وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

120 طالبا من ذوي الاحتياجات الخاصة مهددون بإغلاق مدرستهم

نشر بتاريخ: 26/10/2013 ( آخر تحديث: 27/10/2013 الساعة: 08:50 )
غزة- معا - مدرسة النبراس الخاصة هي مدرسة من احدى المدارس القليلة في قطاع غزة التي تهتم بفئات مهمشة ومتخصصة في تأهيل الاطفال ذوي القدرات العقلية المتدنية والمتفاوتة ما بين بسيط ومتوسط وممتاز، وتم انشاءها عام 2001 على ايدي مجموعة من الاكاديميين من حملة الشهادات العليا في العلوم الانسانية.

وتم انشاء هذه المؤسسة لخدمة ورعاية فئة معينة من اطفال القطاع نتيجة التهميش الذي تعيشه بعض الفئات، نتيجة عدم وجود مؤسسات خاصة تهتم بها.

مرح ولعب ولهو هي حياة الاطفال داخل المدرسة، والذين لديهم احتياجات خاصة تم توفيرها لهم داخل اسوار المدرسة، وتم توفير الاجواء المناسبة لهم للشعور بالارتياح بين زملائهم.

ولكن اليوم بعد 13 عاما على افتتاح المدرسة، قد بدأ العد التنازلي للمؤسسة نتيجة عدم قدرتها على تلبية احتياجاتها وتوفير الموارد المالية الكافية لإكمال المسيرة.

اسماء المطوق مديرة المدرسة تسرد تاريخ هذه المدرسة قائلة "المدرسة كانت تضم 120 طالبا من هذه الفئة الخاصة تتراوح أعمارهم ما بين 6 الى18 عاما من كلا الجنسين حيث حظيت هذه الفئة بكل رعاية واهتمام من قبل العاملين في المدرسة وسخرت كافة الإمكانات المادية والمعنوية لخدمتهم, فيوجد لكل طفل خطة سنوية وفصلية وشهرية ويومية مكتوبة لمتابعه حالته ".

وتتابع " سوء الاحوال الاقتصادية جعلت هناك عجزا ماديا وخاصة بعد تخلف العديد من الأسر عن دفع مستحقات الرسوم وهذا لصعوبة أوضعاهم المادية وقله المتبرعين الداعمين للمدرسة، وسيتم إغلاقها خلال الفترة القادمة إذا لم يتم توفير عائد مادي يسد العجز المادي المتراكم على المدرسة وبذلك حرمان هذه الفئة من الحصول على حقهم في التعليم مثل باقي الأطفال كما حرم جزء منهم".

وتذكر المطوق ان قرار الإغلاق ليس هو القرار الأول الذي يتم بحثه ومناقشته لتطبيقه فقبل هذا القرار تم إيقاف 60 طفلا من المدرسة لعدم قدرتهم على دفع الرسوم المدرسية, ووقفت الإدارة حائرة أمام كيفية تعويض احتياجات المدرسة من مدرسين ووسيلة نقل واحتياجات لوجستية مختلفة مع العجز المادي الذي أصابها.

ومن جهتها ترى نازك سكر المحاسبة في المدرسة أن المصائب تتوالى على هذه الفئة فلم تقف معاناتهم عند حد الإعاقة بل امتدت إلى أن تصل إلى المدرسة الوحيدة التي تستوعبهم فتعاني المدرسة من غياب التمويل والتجاهل الشديد من المسؤولين وتقوم فقط على الرسوم الممنوحة من عائلات الأطفال والتي لا تكفي احتياجات المدرسة.

وتضيف "كما تعاني هذه المدرسة التعليمية من ضعف الميزانية المخصصة لها فقلت قدرتها على الرغم من أن هؤلاء الأطفال لديهم طاقات إبداعية كبيرة تحتاج فقط من يكتشفها ولكنه في ظل هذا التهميش يتم طمسها".

