|
جنين تتنفس حرية بتحرير 6 من ابنائها
نشر بتاريخ: 30/10/2013 ( آخر تحديث: 31/10/2013 الساعة: 09:16 )
جنين – تقرير معا – ما ان دقت الساعة الرابعة فجرا حتى تحولت مدينة جنين الى كتلة لهب جراء اطلاق الالعاب النارية وكسرت ابواق المركبات حاجز صمت الليل وسكونه ... احتفاء بوصول الاسرى المحررين الستة ضمن الدفعة الثانية وهم هزاع السعدي ومحمد تركمان واسامة ابو حنانة واحمد عبد العزيز ومحمد الصباغ وعثمان بني حسن اللذين استنشقوا نسيم الحرية بعد سنوات طويلة
معظم اهالي محافظة جنين واصلوا النهار بالليل حتى ساعات الفجر وهم ينتظرون لحظة الوصول وشوارع زينت بصور الاسرى المحررين بالاضافة الى صور الرئيس محمود عباس والشهيد ياسر عرفات والاجهزة الامنية انتشرت في كل زاوية من مدينة جنين وخرج وفد من المؤسسة الامنية الى مثلث عرابة لاستقبال المحررين كاستقبال الابطال مشهد سيبقى في ذاكرة الكبير والصغير الى الأبد وفرحة لا توصف عمت الجميع دون استثناء ومواطنون يطلون من نوافذ منازلهم ولسان حالهم يقول "هذا اقل شيء اقدمه لكم اظهر فرحي بخروج ابناء غابوا عن مدينتهم سنوات طويلة تجاوزت العشرين عاما ومنهم من اقترب على الثلاثين عاما". |247649| في بيت الاسير المحرر هزاع السعدي اصاب شقيقته حالة اغماء وشبه هستيريا فور لقائها بشقيقها تحتضنه بقوة فقد حرمت من هذا الحضن طوال 28 عاما وكانت لقاءاتهم تقتصر فقط في الحديث وحاجز من الزجاج يفصلهم وقد حان في الاستدفاء من شقيقها الوحيد الذي سجن ظلما وعاش كعائلته ظلما كما قالت ام عمار لمراسل معا في جنين والذي عايش الفرحة مع عائلة الاسرى المحررين. تقول ام عمار بأعلى صوتها "هذا اليوم كنت انتظره منذ عام 1985 تاملنا كثيرا في ان يخرج شقيقي هزاع في صفقات التبادل التي حصلت طوال السنوات ال28 عاما الماضية اخرها كان صفقة التبادل مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط .. ورغم عدم ادراج اسمه في قائمة الاسرى في ذلك الوقت الا ان الامل كان موجودا لدينا وتمنينا ان يفرج عنه قبل ان يتوفى الله والدتنا التي انتظرته كثيرا وقد استجاب الله لنا وافرج عنه ووالدتنا على قيد الحياة يكفي ان والدي توفي ولم يذق طعم الفرحة هذه". |247648| قبل ان يصل هزاع منزله الذي انشىء قبل عام توجه الى المقبرة الشرقية وقرأ سورة الفاتحة على قبر والده وكان في المنزل تنظره العائلة على اخر من الجمر وكأن الساعه قد توقفت وفور وصوله كانت الزغاريد قد ملأت المنطقة واستيقظ من سلبه النوم خلال الانتظار يقول هزاع لمراسل معا "كان من المفروض ان اكون من المحررين خلال صفقة شاليط التي تمت قبل عامين لكن ما اقوله سامحكم الله ياحماس فنحن الشعب الفلسطيني نتسامح على الجراح وانتم اخوتنا لا بد من مسامحكتم"، مؤكدا ان المصالحة وإنهاء الانقسام هما السبيل الوحيد في تحرير الاسرى وتبييض السجون الاسرائيلية. وأشار السعدي "ان السنوات الطويلة التي قضيتها داخل السجن صعبة ومليئة بالآلام والذل والقهر وهناك ألاف