وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

26 أسيراً ينالون الحرية أخيراً بعد اعتقال لأكثر من عقدين

نشر بتاريخ: 30/10/2013 ( آخر تحديث: 30/10/2013 الساعة: 09:06 )
رام الله- خاص معا – عند الساعة الواحدة من فجر الأربعاء، أفرجت سلطات الاحتلال عن 26 أسيراً فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهم معتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو.

ووصل 21 أسيراً إلى مقر الرئاسة في رام الله، و5 أسرى لمعبر بيت حانون في غزة، حيث كان في استقبالهم ذووهم وآلاف المواطنين وعدد كبير من المسؤولين الفلسطينيين.

وخرج أسرى غزة المفرج عنهم الليلة الى الجانب الفلسطيني من معبر بيت حانون "إيرز" والتقوا بأهاليهم هناك في احتفالات عارمة.

وكان في استقبال الأسرى المفرج عنهم في رام الله الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، ووزير شؤون الأسرى عيسى قراقع، وعدد من أعضاء القيادة الفلسطينية في مقر المقاطعة.

وصدحت مكبرات صوت بالأغاني الوطنية الفلسطينية، وسط أجواء من الفرح تخللها رقصات شعبية فلسطينية.

هي لحظات تاريخية طال انتظارها، تمناها الشعب الفلسطيني في كل لحظة مرت أو كادت أن تمر، تكللت اليوم بعناق الأسرى المحررين لذويهم الذين طالما حلموا بضمهم منذ عقود طويلة.

وأكد الأسير المحرر رزق صلاح من محافظة بيت لحم في أول حديث له بعد الافراج عنه "كنت أتمنى مشاهدة جميع إخواني الاسرى، وان تكون جميع السجون بيضاء دون معتقلين".

وتابع قائلا: "من اصعب اللحظات هي وداع الزملاء الذين تشاركنا معهم في مقارعة السجان قضيت 21 عاما في سجون الاحتلال، وعشت مع عائلتي فقط خمس سنوات".

من جهته قال الاسير المحرر خالد الازرق من مخيم عايدة ببيت لحم إن شعور الحرية لا يوصف وأن فرحتهم لا تكتمل الا بالافراج عن باقي الاسرى.

وأضاف أن اللحظات الاخيرة كانت لحظات ترقب وتلاعب في الاعصاب من قبل ادارة سجون الاحتلال وكان هناك محاولة لاستفزاز الاسرى من قبل مصلحة السجون.
من ناحيتها، انتظرت أم وسية زوجها الأسير محمد ابراهيم محمد نصر 29 عاماً وهو يقبع في سجون الاحتلال، كان الانتظار فيها مريرا صعبا، لكنها تقول: لست واثقة بان قدماي ستحملانني وانا بانتظار ان اراه، وأنا سعيدة لأبعد الحدود، وأدعو أهالي الأسرى إلى عدم القنوط، لأن حرية الأسرى قادمة لا محالة.

أم وسيم من قرية صفا غربي رام الله، أوضحت أن زوجها البالغ من العمر 59 عاماً اعتقل بعمر 27 عاماً، وترك خلفه ثلاثة أطفال: وسيم، ولارا، وبيسان، والتي كانت في أشهرها الأولى، ولكنه اليوم سيخرج ليشاهد أحفاده الذين سيراهم لأول مرة.

وقال مراسل معا إن الاحتلال استخدم الغاز المسيل للدموع والمياه العادمة لتفريق أهالي الأسرى ووسائل الإعلام أمام بوابة سجن عوفر.

فبعد ساعات طويلة قضاها ذوو الأسرى في انتظار ابنائهم، أمام بوابة معتقل عوفر المقام على أراضي بلدة بيتونيا غرب رام الله، بزغت أضواء الحافلات التي تقل الأسرى المحررين، وسط هتافات المتواجدين، وانطلاق الموكب الكبير بمصاحبة أهالي الأسرى صوب مقر الرئاسة "المقاطعة"، وهناك كان قرابة سبعة آلاف ينتظروف أحبائهم.

ويأتي الافراج عن القائمة الثانية من الأسرى الفلسطينيين وفقا للاتفاقية التي تم التوصل اليها بين الحكومة الاسرائيلية والجانب الفلسطيني والأمريكي، المتمثلة بالافراج عن 104 أسرى معتقلين ما قبل أوسلو، خلال المفاوضات المباشرة والتي تم تحديد سقفها الزمني بـ 9 اشهر، حيث قررت الحكومة الاسرائيلية الافراج عنهم على 4 مراحل، وتم تشكيل لجنة وزارية خاصة لتحديد اسماء وعدد الاسرى وكذلك الزمن الذي سيتم الافراج عنهم.


الرئيس: خسئ كل من يقول الأسرى مقابل الاستيطان
قال الرئيس محمود عباس إن هناك البعض من "غير الوطنيين" يشيعون بأن القيادة الفلسطينية عقدت صفقة الافراج عن الاسرى مقابل وقف الاستيطان، قائلا لهم "خسئتوا فالاستيطان باطل".

وأضاف الرئيس خلال كلمة له، اليوم الاربعاء، اثناء استقبال أسرى الضفة الغربية الـ21، الذين أفرجت عنهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضمن الدفعة الثانية من الأسرى القدامى في مقر الرئاسة برام الله "اننا قلنا الاسرى سيعودون الى بيوتهم وليس الى مكان أخر وهذه فرحتنا الثانية وبعد شهرين ستكون الفرحة الثالثة ثم الرابعة فالخامسة حتى يطلق سراح كل الاسرى ولن تكتمل فرحتنا الا باخراج كل الاسرى".

من جانبه، اعتبر وزير شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع هذا اليوم باليوم التاريخي، وبأنه يوم فرح عظيم ومميز، مهنئاً الشعب الفلسطيني وأهالي الأسرى والرئيس على الانجاز الوطني الكبير، معتبراً أن هذا هو يوم استفتاء شعبي على مدى تعطش الشعب الفلسطيني للحرية والانعتاق من القيد والاحتلال.

وأضاف قراقع: نحن ننتظر الدفعات الأخرى التي انشاء الله ستتم، الدفعة الثالثة في 29/12/2013، أما الدفعة الرابعة فستكون بتاريخ 29/3/2014، وبذلك يطلق سراح كل الأسرى الذين اعتقلوا قبل اتفاقية أوسلو وبدون استثناء.

وشدد قراقع على أن إسرائيل أرجأت الإفراج عن أسرى القدس والداخل الفلسطيني للدفعات الأخيرة، ولكن في النهاية سيفرج عنهم خلال الدفعتين القادمتين، هذا التزام وهذا اتفاق لن يستثنى أي أسير من الأسرى الذين اعتقلوا قبل أوسلو بمن فيهم أسرى القدس والداخل الفلسطيني.

ووضع الأسرى المحررون إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرافات، وقرؤوا الفاتحة على روح الرئيس الشهيد.

وكانت سلطات الاحتلال أفرجت منتصف آب الماضي عن الدفعة الأولى من الأسرى الذين اعتقلوا قبل أوسلو، والبالغ عددهم 26 أسيرا، منهم 14 من قطاع غزة و12 من الضفة الغربية.