وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عبد ربه: لا جديد في المفاوضات وإسرائيل تسعى لنسفها

نشر بتاريخ: 29/10/2013 ( آخر تحديث: 29/10/2013 الساعة: 20:27 )
رام الله - معا - أكد ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عدم وجود أي تقدم ملموس في المفاوضات الجارية، إذ إن إسرائيل تسعى إلى كسب الوقت والمماطلة لتوسيع الاستيطان وفرض وقائع جديدة على الأرض تنسف هذه المفاوضات، وتدمر أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة.

وقال عبد ربه خلال استقباله، اليوم الثلاثاء، وفداً إعلامياً عُمانياً يزور فلسطين: إن الموقف الإسرائيلي التفاوضي الحالي هو أسوأ موقف إسرائيلي منذ أكثر من 20 عاماً، فهم يريدون الأمن- حسب مفهومهم- أولاً، وأن يكون ترسيم حدود دولة فلسطين خاضعاً للاحتياجات والضرورات الأمنية الإسرائيلية التي لا تنتهي، ومن شأنها تقويض إمكانية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

وأضاف: كما يدعو المسؤولون الإسرائيليون، وفي مقدمتهم رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو، الفلسطينيين إلى التخلي عن القدس والاعتراف بإسرائيل دولةً للشعب اليهودي، ما يؤكد أن هذه الحكومة ليس على أجندتها سوى المزيد من التطرف والاستيطان وقضم الأرض وتصعيد سياسة الهدم والاقتلاع.

وأشار عبد ربه، في هذا الصدد، إلى أن استطلاعات الرأي، بما فيها الإسرائيلية، تؤكد تصاعد التطرف بشكل ملحوظ في المجتمع الإسرائيلي.

وأكد عبد ربه مجدداً تمسك القيادة الفلسطينية بالقدس الشرقية عاصمةً لدولة فلسطين على الأرض المحتلة عام 1967، وأن لا حل ولا سلام دون ذلك، مكرراً موقف القيادة برفض أي حلول مؤقتة أو ما يسمى الدولة ذات الحدود المؤقتة.

وأطلع عبد ربه الوفد العماني على الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية الزيارات المتكررة للأشقاء العرب للاطلاع على أرض الواقع على معاناة الشعب الفلسطيني وعذاباته اليومية جراء الاحتلال وإجراءاته العنصرية.

وأشار عبد ربه إلى ما تتعرض له مدينة القدس من "خطوات ومشاريع إسرائيلية مخططة مدروسة لفرض واقع جديد في المدينة، وحتى في منطقة المسجد الأقصى، الذي يتعرض لاقتحامات متكررة للمستوطنين بشكل يومي، في محاولة لتقسيمه جغرافياً وزمانياً، إضافة إلى الحفريات الإسرائيلية المتواصلة بذريعة البحث عن "الهيكل" المزعوم لتُحكم سلطات الاحتلال قبضتها وسيطرتها عليه".

وأضاف: كما أن هناك تجمعات من البدو الفلسطينيين حول القدس وفي مناطق الأغوار وجنوب الخليل ومواقع أخرى تستهدفهم سلطات الاحتلال بسياستها العنصرية، حيث تدمر ممتلكاتهم وتُخليهم من أرضهم، بذريعة أنها مناطق عسكرية".

وفي ظل ذلك، أكد أمين سر تنفيذية المنظمة أن "لا سبيل أمامنا سوى الصمود على الأرض بكافة أشكاله، وتوفير مقومات الصمود والبقاء للمواطنين، وذلك بتحسين الوضع التعليمي والصحي والحياتي للمواطنين، ودعم المشاريع، بما في ذلك الثقافية والفنية لأهميتها في الحفاظ على الهوية الفلسطينية وتعميقها.

وأضاف: هناك جيل مميز من المبدعين والمثقفين الفلسطينيين، وفي مقدمتهم محمود درويش، كانت لهم المساهمة الأبرز في تشكيل الوعي الفلسطيني والحفاظ على الهوية والفكر الوطنيين وحمايتهما من التشويه والاستلاب.

المصالحة تصطدم برفض حماس

وبشأن المصالحة، أكد عبد ربه أن "القيادة بذلت كل جهد ممكن لتحقيقها، قبل الربيع العربي وبعده، وهذه الجهود مستمرة، إلا أننا في كل مرة نصطدم بموقف حماس الرافض لأي مبادرة لإنهاء الانقسام".

وقال عبد ربه: دعونا حركة "حماس" إلى تشكيل حكومة مستقلة تشرف على إجراء الانتخابات، وأنه مهما كانت نتائج هذه الانتخابات يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع، لأننا في مرحلة تحرر وطني، ويشاركون في منظمة التحرير ومؤسساتها، وتُفتَح لهم أبواب الشرعية الدولية.

وأضاف: إلا أننا لم نجد استجابةً وجدية من حركة حماس، بل أحياناً نجد مواقف براغماتية تقول إنها مع المصالحة، فيما هناك مواقف أخرى تعلن صراحةً عدم تخليها عن غزة كقاعدة لهم، وهناك من يرفض أصلاً الحديث عن المصالحة.

وأوضح أن "القيادة الفلسطينية، رغم كل ذلك، أرسلت رسائل متعددة لقادة حماس، فحواها أن لا تعتمدوا ولا تراهنوا على التغيير في الإقليم، بل تعالوا نُحدث التغيير عندنا، بغض النظر عمن يحكم في هذه الدولة أو تلك".

زيارات مرتقبة

بدوره، شكر رئيس الوفد العُماني عوض باقوير القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس على التسهيلات التي قدموها لهم لإتمام هذه الزيارة وإنجاحها، مشيراً إلى أنهم اطلعوا على أرض الواقع على معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال والحواجز وجدار الفصل العنصري ومواصلة الاستيطان واعتداءات المستوطنين.

وأعلن باقوير من مقر أمانة سر منظمة التحرير أن هناك وفوداً أخرى من عُمان ستزور الأرض المحتلة، لتعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين، داعياً المجتمع المدني وكافة المؤسسات والاتحادات والنقابات والجمعيات العربية إلى تكثيف زيارة فلسطين والتضامن مع شعبها وقضيته.

وكشف أن الصحافيين العُمانيين قدموا ورقة إلى الاتحاد العربي للصحافيين تطالبه بتنظيم الزيارات لفلسطين، وتكثيف دوره في دعم القضية الفلسطينية ومناصرة شعبها، مستنكراً "بعض الدعوات لمقاطعة زيارة فلسطين بذريعة التطبيع، متجاهلةً أن الزيارة للشعب الواقع تحت الاحتلال، وليس لسلطة الاحتلال".

ولم يُخفِ الوفد العُماني إعجابه بما شاهد من تطور عمراني ومجتمعي وثقافي في المجتمع الفلسطيني، على الرغم من سياسة التدمير والهدم الإسرائيلية الممنهجة.

وكان الوفد العُماني التقى مساء أمس الاثنين صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ووفداً من أمانة سر منظمة التحرير، حيث أطلع رأفت الوفد على الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، واستهداف الإنسان الفلسطيني وأرضه وحرمانه من أدنى مقومات الحياة الكريمة.