الاسرى يذوقون ذات الألم لكن عند وصولي مقر الرئاسة في رام الله ورؤيتي للآلاف من ابناء شعبي يستقبلوننا بابتسامة كبيرة مرسومة على وجوههم فقد انسوني ومسحوا الام السنين وعندما قابلت الرئيس محمود عباس خرجت من دائرة الألم ودخلت الى دائرة التفاؤل والحياة فانا ولدت من جديد ". |247646| وأضاف "لكن ما يؤلمني ومازال موجودا في قلبي ولن انساه ابدا هو تركي لأربعة آلاف اسير خلفي يتجرعون شتى انواع القهر والذل وعلى الجميع دون استثناء التحرك وبذل الجهود بشكل مستمر من اجل تحرير الاسرى وتخليصهم من براثن الاحتلال". وأفاد "ان الاسرى حملوني عدة رسائل ابرزها مطالبة الرئيس محمود عباس الاستمرار الدائم ودون توقف من اجل الافراج عما تبقى من الاسرى وبذل كل الجهود السياسية الرامية الى تبييض السجون الاسرائيلية من كافة الاسرى الفلسطينيين والعرب" مشيرا ان الاسرى يثقون بخطوات الرئيس محمود عباس السياسية والتي ستوصل بإذن الله الى بر الامان وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الى اوطانهم. |247645| يشار الى ان هزاع السعدي اعتقل بتاريخ 28-7-1985 حكم عليه بالسجن مدى الحياة قضى منها 28 عاما. وفي حي المراح في مدينة جنين كانت الاغاني الوطنية تخرج من منزل الاسير المحرر اسامة ابو حناني والى جانب الرجال مجموعه نسوة يطلقن الزغاريد والاهازيج الشعبية يتوسطهن نسوة اخرى يرقصن الرقصة الشعبية والفتية الى جانبهن يطلقون البسمات تعبيرا عن الفرحة. اسامة قبل 21 عاما في مثل هذا اليوم كان اعتقاله وزجه في سجون الاحتلال لكنه اليوم وبعد هذه السنوات يعود الى عائلته ليعيد الفرحة الى المنزل الذي حرم منها رغم مرور عدة مناسبات من زواج اشقائه ونجاحهم في الجامعات. تقول ام اسامة والدة الاسير المحرر "الان دخلت الفرحة منزلنا وقلوبنا فخلال السنوات الماضية التي غاب عنها اسامة تزوج من تزوج من اشقائه وتخرج من الجامعه من تخرج لكن كانت الفرحة مفروض عليها حظر التجوال حتى جاء اسامة واعاد الفرحة والبسمة الى هذا المنزل متمنية ان يعم الفرحة كافة عائلات الاسرى ويعيشوا هذه اللحظات عند دخول ابنهم منزلهم. |247644| اسامة ابو حنانة قال لمراسل معا في جنين قال الاسير المحرر اسامة ابو حنانة ان الاسرى يعيشون في وضع سيء للغاية لدرجة انها لا توصف والوضع اسوء من ذي قبل . وأضاف في الفترة الاخيرة ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية تمارس شتى انواع مختلفة من القهر والذل بحق الاسرى جميعا دون استثناء فهناك الاقتحامات المستمرة من قبل القوات الخاصة باستخدام الكلاب البوليسية وحرمانهم من زيارة الاهالي ونقل عدد من الاسرى الى سجون اخرى بعيدة عن مناطق سكنى اهاليهم مما يصعب على العائلة الوصول اليهم خلال الزيارة او يتكبدون معاناة السفر من اجل زيارتهم. وأكد ان وضع الاسرى صعب للغاية ويزيد سوءا اكثر من قبله ويطالبون السلطة الوطنية الفلسطينية وكافة الفصائل الفلسطينية التوحد وبذل كافة الجهود من اجل انجاز قضيتهم وإغلاقها