسك مرشحة لقيادة اللجنة المركزية، بل حتى لعضوية الفرع، والترشح للانتخابات الجامعية. لعل هذا ما استفدته من تدريبات المشروع الذي وفرته لي "مفتاح". وتروي الناشطة الطلابية هديل زيادة من القدس كيف أن دخولها في العمل السياسي فرض عليها قيودا بسبب معارضة أهلها لذلك، لكن ذلك لم يمنعها من الانخراط في هذا العمل، رغم تلك القيود. وللمدربات في هذا المشروع رأي وتجربة يروينها. وتقول رتيبة النتشة، وهي ناشطة سياسية من القدس" ما أتذكره خلال دراستي الجامعية، أنني كنت أرفض بداية الانضمام إلى أي فصيل سياسي. فقد كنت أؤمن بأن الوطن رسالة شاملة، على الانسان أن يعتنقها وينتمي إليها ويقدمها على أي انتماْء آخر، ودون أن يضع لنفسه أطرا تحدد عمله بغض النظر عن قناعاته التي يؤمن بها أو لا يؤمن". تضيف" كما كنت أعتقد أن المرأة التي استطاعت أن تحقق طموحها بالوصول إلى منصب سياسي قد انتهى بحصولها على ذلك. وأن طموحاتها التالية توقفت عند هذا الحد، بفعل العادات والتقاليد التي من الممكن أن تحد من ذلك. لكنني وجدت الواقع مختلفا، وغير ذلك تماما. ومن أجل ذلك وجدنا من الضرورة أن نعالج قضايانا مرحلة مرحلة، لا أن نطلقها دفعة واحدة. وبات هذا ينعكس على كل أمور حياتي. ولهذا حين أشارك في تثقيف فتياتنا أحرص أن لا تكون القضايا التي نناقشها مطلقة ونهائية". في حين تشير ريما نزال عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والتي استضافتها اللقاءات الحوارية المنفذة خلال المشروع التدريبي مع القيادات النسوية الشابة إلى ما تصفه بفجوات مختلفة ومتنوعة في المجتمع المحلي، ما يتطلب كسر هذه الفجوات وتبديدها. تقول" دعونا نعترف أولا بأن هناك الكثير من الفجوات بين فئات المجتمع. وهي فجوات مختلفة ومتنوعة، ومن ضمنها فجوات معرفية، وفجوات في الخبرة والتجربة وفي المصطلحات والمفاهيم، وبالتالي هذه التدريبات واللقاءات تخدم الهدف في تبديد تلك الفجوات والتخفيف منها، وخلق حالة من التفاهم والانسجام، وتبادل الخبرات من قيادة تاريخية وبدأ العمل النضالي مبكرا، وما بين قيادات تتلمس خطواتها من أجل أن يكون لها دور في المجتمع". أما لميس الشعيبي مديرة برنامج تعزيز المشاركة المجتمعية، والمشرفة على تنفيذ أنشطة وفعاليات المشروع، فتقول " تسعى "مفتاح" من خلال تقوية القيادات السياسية الشابة في العمل السياسي، إلى استهداف مجموعة من القيادات النسوية الشابة. وإذا نظرنا إلى العمل النضالي والسياسي الفلسطيني على مر التاريخ، نلمس بوضوح الدور البارز والفاعل للنساء الفلسطينيات. لكن خلال السنوات الأخيرة شهدنا تراجعا وعزوفا عن هذا الدور، لذا حاولنا من خلال تدخلنا مع بعض المرشحات من قبل الفصائل الفلسطينية المختلفة والناشطات في العمل السياسي، وفي الأطر الطلابية في الجامعات الفلسطينية التابعة أيضا لبعض الفصائل أن تقدم لهن دعما من خلال إعطائهن الفرص المواتية لتقوية ودعم مهارات قيادية لديهن إلى جانب صناع القرار، ومع أصحاب المسؤولية في كل فصيل بهدف رفع قدراتهن وتعزيز كفاءاتهن وصولا إلى مواقع صنع القرار". تضيف الشعيبي" نحن نعمل على تطوير شبكة من الشباب الفاعل الذي يمتلك الرؤية في التعبير، وبالتالي نحاول دمج هؤلاء الناشطات اللواتي أصبحن عناصر فاعلة حتى يصنعن تأثيرا أكبر وليكن محفزات ويتمتعن بدور أكبر في الشبكة التي نعمل على تطويرها. |