وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ام مصباح شقير و29 عاما من الوفاء لزوجها المعتقل في سجون الاحتلال

نشر بتاريخ: 29/10/2013 ( آخر تحديث: 30/10/2013 الساعة: 09:37 )
سلفيت - معا - ام مصباح شقير لم تكن قد وصلت الى الثلاثين من عمرها بعد ...حين داهم الاحتلال منزلها ببلدة الزاوية غرب سلفيت في العام 1986 بهدف اعتقال زوجها عفو مصباح شقير مخلفا لها اربعة اطفال اكبرهم بنت في السابعة من عمرها واصغرهم رضيع بعمر شهور معدودة اضافة الى عدد من الاخوة الاطفال واكبرهم 13 عاما كان الاسير عفو بمثابة الاب لهم ايضا.

حمل لم يكن من السهل على شابة في هذا العمر تحمله وحمله غير ان الوفاء للزوج وحب الامومة كانا الدافع لهذه السيدة من ان تتحمل مسؤوليات واعباء الحياة وحدها فما كان بها غير ان تاخذ زمام المبادرة والعمل بجد وجهد ليل نهار لتوفر ما امكنها من طعام لاطفالها واخوة زوجها حتى ان تمكنوا من اكمال تعليمهم الجامعي فربتهم واحسنت التربية.

اعوام من العذاب والحسرة عاشتها هذه السيدة وهي في عز شبابها تنتظر الامل بالافراج عن زوجها الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة حيث تقول ام مصباح "لم يكن من السهل علي ان اعمل واربي اطفالي واتابع تحركاتهم في المنزل وخارج المنزل حرصت على ان تربية اطفالي احسن تربية وحرصت على ان يكونوا باحسن اخلاق ربيتهم وبنيت لهم بيتا ياويهم وهذا بفظل الله".
|247334|
وعن ما قام به زوجها تقول ام مصباح انني افتخر بما قام به زوجي من مقاومة للاحتلال فزوجي لم يسجن على جنحة وانما سجن بسبب حبه لوطنه وضحى من اجله وهذا يستحق مني انا ايضا ان اضحي من اجله واتحمل ما تحملته من تربية لابنائي في ظل غيابة والعب دور الام والاب والاخ لاولادي واخوة زوجي فكنت احرم نفسي من الكثير لاوفر لهم متطلباتهم.

مشاعر الفرح تختلط بمشاعر الخوف:
واليوم وبعد ان ورد اسم زوجها ضمن اسماء الاسرى المنوي الافراج عنهم تلقت ام مصباح الخبر وهي برفقة والدتها في احد المشافي الفلسطينية بعد ان كانت والدتها تعرضت الى جلطة دماغية فما كان بها سوى ان تبكي تارة وتضحك تارة اخرى رافعة يديها الى السماء ان يحفظ لها والدتها كي تكتمل فرحتها التي غابت عنها وانتظرتها طويلا فما كان الى ان الله استجاب لدعواتها وابلغها الاطباء ان حالة والدتها مستقرة .
|247333|
وما ان رافقنا ام مصباح الى دخل منزلها وجدنها وقد بدأت تحضير كل ما كان قد طلبه منها زوجها في اخر زيارة الزيت والزيتون الذي اعدته بيديها ليكون حاضرا في انتظار الزوج الذي طال انتظاره فبدموع الالم بنت هذه السيدة عش احلامها وبدموع الفرح اليوم بدأت بتحضير متطلبات زوجها الذي سيعيد اليها الحياة من جديد.

الابناء والبنات والاحفاد والاخوة جميعهم تجمعوا في منزل ام مصباح مهنئين لها قبل ان يهنئوا انفسهم بهذا الافراج ففرحتهم كانت لفرحها هي بعد ان عانت كل هذه السنوات واليوم ام مصباح ستعود للحياة من جديد بعد 29 عاما.
|247335|
|247336|
|247337|
|247338|