الى غير رجعه وذلك بتحريرهم وتبييض السجون. وأشار الى انه حمل رسائل عدة من الاسرى اللذين تركهم خلفه اهمها موجهة الى ابناء الشعب الفلسطيني كافة بمؤسساته وفصائله واطره بأن يتوحدوا جميعا ويتركوا الخلافات جانبا ويرموها في البحر لان هذه الخلافات تؤثر بشكل سلبي وواضح على الاسرى . |247643| وأكدوا في رسالتهم على ضرورة ان تبقى قضية الاسرى على سلم اولويات الجميع وانجاز القضية بأسرع وقت ممكن دون تأجيل. وحول مدى أمله بالإفراج رغم انه محكوم عله بالسجن مدى الحياة قضى منها 21 عاما قال ابو حنانة "الامل لم ينقطع نهائيا وكان الامل كبيرا جدا بأن استنشق نسيم الحرية وأعود الى وطني بين عائلتي وأحبابي اللذين انقطعت عنهم 21 عاما". وثمن ابو حنانة دور القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الذي بذل جهودا جبارة من اجل الافراج عن الاسرى القدامى والأسرى يتأملون به ان يبقى على تواصل في جهوده من اجل الافراج عن كافة الاسرى وخاصة المرضى منهم كما اشاد بدور الشعب الفلسطيني الذي خرج بالآلاف الى مقر الرئاسة من اجل استقبال الاسرى المحررين فهذا الاستقبال انساه سنين السجن رغم العذاب والقهر والذل الذي ذاقه على مدار الواحد والعشرين عاما. يشار الى ان اسامة زكريا وديع ابو حنانة اعتقل في تاريخ 28-10-1992 حكم عليه بالسجن مدى الحياة وكان من مؤسسي مجموعات الفهد الاسود الجناح العسكري لحركة فتح في الانتفاضة الفلسطينية الاولى وينحدر من قرية عرانة ومن ابرز قيادات حركة فتح الى جانب منزل ابو حنانة وعلى بعد 20 مترا تسمع الزغاريد من منزل عائلة الاسير المحرر احمد عبد العزيز يتوافد اليه المواطنون بعد ادائهم صلاة الفجر لتقديم التهاني للاسير المحرر الذي غاب 20 عاما حيث اعتقل في تاريخ 10-2-1993 حكم عليه بالسجن مدى الحياة. |247642| يقول احمد لمراسل معا شعوري بفرحة الافراج لا يوصف فقد تحقق الحلم وكل هذا بفضل الله اولا ثم بفضل الرئيس محمود عباس الذي بذل جهدا كبيرا واستطاع الافراج عن الاسرى القدامى خرج منهم دفعتين من اصل 104 . وطالب عباس المزيد من العمل لتبييض السجون الاسرائيلية من الاسرى اللذين يعيشون حالة قهر وذل ورغم ذلك الا انهم صامدون ينتظرون لحظة تحريرهم وفي وسط مخيم جنين الذي لم ينم اهله اقيمت حفلة كبيرة شارك فيها الصغير قبل الكبير والمرأة قبل الرجل معبرين عن فرحتهم بالافراج عن محمد الصباغ الذي اعتقل بتاريخ 28-10-1992 استشهد خلال سجنه شقيقه علاء في الانتفاضة الفلسطينية الثانية عدا عن شهداء اخرين سقطوا وهو غائب عنهم. وفي عربونة ايضا وامام منزل عائلة الاسير المحرر عثمان بني حسن الذي اعتقل بتاريخ 27-7-1985 جاء اهالي البلدة لتقديم التهاني للاسير المحرر وفي المنزل صوت الاغاني والاهازيج اطلقتها نساء القرية فجنين واخيرا استنشقت نسيم الحرية مع اشراقة الشمس معلنة عن اول يوم يقضيها ستة من الاسرى المحررين مع عائلاتهم بعد غياب سنوات طويلة قضوها في غياهب السجون |247641| |247640| |247639| |