وتبين أن هؤلاء الأطفال لا يمكن دمجهم داخل المدارس لوضعهم الحساس جدا, وهم يتلقون في مدرسة نبراس طرق تدريس خاصة بهم من قبل 4 مدرسات متخصصات يتم دفع رواتبهم من المدرسة ومدرس مفرز من وزارة التربية والتعليم بعد الاعتراف بها.

وأكدت أن المدرسة لا يوجد لها أي داعم خارجي سوى أدراجها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع رمزي السويركي ضمن مشروع النظام العالمي للغذاء الممول من فرنسا كباقي المدارس الحكومية في قطاع غزة.

وتضيف " المدرسة تقوم على تحصيل المستحقات المالية من عائلات الأطفال وهي تعتبر رمزية فكل طالب مطالب بدفع رسوم 50 شيقل للمدرسة و50 شيقل رسوم نقل لمن تقوم المدرسة بجلبه, ونظرا لتدني الوضع الاقتصادي تراكمت المستحقات المالية على الطلاب وتخلفت عائلاتهم عن الدفع ".

وتوضح انه عندما طالبت إدارة المدرسة أولياء الأمور دفع المستحقات القديمة تخلفوا وقاموا بحرمان أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة ويعود السبب للأوضاع المادية وليس لأمر أخر, وبذلك تقلص عدد الطلاب وتراكمت المستحقات على المدرسة.

هذه الأسباب كانت وراء التفكير بقرار الإغلاق لتقول سكر "ومع هذه الإيرادات المتدنية في المدرسة وقفنا عاجزين عن اكمال المسيرة التعليمية لهؤلاء الأطفال , حيث إشرافها على الإغلاق نظرا لزيادة المستحقات المالية من أجرة الحافلة التي تنقل الطلاب من والى المدرسة ,وأجور المعلمات الرمزية والمتمثلة في 350 شيكل للمعلمة ، وتنوه إلى أن المدرسات والعاملات في المدرسة لا يتقاضون رواتب منذ فترة كبيرة جدا.

وتحاول سكر بكل طاقتها أن تبحث عن حلول وأن تحصل على أي تبرعات مادية أو عينية لتساعد في استمرار المدرسة ولتخرجها من هذه الضائقة واقلها في الوقت الحالي تغطية أجرة الحافلة المتمثلة بمبلغ 1800 شيكل شهريا.

وتتمنى أن تجد من الحكومة والمسؤولين والمؤسسات الدولي وفاعلي الخير اهتمام لهؤلاء الأطفال لمساعدتهم على أن يكملوا حياتهم التعليمية.
وانعكس القرار على أولياء أمور الطلبة حيث تبدلت نفسيتهم وأصبح الخوف على مصير أبنائهم هو المسيطر عليهم ,فالشارع هو مصير هؤلاء الأطفال , فلا يستطيعون إرسال أبنائهم إلى المدارس لدمجهم مع أقرانهم الطبيعيين لأنهم يحتاجون إلى رعاية واهتمام خاص.

وقالت أم إبراهيم الددا, ان ابنها احد طلاب المدرسة من مواليد 1996, والتحق في المدرسة عام 2008 " طفلي تلقى اهتماما كبيرا في هذه المدرسة حيث تعلم العديد من السلوكيات التي عجزنا نحن كعائلة له رغم اهتمامنا به في تعليمة هذه السلوكيات فهو يعاني من تدني الاستيعاب لديه ,وحاليا متخوفين من اقفال المدرسة فأين سيكون مصير ابني وغيره من هذه الفئة ".

وتنتظر المدرسة تحديد مصيرها خلال الايام القليلة المقبلة، فربما تنقشع غيمة الظلام عنها وتشرق شمسها من جديد على اطفال المدرسة، وقد يسوء حظها وتغلق نتيجة عدم توفر المبالغ اللازمة لتسيير امورها، الامر الذى سينعكس سلبيا على حياة الاطفال واهاليهم.